الأنباط -
ليس بحكم مكاتفته لروح عمان وذاكرتها الاصيلة, كان وجوده واجبا في اللجنة, فهو يطل على المدرج الروماني صبح مساء, ويقتنص فسحة لطلعة سرور وسوق عمان القديمة من الطلياني الى شارع طلال, ومشتبك بتفاصيل مخيم الجوفة وحي الطفايلة, ومنحدر من قرية مقدسية ظلت تقاوم حتى رمقها الاخير, فهو عماني المولد, مقدسي الوفاء وفيه بعض سياسة وكثير من الاصلاح الذي نحتاجه في اللحظة الحرجة, فهو جاب كل محافظات المملكة ودخل كل انواع البيوت الاردنية, ودون مبالغة هو خبير في سبر انواع البيوت ووضعها الاقتصادي والاجتماعي وربما السياسي الى حد ما.
حموده, يفهم دون لبس وقادر على الاصلاح وتحديد عدد الدورات اللازمة لانضاج الحالة ومنحها نظافة شديدة, بصرف النظر عن الالوان والتلاوين وصنوف المواد الخاضعة لعملية الدوران, وبحكم عمله وتجربته, يتقن خلط المقادير اللازمة للوجبة الواحدة, ومقدار احتياجاتها من الاجراءات اللازمة, فكل لون يحتاج الى خلطة وتركيبة, وكل نسيج يحتاج بالضرورة الى درجة دوران ملائمة, ونحن مجتمع متعدد الانسجة الديغرافية والالوان السياسية, والشاب حموده فاهم بعمق لكيفية التعامل مع الماكينة التي نضع فيها انسجتنا والواننا.
ثمة مهارة مضافة لصديقي حموده , فهو خبير استثنائي في تحديد درجة الحرارة اللازمة لكل وجبة او جرعة, وماهر اكثر في تحديد حجم الضغط المطلوب حتى لا يحدث الانفجار, او تتراجع درجة حرارة الجماهير حيال المنتج الذي ننتظره من لجنة الاصلاح, كذلك هو ماهر في توزيع الحرارة بمهارة على المكونين الرئيسين في الحالة الراهنة, مما يجعله قادر على توزيع العوائد بعدالة وحسب الحاجة, فدرجة حرارة الجماهير مهمة وتحتاج الى ساعة ضبط تحدد الدرجة اللازمة حتى لا تفسد المحتويات وتصبح سامة, وكذلك خبير في اخراج الوجبة بنظافة ناصعة ودون اهتراء او تمزّق في الانسجة.
الاكيد, أن حموده كان راغبا بشدة ان يكون ضمن اللجنة, واستنكر في منشور على صفحته في مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" القفز عن عضويته في اللجنة رغم امتلاكه القدرة والرغبة على الاضافة لمخرجات الاصلاح المطلوب, من درجة نظافة مطلوبة في عمل اللجنة ومخرجاتها, الى مقدرة اصلاح الماكينة اللازمة لعدم تمزيق الانسجة او تغيير اللون او التنسيل الذي نعاني منه في الحياة العامة, كذلك هو قادر على ضبط الحرارة وتحديد نسبة الضغط المطلوب في الماتور او المولد الذي يمنح الماكينة قدرتها على تنفيذ المأمول والمطلوب منها.
حتى لا يذهب خيالكم بعيدا, او اُطيل عليكم, صديقي حموده فني صيانة غسالات وثلاجات وهو جاب كل المحافظات ودخل بيوتا كثيرة, ويستطيع ان يحدد المستوى الاقتصادي للمنزل تبعا لحالة الغسالة والثلاجة, ويستطيع ايضا ان يحدد الميول السياسية لصاحب المنزل من خلال منشأ الصنع, فهو يعرف اصحاب الميول الامريكية والاوروبية والاسيوية من خلال نوع الثلاجة او الغسالة, فاليساري بالعادة يميل الى المنتج الروسي او الصيني والليبرالي الديمقراطي اقرب الى المنتج الاوروبي, والليبرالي المتوحش لا يتعامل الا بالمنتج الامريكي, فيما جموع حزب الكنبة او انصار التيار الوسطي, يميلون الى المنتج الاسيوي.
وفي ظل هذه الامكانات والمعارف يبقى السؤال قائما ومشروعا, لماذا غاب حموده عن عضوية لجنة الحوار؟
omarkallab@yahoo.com