الأنباط -
في خضم الاحتفالات بالذكرى الخامسة والسبعين لاستقلال المملكة الاردنية الهاشمية التي تواكب الاحتفالات بمئوية الدولة الاردنية والتي تحقق من خلالها الكثير من الإنجازات والنهضة التنموية الشاملة في مختلف المجالات وخاصه العقد الأخير الذي شهد الكثير من الصراعات الإقليمية والدولية ولكن استطاع الأردن بفضل قيادته الهاشمية الحكيمة ووعي الشعب الأردني من اجتياز المرحلة بكل سلام.
لقد شهد الأردن انفتاحا سياسيا كبيرا في عهد جلالة الملك عبدالله الثاني والذي يعتبر الأنموذج المتميز في المنطقة حيث حرص جلالة الملك على تشجيع الحوار المستمر والايجابي وبكل وضوح وشفافية مطلقة لترسيخ قواعد جديده في ميزان الدوله الأردنية
ومن منطلق الفهم الشمولي العميق لجلالة الملك لمتطلبات التنمية السياسية الشاملة فقد اعتبر جلالة الملك المواطن الأردني هو اللبنة الأساسية والقاعده العريضة لأي نهج إصلاحي وعلى الصعد كافة وذلك بإطلاق العديد من المبادرات الوطنية التي جسدت خبرة واسعة وعين ثاقبة وحنكة سياسية لتحفيز ودفع الحوار الوطني والإصلاح بمفهومة الشامل نحو الإمام بخطى ثابتة ومحكمة مع التأكيد على ضرورة وضع البرامج والخطط المدروسة بعناية فائقة لاحداث التغيير الشامل دون اقصاء وتهميش لأي طرف من أطراف المعادلة السياسية في الدولة .
ولدفع عملية الإصلاح الشامل وتعزيز القيم الإصلاحية الراسخة والمعاني السامية اطلق جلالة الملك عبد الله الثاني الأوراق النقاشية الملكية والتي شكلت مسارا مهما وخارطة طريق واضحة المعالم وضعت كافة المبادى وإلاسس لعملية إصلاح سياسي اجتماعي اقتصادي ثقافي مكتملة الأركان لبناء ونهضة الوطن.
وهنا لابد من المرور أيضا على رسالة عمان التي أطلقها جلالة الملك وأردا من خلالها أن يعكس للعالم أن الأردن دولة تؤمن بالوسطية والحوار والتعايش الديني والتعددية والتسامح وحماية حقوق المواطنين جميعا دون تمييز.
ومن الطرح السابق أطلق رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز مبادرة وطنية ذاتية للحوار الوطني الشامل في مختلف القضايا والهموم التي تشغل بال الشارع الأردني بمشاركة
فعاليات شعبية ورسمية تمثل مختلف القوى السياسية والشعبية والاجتماعية والنقابات والقطاعات الشبابية وآخرين مستمدا رؤى جلالة الملك المستقبلية والحاضرة والتي وردت في الأوراق النقاشية الملكية ورسالة عمان لتكون الركيزة الأساسية لحوار وطني شامل شفاف وواضح دون أي استثناء واقصاء لأي أحد.
ونثمن هنا لرئيس مجلس الأعيان هذة المبادرة الوطنية المهمه والروح الطيبة وسعة الصدر وتقبل كافة الافكار والطروحات والرؤى مهما كانت قاسية.
ومن هنا فالأحزاب السياسية والقوى الشعبية مدعوة لإعادة قراءة الواقع الأردني بكل دقة وعناية فائقة انطلاقا من روح التسامح والوسطية وتغليب المصلحة الوطنية العليا وعدم الالتفات لقوى الشد العكسي وابواق الفتنة التي تسعى لاحداث الفوضى وتفويت اي فرصة للإصلاح الشامل تنفيذا لاجندات مختلفة فالأردن لكل الأردنيين والانتماء يقاس بعظمة الإنجاز والتضحيات الجسيمة والتنوع الفكري يغني المسيرة الأردنية ويجعل المصلحة العليا هي الهدف الأسمى لمواجهة مقتضيات المرحلة وعلينا جميعا الالتفاف خلف قيادتنا الهاشمية الحكيمة بقيادة جلاله الملك عبدالله الثاني بن الحسين الذي وفر البيئة الأفضل للحوار الوطني والإصلاح بمفهومة الشامل في إطار عملية تشاركية تساهم بها كل القوى الوطنية ليكون حوارا وطنيا عظيما يمثل فلسفة الحكم في الأردن والتي تعتبر انموذجا فريدا في المنطقة والعالم.
بقلم الدكتور المهندس هيثم احمد المعابرة /الطفيلة