الأمن يعلن مقتل شخص أطلق النار على دورية في الرابية .. واصابة 3 مرتبات البنك العربي يصدر تقريره السنوي الأول للتمويـل المسـتدام وتأثيــره جفاف البشرة في الشتاء.. الأسباب والحلول لتجنب التجاعيد المبكرة رذاذ فلفل وصعق للأطفال.. ممارسات "صادمة" للشرطة الاسكتلندية الأرصاد الجوية: أجواء باردة وأمطار متفرقة مع تحذيرات هامة.. التفاصيل كما توقعت "الانباط" في خبر سابق .. إعفاء الضريبة المضافة على السيارات الكهربائية 50% لنهاية العام 20 شهيدا و 66 مصابا في غارات إسرائيلية على وسط بيروت الامين العام لاتحاد اللجان الاولمبية يشيد بجهود لجنة الاعلام توازن تنظم لقاءً تعارفياً مع عدد من الصحفيين والصحفيات لبحث دور المرأة في الإعلام وتعزيز المهارات القيادية القطاع السياحي يدعو رئيس الوزراء لزيارة البتراء "المنكوبة" الأردن صمام أمان المنطقة وحارس الهوية الفلسطينية والمقدسات يارا بادوسي تكتب : جولات رئيس الوزراء:خطوة مطلوبة لتحفيز قطاع السياحة المرأة بالمحافظات وتحديات سوق العمل الثلاثي الفولاذي.. محور سياسي جديد يعيد رسم ملامح التوازن في الأردن الترخيص المتنقل بالأزرق من الأحد إلى الثلاثاء واتساب يقدم ميزة تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص أمانة عمان تعلن حالة الطوارئ المتوسطة اعتبارا من صباح غد ابتكار أردني رائد – إطلاق منتجات Animax+ و Animax++ قرارات مجلس الوزراء مطالبات جماهيرية بالاستعانة بالمحترفين الأردنيين المجنسين

في قُدس الأَقداس يُصنعُ تاريخ العَالم

في قُدس الأَقداس يُصنعُ تاريخ العَالم
الأنباط -
الأكاديمي مروان سوداح


كانت القدس وما زالت قُدسًا للأقداسِ منذ فجر التاريخ البشري ومنذ البدء، وهي مركز الكون والمَجرات والأُمم، ووحدها تصنع تاريخ العَالم الروحي وتجديد البشرية. القدسُ بمفردها هي التي أضاءت قبّة السماء، إذ أنها الأرض الحبيبة التي اختارتها عين الرب لتفرز بقدسيتها الغث من السمين على مساحة التاريخ والكرة الأرضية برمتها. من هنا، من بيوتات القدس العتيقة ولِدت الحضارة والثقافة والإنسانية، بعدما كان الإنسان همجيًا، يُعلي قيمة القوة على قيمة العقل.. واليد على الفكرة.
ولهذا، حَضَنت القدس الأنبياء والمتكلمين برسائل السماء، وحَمَت العُقلاء، ورعَت الحُكماء، ونصَرت الرشداء، وزامَلت المُتعقّلين، وساندَت المنطقيين، وتآخت مع أصحاب البصيرة البعيدة الثاقبة، وشكّلت تُرسًا حول جميعهم صَونًا لحيواتهم من هجمات وتعدّيات وحوش التراب وأسباط الأموال ومنظمات شراء الكلمة والصوت، وهؤلاء كثيرون هم ومؤسـساتهم المالية التي تتخذ مؤامراتها لبوسًا قلميًا وبحثيًا وفلكلوريًا وتراثيًا !
القدس تشمخ الآن في الأعالي ويد المحتل ما زالت تَقْطُرُ بدماء أهلها من جِراحها العميقة في (الشيخ جراح)، وفي (بيت الخبز) التاريخي (بيت لحم) و (قطاع غزة) الذي هو الجيب الصغير مساحةً (365 كم مربع)، والمُحَاصَر الضيق الذي يحاول العدو تحطيمه وسحقه وتسويته بالأرض، برغم أنه أقل مساحة من الدول الصغيرة على شاكلة (أندورة) الجبلية الجميلة، وها هي الدنيا تَصمت ودولها الكبرى والنووية تتصاغر أمام الاحتلال الصهيوني للأرض العربية، وترتعد عواصم الغرب كله من كلمة (إسرائيل) التي قوّضت السياسة العالمية والقرار الدولي وكبّلته بأصفاد فولاذية طوال سنوات الصمت السابقة. لهذا، اعتقد الصهاينة وسَنَدَهم الغربي أنهم قتلوا المشاعر الفلسطينية ووأدوا العقل العربي، وجيّروا عواصم كوكبنا لإرادتهم، فأفاقوا فجأة مصروعين على الزلزال الربّاني (انتفاضة الأقصى) الفلسطينية العظيمة المتجددة، التي يقودها جيل جَمل المَحامِل الجديد، الناقل على ظهره مأساة وهموم وآمال وآلام الآباء والأجداد، والقابضة يَده على وصيتهم التحررية كما يقبضون على جَمر الحرية والاستقلال.
اليوم يًصنع شعب القدس.. شعب فلسطين التاريخية المُمتدة جذوره من الجليل شمالًا إلى آيلة الكنعانية الفلسطينية جنوبًا على بحر القُلْزُم (الأحمر)، العجائب تلو العجائب لتأكيد تاريخيته بعمق صخرته الصلدة الضاربة أوتادها في محور أرض الأجداد والآباء، فَمَن ضَرَبَ أوتاده في تراب فلسطين في الخليقة الأولى، يبقى مُعمّرًا فيها، ولا تموت حيويته بل تستقر روحه الوثابة لتحمي طهارة هذه الأرض بمساجدها ومصلياتها وكنائسها وصوامعها الكثيرة التي تحكي قصة الإيمان عبر الألفيات، وحكايا النصر على الأعداء المدججين بحِرابهم التي ارتدت عليهم مَقتلًا في كل تاريخ (أرض كنعان) و (الأرض الپَلَيْسْتِينِيه) و (فلستيبا)، التي تعود آثار الوجود البشري فيها إلى الجنوب من بحيرة طبريا، إلى نحو 600 ألف سنة قبل الميلاد. حينها لم يكن في الوجود لا (يهود) ولا (يهوذ) ولا (موسويون) "ولا ما يحزنون"، سوى قبائل كنعانية ثم آرامية – كلدانية كانت قد تقدّمت نحوها من جنوب العراق، واستقرت فيها لأسباب دينية، إذ هاجر النبي إبراهيم عليه السلام صوب (أرض كنعان)، نزولًا عند أمر الرب الإله له إثر رفض شعب (أور) الكلدانية الرسالة الربانية، عِلمًا بأن لاسمهِ دلالة لغوية آرامية (سريانية) هي "أي أبا راحيما"، أي "الأب الرحيم" أو "الأب الحنون"، الذي دخل بلادنا سِلمَا وتكاثر أولاده وأحفاده فيها، ولم يكن يدور في خلده أن بعضًا من شُذآذ الآفاق سَيدّعون بعد ألوف من السنين أحقّيتهم المخروقة بهذه الأرض القُدسية المُقدسة التي آوته وفتحت ذراعيها لأهله وعشيرته وأكرمتهم.
ـ ملاحظة: يوجد في الأردن طائفة وكنيسة مسيحية سريانية تحافظ على هذه اللغة القديمة التي أكرمتنا بحُروفِها وعُلومِها، وهي تَحيا كذلك في بعض البلدان العربية الآسيوية.
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير