لبنى الشحرور : إخفاقي في التوجيهي كان سببا في إكتشاف موهبتي ومن ثم بدأت الإنجازات

 فاتن  الخالدي

يعتبر الاردن كـ النهر الذي لا ينضب عن إنتاج المواهب الابداعية والشبابية في كافة التخصصات والمجالات الابداعية، الأمر الذي يفرض علينا ضرورة تعزيز هذه المواهب الشابة ومنحها الاضاءة الكافية كـ نوع من المسؤولية الاجتماعية المقاة على كاهلنا كـ وسائل إعلام وصولا لـ توفير بيئة مناسبة ومكهيئة لجيمع هذه المواهب بشكلها المطلوب. 

بدورها صحيفة الأنباط وكـ عادتها لم تتوانى عن منح الكفاءات والمواهب الشابة الاضاءة اللازمة لما يتمتعون به من مواهب، حيث أجرت مقابلة خاصة مع الفنانة والرسامة لبنى شحرور الشابة الأردنية الموهوبة بما يعرف بـ الفن والرسم التجريدي وفن البورتريه. 

يعتبر الفن التجريدي من الفنون التي تعتمد في الأداء على أشكال ونماذج مجردة تنأى عن مشابهة المشخصات والمرئيات في صورتها الطبيعية والواقعية في شكل جديد تماماً قد يتشابه او لا يتشابه مع الشكل الأصلي للرسم النهائي مع البعد عن الأشكال الهندسية حيث تتحول المناظر الى مجرد مثلثات ومربعات ودوائر وتظهر اللوحة التجريدية اشبه ما يكون بقصاصات الورق المتراكمة او اشكال بصرية مباشرة .

اما فن البورتريه يعتبر فن رسم الأشخاص وهو لوحة او صورة او نحت او تمثيل لشخص وحتى مزاج الشخص ولهذا السبب في التصوير الفوتوغرافي تكون صورة عامة ليست لقطة وانما تكون صورة الشخص في وضع ثابت غالباً ما تظهر البورتريه صورة الشخص مباشرة في الرسام او المصور.

تقول الشابة لبنى شحرور أن الرسم التجريدي وفن البورتريه يعتمد على موهبة الرسم، وتشير إلى أن هذه الموهبة اكتشفت لديها منذ الصغر كونها نشأت في بيئة فنية حيث أمتاز والدها بـ هذه الموهبة ثم تطورت لديها، حيث بدأت مشوارها في مرحلة الثانوية العامة والتي لم يحالفها الحظ بـ النجاح، الأمر الذي أثر بشخصيتها لدرجة كبيرة أدت الى تفجير الموهبة التي كانت بداخلها واستخدامها كي تسد الحزن والنقص الذي شعرت به حينها، واستطاعت تحويل الفشل الى نجاح باهر وما لبث أن قادها الى نجاحات أكبر مما كانت تتوقع ومن ابرزها النجاح في الثانوية العامة. 

حديثنا عن الفنانة والرسامة لبنى الشحروري ؟

لبنى شخص قوي جدا رغم الظروف التي عشتها ومررت بها والظلم الذي واجهته وخاصة إخفاقي في الثانوية العامة، والذي اعتبره الكثير انه فشل وجعلني اشعر بالضغط كثيرا وكان السبب الاول لكي اظهر انني لم افشل ولم اقع بل اني تمكنت من النجاح واكثر من النجاح والسبب الثاني الظروف المادية في منزلي، الشيء الذي جعلني اقوم بالرسم للمساعدة وان اكون شخص اقوى واتجه لمجال اكبر من الفن جعلني ان اظهر لبنى الفنانة التي بداخلي.

لماذا اختارت لبنى هذه المدارس من الفن ؟ 

في بداياتي في ممارسة موهبتي بـ الرسم كانت برسم فن البورتريه بـ الرصاص، الأمر الذي خلق الرغبة بداخلي لـ تعلم فن جديد يحتوي على الألوان خاصة أن فن البورتريه بـ الرصاص لا يحتوي على ألوان، وبالمقابل يوجد فنون كثيرة تحتوي على الألوان ولكنني شعرت بادخلي انني أميل للإنجذاب لـ هذا النوع من الفن وهي احد القنوات التي ارغب بها وتلائم شخصيتي.

ما هي العروض والمشاريع التي حصلت وعملت عليها ؟

بدات برسم الكثير من اللوحات لعديد من المقاهي والمحلات التجارية والبيوت المنزلية كما انني تلقيت عرض من احد المقاهي في الفترة الاخيرة برسم اللوحات من تخصصي الجامعي بالاضافة الى اللوحات الفنية التي اقوم برسمها ولكنني لم اتمكن من أخذ العرض بسبب جائحة الكورونا التي نمر بها، اضافة الى انني تطوعت ايضاً مع جمعية 'بلدك' وقمت بالرسم على جدران الشوارع في العاصمة عمان كـ تطوع في منطقة ' البوليفارد' بهدف تجميلها. 

ما هي الصعوبات والتحديات التي تواجهينها في مسيرتك الفنية ؟

هناك تحديات لوجستية أواجهها من ابرزها توافر المواد اللازمة والادوات المتخصصة لـ هذا الفن خاصة مواد الـ (آكليريك)، وتتوفر في الاردن بـ نسبة ضئيلة واصناف قليلة من الادوات، وفي المقابل نجد في الخارج أن جميع المواد والادوات اللازمة تتوافر بنسبة عالية،  وحول فرص العمل أجد صعوبة بالغة في ايجاد فرصة عمل مناسبة، اضافة الى أن فرص العمل في هذا القطاع شحيحة وقليلة في الاردن، الى ذلك أواجه الكثير من الصعوبات خاصة ان لدي الرغبة الكبيرة في افتتاح معرض خاص لأعمالي الفنية ويحتاج الى مبالغ كبيرة ولا أجد الداعم.  

ما هي مشاريعك المستقبلية وما هي الغاية التي تبحثين للوصول إليها من خلال هذه الموهبة الفنية ؟ 

في المستقبل القادم إن اتيحت لي الفرصة، سوف اقوم بـ فتح معرض خاص لـ عرض أعمالي الفنية، خاصة أن مشروع تخرجي من الجامعة الذي أعمل عليه الآن عبارة عن معرض مكون من طابقين سأقوم بـ عرض لوحاتي الخاصة بتخصصي الجامعي "انترير دزاين" الى جانب استثماره وعرض لوحاتي الفنية التي أقوم بـ رسمها، مشيرة الى أن ابرز المشاريع التي عملت عليها اعطاء عهدة دورات في هذه الانواع من الفن. 

هل تلقيني الدعم من جهة خاصة او نقابات او فنانين؟ 

أقولها وبكل أسف أنني  لم اتلقى اي شكل او نوع من أشكال الدعم سواء من القطاع الخاص او من القطاع الرسمي والحكومي، لا بل اعاني من ما أواجه من زملائي في الوسط الفني عندما أطلب مساعدة ما او سؤالي عن مواد تتعلق بهذا الفن. 

برايك هل الحالة النفسية لها تأثير على الرسم ؟

بالطبع لها تاثير كبير وانا شخصيا اتأثر بـ ذلك جدا، فمثلا إن كانت حالتي النفسية سيئة لا استطيع الرسم مثل ما تكون حالتي النفسية جيدة وعندما اكون غاضبة اجيد رسم البورتريه اكثر من التجريدي كالمعتاد ولكن الرسم التجريدي عكس ذلك .

لكل فنان رسالة يظهرها من خلال لوحاته الفنية اخبرينا ما هي رسالتك ؟

بالنسبة لي لم اتمكن من ايصال اية رسالة من لوحاتي الفنية، ولكني ارى أن هذا الشيء يعتمد على الموهبة التي يمتلكها الفنان، ولكن من خلال الألوان التي استخدمها استطعت ايصال افكاري وفني، خاصة عندما اقوم برسم اية لوحة فأنا لا ارسم بهوى نفسي بل بهوى الشخص، وعلى الصعيد المهني اقوم بالجلوس ومحادثة الشخص عن ما يدور في بداخله من افكار وماذا يريد واقوم بالرسم لكن على الصعيد الشخصي اعبر عن احساسي بالرسم وما اشعر به من الداخل بالالوان.

هل سبق أن شعرت أن هناك من يستخف بالفن الذي تقدمينه ؟

لا لم اشعر بذلك ابدا، بل على العكس تلقيت الدعم من عائلتي واصدقائي واشخاص لم أكن اعرفهم من قبل، ودائما أسمعهم يرددون هذه الجملة لي "احساسنا بأنك سوف تصلين الى شيء عظيم في المستقبل".

من المعروف ان كل فنان يتمتع بـ ثقافة علية فما رايك بذلك ؟ وما هو اللون المفضل عند لبنى ؟

لوني المفضل هو الازرق، صدقا انا اشعر بـ الراحة عندما اقوم بمزجه مع بقية الالوان واستخدامه والى  وجانبه اللون الابيض والاسود ايضاً، اما ثقافتي اشعر أنها ليست كافية ولكن احب ان استمع من الاشخاص المثقفين واسعي الاطلاع والخبرة والمعرفة لتطوير نفسي وثقافتي، ولكنني اكره ثقافة الكتب وقراءتها.

كـ فتاة شابة وموهوبة هل تشعرين بأنك تمتلكين جميع حقوقك ؟

نعم خاصة أن القانون في الأردن يدعم المرأة، وكل مكان يوجد عنصر انثوي، وكوني انا تربيت بعائلة تقدر معنى أن تكوني أنثى فأنا امتلك كامل حريتي بمهنتي وفني وحياتي، وأستطيع السفر والاستكشاف وزيارة المعارض وأعمل ما يحلو لي بكل ثقة.

هل انتي شخص انفعالي ؟ 

نعم جدا انا شخص انفعالي وعنيد بنفس الوقت اريد ان اصل اكل ما اطمح به. 

شكرا لك..