البث المباشر
4 اتفاقيات تتضمن مكتسبات وحوافز للعاملين في "الفوسفات" والشركات الحليفة لها استمرار تسلّم مشاركات "جوائز فلسطين الثقافية" في دورتها الثالثة عشرة – 2025/2026 حسان يزور المعرض الدائم للمنتجات الزراعية في إربد مع قرب افتتاحه رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسَّان يفتتح مركز جرش الثَّقافي البنك الأردني الكويتي يحصد لقب "بنك العام في الأردن" لعام ٢٠٢٥ من ذا بانكر العالمية أ.د.الصرايرة : لا جامعات أردنية في التصنيف العام لـ "شنغهاي"2025 الصناعة والتجارة" " التعاطي الفعال مع مساري التحديث الاقتصادي والإداري ارتفاع حصيلة ضحايا الفيضانات في إندونيسيا المنطقة العسكرية الشمالية تحبط محاولة تسلل على إحدى واجهاتها الحدودية معان تتصدر كميات الأمطار بـ22.7 ملم طقس بارد حتى الأربعاء وتحذير من الضباب والانزلاق اليوم أسبوع متقلب بطابع بارد وزخات مطرية بعض المناطق خطر يهدد الهواتف عبر منافذ الشحن العامة ‏مصادر : الشرع يقيم في قصر تميم خلال زيارته لقطر فتية التلال… وحوش مدعومة رسميًا فرض الاستقرار في المنطقة نفوذ الإسلاميين: بين الحظر المحلي والتصنيف الدولي عصر انتشار الكراهية الرقمية الملك عبد الله الثاني: فخر واعتزاز بتواجد النشامى في مونديال 2026 الحاج المختار احمد جميل بخيت الجغبير ابو جميل في ذمة الله

رمال الجنوب

رمال الجنوب
الأنباط -
د. بتي السقرات / الجامعة الأردنية
من الجنوب ،و هل تدرين ما الوجعُ؟!
وهل تبقّى إلى الأحزان متّسعُ؟!
لطالما كانت رياح الجنوب تحمل لي بعض أبيات شعر يؤلمني بعضها و يفرحني الآخر
وكانت تنقل أخبارا و تروي الحكايات عن ماضٍ ليس بالبعيد كان فيه الجنوب حاضنا لعاصمة الأردن الأولى و كان فيه الجنوب انطلاقة لطلائع الدولة الأردنية و كما هي الرياح دوما تسابق في نقل الأخبار فهي تنبىء بالمطر و تنبىء بالأزهار فهي تحمل معها أيضا الشكوى والأنين.
تسألني رياح الجنوب مستنكرة ! لماذا هذه القطيعة مع رمالي ؟ وهي التي تتكشف بسماكات كبيرة و تتميز بنقاء شديد فمليارات الأطنان تتواجد على سطح أرض الجنوب وهناك الأكثر منه بين ثناياها ، رمال السليكا في جنوب الأردن مهملة وهي التي تتميز عملية تعدينها بالسهولة و البساطة و بطرق غير مكلفة نسبيا، أين أبناء الوطن وحكوماتنا والمستثمرين منها؟.
رياح الجنوب و باستنكارها هذا جعلتني أتذكر جهود أساتذتي الذين تتلمذت على أيديهم وزملائي الجيولوجيين الذين درسوا هذه الخامات ومنهم من تغنى فيها فأذكر ما قاله أ.د. عيسى مخلوف أستاذ الصخور الرسوبية في وصف جميل لهذه الرمال حتى يسهّل على طلبته تذكرها
الرمل أبيض ناصعٌ ....و الصخر يُدعى صخر ديسي .......يزهو برمٍ طيفه .......و يتيه فخراً في الطويسي.
لكن رمال السليكا والتي تتواجد في الديسي ،رأس النقب ، العقبة وشمال البتراء وفي مواقع أخرى والتي درست وحللت وتغنينا بها لم تستغل وكان الأجدر أن يستثمر فيها فهي ثروة لما لها من دور في صناعات عديدة كالزجاج والألياف الزجاجية ، زجاج البصريات ، فلاتر التنقية ، الدهانات والكثير الكثير من الصناعات التي يمكن أن تكون تنافسيتها في الأسواق العالمية كبيرة جدا .
وهذه المواقع في الجنوب والغنية برمال السيليكا تعد الأفضل أيضا لإمكانية الإعتماد على الطاقة الشمسية و طاقة الرياح لخفض تكلفة توليد الطاقة الكهربائية اللازمة لتشغيل المصانع
والتي تعتبر عائقا كبيرا في وجه المستثمرين.
رياح الجنوب التي حملت لي بيت الشعر الذي يذكرني بالوجع سمعتها تنادي مذكرة لي بأنها تركت خلفها أكوام وأكوام من تلك الرمال التي تعد الأنقى والأصفى كنقاء و صفاء قلوب أبناء ذلك الإقليم و أبناء الأردن الحبيب و براقة بالسيليكا كبريق أعينهم التي تسعى دوما نحو أمن الوطن وسلامته.
رياح الجنوب جاءت تقول هلموا عودوا إلي لننعم ونستثمر في هذه الثروة ، عودوا لأرضي وما فيها ،للإستعانة بهذه الخيرات لدعم الوطن و أهله في ظل عجز ودين أرهقت الحرث و النسل ، عودوا لهذه الثروة حتى ننتج سوية عشرات الصناعات التحويلية التي ستعود بالخير والنفع على اقتصادنا ولتعظيم القيمة المضافة في إحداث التنمية في الجنوب وتشغيل الأيدي العاملة وخفض معدلات البطالة التي أرهقت شبابنا و قتلت طموحهم.
رياح الجنوب تخاطبني دوما وتعلم أني تلك "الجنوبية الحالمة" التي ترى أن هذه الأحلام ستتحقق يوما ما وسيزدهر الجنوب و تنتقل حبوب اللقاح عبر رياحه لبقية أرجاء الوطن فيزهر كله.
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير