الأنباط -
قال الدكتور ديفيد نابارو، المدير المشارك لمعهد الصحة العالمي في إمبريال كوليدج لندن، والمبعوث الخاص لمنظمة الصحة العالمية حول كوفيد-19، أثناء مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية 2020، أنه "في خضم نقص عالمي للكمامات الجراحية ذات النوعية الجيدة، شرعت منظمة الصحة العالمية باتخاذ خطوات من شأنها ضمان التوزيع العادل للمخزونات المتوفرة".
وأضاف: "لقد كان النقاش صريحاً في ذلك الوقت، حيث كان هنالك نقص في الكمامات الجراحية الجيدة. وصمّمت منظمة الصحة العالمية على تجنب حدوث حالة من شأنها قيام الدول الغنية أو الأشخاص الميسورين بشراء جميع الكمامات، مما يتسبب بنقص المخزونات للعاملين الصحيين في الدول الفقيرة".
وانضم إلى الدكتور نابارو لمناقشة استجابات فيروس كوفيد-19 كل من الدكتور أندرس تيجنيل، كبير علماء الأوبئة في دولة السويد، والبروفسورة دايم سالي ديفيس، المبعوث الخاص للمملكة المتحدة حول مقاومة مضادات الميكروبات وكبير المسؤولين الطبيين السابق في إنجلترا، والدكتور جانيل بوثوشياري، الوزير الأول لدولة سنغافورة لوزارة الصحة ووزارة الاتصالات والمعلومات، والدكتورة إيكاترين تيكارادزي، وزير الصحة في دولة جورجيا. وأدار النقاش السيد مشعل حسين، مقدّم البرامج في هيئة الإذاعة البريطانية.
وأضاف نابارو: "في بعض الأماكن، يعود الفيروس بقوة إلى الدول والمجتمعات التي سبق له أن أُزيل منها سابقاً".
من خلال مشاركتهم الاستراتيجيات التي سبق تنفيذها في بلدانهم، سلّط الدكتور تيجنيل، والدكتور جانيل بوثوشياري، والدكتورة تيكارادزي، الضوء على دور حملات التوعية والشفافية الرئيسي في دعم المشاركة العامة في الاستجابة الوطنية، مما شكّل عنصراً أساسياً في نجاح الاستجابة الوطنية لدولهم في إيقاف تفشي جائحة كوفيد-19. كما تم التشديد على المقاربة المدروسة تجاه مراقبة الحدود، والتتبع الحاسم للعقود، وإتاحة العناية الطبية، كعوامل رئيسية في تخفيف تأثير الجائحة.
كما ناقشت اللجنة موضوع مقاومة مضادات الميكروبات، التي تتسبب بعدم فاعلية المضادات الحيوية أو الأدوية المضادة للميكروبات أثناء علاج الالتهابات. وتقول البروفسورة ديفيس: "نحن ندرك أن الأشخاص يستخدمون المزيد من المضادات الحيوية خلال تفشي كوفيد-19، ويبدو وكأن البكتيريا المقاومة للمضادات تزداد قوة. علينا التصدي لهذه الجائحة الصامتة والمتفاقمة أيضاً. ويتمثل الجواب لكلا المعضلتين في تعزيز الأنظمة الصحية".
ثمة مخاوف كذلك حول ازدياد خطر الوفيات الناجمة عن أمراض أخرى مثل السمنة والسكري. وتُضيف البروفسورة ديفيس: "إن أحد الأمور المحزنة التي بتنا نراها تتمثل في عدم حصول الأشخاص على الرعاية الصحية الروتينية حالياً نتيجة تركيز هذه الأنظمة الصحية الصحيح على كوفيد-19. كما أن المرضى باتوا يخشون الذهاب إلى منشآت الرعاية الصحية، خوفاً من التقاط عدوى كوفيد-19. ويتوجب علينا التغلب على ذلك".
وشددت اللجنة، في سياق التحضير لمكافحة الموجة الثانية من تفشي فيروس كوفيد-19 والتصدي لها، على أهمية تدعيم إجراءات السلامة، خاصة ارتداء الكمامات، حتى في الخارج. ويقول الدكتور نابارو: "يجب على كل واحد منا، أينما كان، أن يرتدي الكمامات في حال تواجد خطر كوفيد-19. ليس ثمة تردد في هذا السياق".
وأضاف: "إنه خصم واحد، وعلى العالم بأسره أن يعرف كيفية التعامل معه. إذا لم نتمكن من ذلك، فستكون النتائج طويلة الأمد رهيبة. وإذا كان هناك ثمة نتيجة لحوادث كهذه، فهي تتمثل في ضرورة التضامن القوي بين الأمم، وأنا آمل أن يحدث ذلك".
وأشار الدكتور نابارو إلى مشاركة 186 دولة من أصل 193 في آلية كوفاكس، وهي آلية عالمية لمشاركة المخاطر في إطار الشراء الجماعي والتوزيع العادل للقاحات كوفيد-19 المحتملة: "لقد تم تقديم 5.1 مليار دولار، منها 10 ملايين من دولة قطر، في سبيل ضمان حصول الدول المختلفة على اللقاحات من خلال مشاركة الموارد. هذا التعاون ما بين الدول، والعلماء، والمجتمعات، من شأنه النهوض بنا جميعاً من هذه الكبوة، على أن لا نكون فقط أقوياء في التصدي لكوفيد-19 بل وكذلك للأخطار العالمية الأخرى التي نواجهها"