الأنباط -
الأنباط -
– عوني فريج
برزت قضية نجوم الرياضة الاردنية القدامى على واجهة الاحداث الرياضية خلال الفترة الاخيرة ..باعتبارهم لا يجدون الكثير من العناية والتقدير والمتابعة بعد اعتزالهم من قبل الجهات الرياضية المختلفة ..فالقليل منهم من يواصل مشواره التدريبي او الاداري مع الاندية والمنتخبات الوطنية المختلفة ممن اتيحت لهم فرص اكتساب المزيد من الخبرة من خلال الدورات التدريبية وورش العمل التي تمنحهم القدرة على التصدي للعمل بعد الاعتزال ..لكن الغالبية العظمى لم يسعفها المؤهل العلمي او حتى الحظوة لدى اصحاب القرار في الاندية او الاتحادات الرياضية من العمل بعد الاعتزال فتجدهم وقد تقطعت بهم السبل غير قادرين في ظل الدخل الشهري المتواضع الذي يحصلون عليه على الوفاء بمتطلبات الحياة على بساطتها ..
ولعل اخر مسلسل المأسي الذي عايشنا فصولها في الفترة الاخيرة ولن يكون الاخير للاسف ..ما حصل مع النجم السابق المرحوم كامل منيب الذي كان احد نجوم الجزيرة في العصر الذهبي ومثل كذلك منتخبنا الوطني وبعض المنتخبات الاخرى والذي عاش تعيسا بعد ان ساءت صحته اثر امراض متعددة اجتمعت عليه ..ومن مأسي الصدف ان تكون قدمه التي كثيرا ما ساهمت في اسعاد الجماهير عندما كان نجما يشار اليه بالبنان هي التي افتقدها بعد طول معاناة عندما قرر الاطباء بترها حفاظا على حياته بعد ان تغلغل المرض في جسده وبات اخر العلاج الكي ...!!
كامل منيب لم يكن هو اخر فصول المعاناة كما ذكرت فهناك اكثر من لاعب يعيش الان مما تفيض به بقايا ما يقذفه الناس من ماكولات وغيرها في بطون الحاويات ..نعم والله هناك اليوم تجدون بعض النجوم القدامى الكبار الذين كثيرا ما اسعدوا الجماهير التي صفقت لهم تقديرا واعجابا .. يفترشون الارض امام الحاويات يجمعون الحديد والخردة والملابس القديمة والطعام ليسدوا رمق وافواه الابناء ولا نقول دفع ايجار البيت ودفع فواتير الكهرباء والمياه ..لقد تكالبت عليهم الحياة لان الرياضي في الاردن يبقى عزيزا مصانا محترما مقدرا طوال وجوده في الملاعب ..فتجد الاهتمام والتقدير وكل الوان الاعجاب من قبل المسؤولين في الاندية والاتحادات والجماهير التي تهتف باسمائهم ..لكنهم يفقدوا كل تلك المزايا ويقبعوا في زوايا النسيان بعد الاعتزال ...!!
يتحدث الكابتن علي شعبان احد نجوم الكرة في الزمن الجميل عن معاناة زملائه باعتباره احد اقرب الناس اليهم فيقول بكيت بالامس طويلا عندما تذكرت معاناة المرحوم كامل منيب وكيف انه كافح وحاول اكثر من مرة ان يشرح معاناته للناس والمسؤولين وعلى اعلى المستويات وهو الذي فقد ساقه وتجمعت عليه الامراض الى ان اسلم الروح دون ان يجد من يقف معه في محنته تلك ..ويضيف احد النجوم الكبار يعمل حاليا سائق حافلة وبالكاد يجد الدخل المتواضع يعود به لاهلة واولاده ..لقد قمنا خلال اليومين الماضيين ومن خلال بعض اللاعبين القدامى بالتبرع بمبالغ مالية من اجل الانفاق على اللاعبين المتعثرين في ايام رمضان الى جانب تقديم طرود الخير لهم .. ويري الكابتن علي ان الحل المقترح لديه لمعالجة تعثر العدد القليل من اللاعبين يكمن في قيام رابطة اللاعبين الدوليين باقتطاع مبلغ 10 دنانير مع الرسوم السنوية التي تبلغ 30 دينار ليخصص لصندوق دعم المتعثرين لا سيما وان عدد المشتركين كما يقول يتجاوز 1200 لاعب ولا يستثني طبعا الجهات الرياضية الاخرى من المسؤولية تلك !!
بدورها فان رابطة اللاعبين الدوليين تقوم بدور مميز وطليعي تجاه اللاعبين القدامى فيما يخص التأمين الصحي الشامل لهم ولعائلاتهم الى جانب المنح الدراسية لابنائهم وغيرها من النواحي الاجتماعية الاخرى ..حيث نعلم ومن خلال زياراتنا المتكررة للرابطة وسماعنا عن ما تقوم به من خلال المسؤولين فيها.. ان هناك دعم متواصل تقدمه الرابطة بناء على توجيهات سمو الاميرة هيا بنت الحسين رئيسة الرابطة لدعم اللاعبين القدامى واسرهم منذ ان عهدت لنفسها ان تقف مع معاناة زملائها وزميلاتها من اللاعبين القدامي باعتبارها لاعبة سابقة وفارسة كبيرة عايشت معاناة ابطال الرياضة .. لكن الرابطة لا تستطيع فعلا تقديم رواتب شهرية لهم بسبب ان هذا الامر لا يندرج ضمن مسؤوليات وواجبات الرابطة باعتبار الامر يجب ان يكون مشروعا وطنيا تساهم فيه كافة الجهات المعنية من رياضية او غيرها ورغم ذلك فان التامين الصحي خفف العبء الكبير عن الرياضيين الى جانب الدور الاجتماعي الذي تقوم به الرابطة في شهر رمضان المبارك من خلال تقديم الطرود والمساعدات وغيرها هذا واجب وطني .. الى جانب ما تدفعه من بدل مساهمة في المنح الدراسية لابناء الرابطة ضمن شروط ومعايير واضحة ..
وما بين حاجة البعض من الرياضيين القدامى وبين عجز الجهات الرياضية المتعددة عن انقاذ كرامة هؤلاء يبقى السؤال الى متى يرحل من اثروا الرياضة بنجوميتهم وادائهم وتصدروا المشهد الرياضي في زمانهم وكانوا يشكلون ما يشبه الالهام لعشاقهم من محبين وجماهير بمثل تلك الصورة والحسرة تذهب معهم .. ونحن الذين شهدنا على معاناة العديد منهم ممن تقطعت بهم السبل بعد انتهاء مشوارهم الرياضي في الملاعب .. وهوحال الرياضيين في بلدي وهناك ممن سمعنا بانهم باتوا يستجدون وهناك من شوهد وهو يتلقط الطعام وحديد الخردة من بطون الحاويات ..وغيرهم لا يتمكنوا من دفع اجور منازلهم او شراء حاجيات اطفالهم..بعد ان انتهت مسيرتهم الرياضية ولم يجدوا بعد الاعتزال سوى الاعمال البسيطة التي لا تجلب الدخل المناسب ولا حتى قضاء الحاجيات الضرورية .!!
اعتقد جازما بان هذا الموضوع يجب ان يكون مشروعا وطنيا ملحا تساهم فيه الجهات الرياضية المختلفة وزارة الشباب واللجنة الاولمبية والاتحادات الرياضية ورابطة اللاعبين وغيرهم لايجاد صندوق خاص للرياضين بعد الاعتزال وخصوصا تلك الشريحة التي لا تملك دخلا بعد نهاية مشوارها في الملاعب ..!!