الأنباط -
بقلم: الدكتورة بارفانا إبراهيموفا
نأمل أنه وبعد القتل العمد والبشع للصحفيين الأذربيجانيين، أن لا تقف وسائل الصحافة والإعلام العربية والإسلامية والدولية ومئات ألوف الصحفيين في العالم موقف المراقب الصامت.
في الرابع من يونيو الحالي 2021، وأثناء تأديتهم لواجباتهم الصحفية، استشهد مراسل وكالة المعلومات الحكومية الأذربيجانية (أذرتاج) محرم إبراهيموف، ومصور قناة أذربيجان سراح ابيشوف، وكذلك مندوب السلطة التنفيذية للمحافظة (أذ تي في)، ونائب ممثل السلطة التنفيذية لمنطقة كالباجار الإدارية لقرية سوسوزلوغ عارف علييف، بإنفجار لغم أرضي في قرية سوسوزلوق لمحافظة كلبجار بأذربيجان، وأصيب أربعة أخرون بجروح.
وهكذا، تواصل جهات أرمنية ارتكاب أعمال إجرامية ضد مواطنينا عن طريق زرع الألغام في الأراضي أذربيجانية المستقلة والمحررة، مِمّا يُشكل انتهاكا صارخاً للقواعد والمبادئ الأساسية للقانون الدولي الإنساني، بما في ذلك متطلبات اتفاقيات جنيف لعام 1949.
كتبت النائبة الأولى لرئيس جمهورية أذربيجان مهربان علييفا على إنستغرام: "بعد انتهاء الحرب، سقط أكثر من 140 شخصًا جرّاء ألغام زرعها الأرمينيون في الأراضي الأذرية المحرَرَة، 27 منهم لقوا حدفهم. تقع المسؤولية الكاملة عن مقتل الأبرياء على عاتق قيادة أرمينيا". وبالرغم من أن أذربيجان قدّمت العديد من الدعوات لكي تقدم أرمينيا الخرائط الخاصة بالألغام التي زرعتها في أراضينا الأذرية، إلا أنها ترفض القيام بذلك، وها هي تواصل إنتهاك القانون الدولي الإنساني ٠٠٠".
وأيضًا كتب حكمت حاجييف، مساعد الرئيس الأذربيجاني ورئيس قسم السياسة الخارجية في الإدارة الرئاسية، على تويتر: "أصبح صحفيو (أذ تي في) و (أذرتاج) ضحايا الألغام الأرضية التي زرعتها القوات الأرمينية أثناء انسحابها من كالباجار. وندعو المنظمات الدولية الى إظهار التضامن وإدانة هذا الحادث".
وقام المدعي العام الأذربيجاني كامران علييف بتوجيه نداءً رسميًا إلى مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، ومفوض مجلس أوروبا لحقوق الإنسان، ومنظمة "العفو الدولية”، و ”هيومن رايتس ووتش”، بتقييم رفض الجانب الأرميني تقديم خرائط الألغام باعتباره استمرارًا منه في إستفزاز الشعب الأذربيجاني والعالم، وطالبهم أيضًا بالامتثال لالتزاماتهم بموجب القانون الدولي.
وأطلق مكتب المدعي العسكري لاذربيجان قضية جنائية بموجب المواد 100.2 (التخطيط أو التحضير أو الشروع في أو شن حرب عدوانية)، و 116.0.6 بند (انتهاك القانون الدولي الإنساني أثناء نزاع مسلح)، ومواد أخرى من القانون الجنائي.
عمدت أرمينيا خلال 30 عامًا من الاحتلال والحرب لبلادنا ومنطقة (قره باغ) إلى تلغيمها، إلا أنها لا تزال ترفض تقديم خرائط للمناطق التي قامت بوضع الألغام فيها! ودعا الجانب الأذربيجاني مراراً المنظمات الدولية للضغط على أرمينيا لإصدار مخطَّط الألغام، إلا أنها لم تقبل ذلك. ويُعتبر عدم تقديم خرائط المناطق الملغومة لأذربيجان انتهاكًا صارخاً للاتفاقيات الدولية، حيث يجب على أرمينيا التخلي عن الانتقام والإرهاب، والعمل من أجل التعاون البنّاء مع أذربيجان، والامتثال لقواعد القانون الدولي.
لذلك، نعتقد أن المنظمات الإعلامية الدولية والصحفيين في العالمين العربي والإسلامي والعدالة الدولية لن يصمتوا عن الجرائم التي ترتكبها أرمينيا، والموت المأساوي للصحفيين الأذربيجانيين الذين يمارسون أنشطة مهنية.
*أستاذة بكلية الصحافة – جامعة باكو الحكومية.