كانت تُهدى للملوك في مصر القديمة
الانباط - وكالات
استخدمت القرفة على مر التاريخ في العلاج والغذاء، وكانت نادرة جداً في مصر القديمة؛ لذلك كانت تعتبر هدية مناسبة للملوك.
فوائد القرفة الكثيرة جعلتها واحدة من أكثر التوابل استخداماً في العلاجات الطبيعية، والعلم يدعم القرفة أيضاً؛ لكونها تحتوي على مركبات عضوية تفيد في تخفيض نسبة سكر الدم، وعلاج بعض أمراض القلب، والحماية من العدوى والالتهابات.
لكن عليك أن تحذر، فليست جميع أنواع القرفة سواء، تعرَّف معنا على فوائد القرفة والأنواع التي يتوجب عليك استخدامها، حسبما ورد في موقعHealthline:
فوائد القرفة
عيدان القرفة بالصورة التي نعرفها ما هي إلا قِطع من اللحاء الداخلي لشجرة القرفة دائمة الخضرة، والتي تعتبر سيرلانكا موطناً أصلياً لها، وتُزرع في جنوب شرقي آسيا، وأمريكا الجنوبية والهند الغربية.
تأتي الرائحة والنكهة المميزة للقرفة من الجزء الزيتي منها، الذي يتكون بشكل أساسي من مركب السينمالدهيد أو ما يُعرف بـ «ألدهيد القرفة»، وتأتي فوائد القرفة العلاجية في معظمها من هذا المركب العضوي الفعال.
حيث يعتقد العلماء أن لهذا المركب «سينمالدهيد» تأثيراً إيجابياً على الصحة والتمثيل الغذائي.
istock شجر القرفة
مضادة للأكسدة
من أهم فوائد القرفة غناها بمضادات الأكسدة مثل البوليفينول، والتي تؤدي دوراً مهماً في تقوية مناعة الجسم، فالأكسدة أحد التفاعلات الأساسية في الجسم لأكسدة الغذاء باستخدام الأكسجين بهدف الحصول على الطاقة، إلا أن نواتج تلك الأكسدة ضارة بالجسم.
فمثلاً تنتج عن الأكسدة جزيئات (الأكسجين النشط) المعروفة بالشوارد الحرة، والتي تعمل على تدمير الأحماض الدهنية الموجودة في الخلية، وهو ما يجعل أجسامنا عرضة لعديد من الالتهابات والفيروسات والسرطانات.
وهنا يأتي دور مضادات الأكسدة مثل البوليفينول الموجود في القرفة والذي يملك قدرة فعالة على تثبيط عمل هذه الشوارد الحرة.
وفي دراسة قارنت بين نشاط مضادات الأكسدة في 26 نوعاً من أنواع التوابل، احتلت القرفة المركز الأول كأكثر نوع من التوابل يحتوي على مضادات فعالة للأكسدة.
مضادة للالتهاب
للقرفة أيضاً خصائص مضادة للالتهابات، إذ تحتوي على مركبات تكافح التهابات الجسم وتصلح تلف الأنسجة.
كما أن مركب السينمالدهيد قد يساعد على مكافحة أنواع عديدة من العدوى، وبينت الدراسات أنه يمكن أن يمنع نمو بعض أنواع البكتيريا، وضمن ذلك الليستيريا والسالمونيلا.
وقد تساعد التأثيرات المضادة للميكروبات للقرفة أيضاً على منع تسوس الأسنان وتقليل رائحة الفم الكريهة.
ومع ذلك، فإن الأدلة محدودة، وحتى الآن لم يثبت أن القرفة تقلل من الإصابات في أماكن أخرى من الجسم.
تعتبر القرفة عاملاً مساعداً على انخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب (السبب الأكثر شيوعاً للوفاة المبكرة في العالم).
وبالنسبة للأشخاص المصابين بداء السكري من النوع الثاني، فقد تبين أن غراماً واحداً أو نحو نصف ملعقة صغيرة من القرفة يومياً له آثار إيجابية على تحسُّن صحة المريض.
فالقرفة تقلل من مستويات الكوليسترول الكلي والكوليسترول الضار والدهون الثلاثية، في حين تحافظ على كوليسترول HDL «الجيد» مستقراً.
وقد أوضحت دراسات أُجريت على الحيوانات، أن القرفة تسهم في تقليل ضغط الدم، ومن ثم عند أخذ كل هذه العوامل بعين الاعتبار، نجد أن القرفة قد تقلل بشكل كبير من خطر الإصابة بأمراض القلب.
القرفة والأنسولين
يعتبر الأنسولين أحد الهرمونات الرئيسية التي تنظم عملية الأيض واستخدام الطاقة، كما أنه مهم لتنظيم نسبة السكر في الدم.
لكن يعاني كثير من الناس انخفاض حساسية الأنسولين أو «ممانعة الأنسولين»، بمعنى أن أجسامهم تتطلب كميات أكبر من الأنسولين للتحكم في سكر الدم؛ وهو ما يؤدي إلى عديد من المشاكل الصحية.
إلا أن الخبر السار لمن يعانون هذه المشكلة الصحية، هو أن القرفة يمكن أن تقلل بشكل كبير من «ممانعة الأنسولين»، وهو ما يساعد هذا الهرمون المهم في أداء وظيفته بشكل أفضل في الجسم.
القرفة تخفض مستويات السكر في الدم
كما ذكرنا مسبقاً، فإن للقرفة آثاراً إيجابية فيما يخص تنظيم عمل الأنسولين في الجسم، إلى جانب ذلك هناك عديد من الآليات التي تستطيع مكونات القرفة من خلالها تخفيض نسبة السكر في الدم.
فقد أوجدت الدراسات أن القرفة تقلل من كمية الجلوكوز التي تدخل مجرى الدم بعد الوجبات الغذائية، إذ تعمل جنباً إلى جنب مع الإنزيمات الهضمية، لتبطئ هدم الكربوهيدرات التي ينتج عنها الجلوكوز.
كما أكدت عديد من الدراسات التي أُجريت على البشر، الآثار المضادة للسكري للقرفة، حيث أظهرت أن القرفة يمكنها أن تخفض مستويات السكر في الدم خلال الصيام بنسبة تتراوح بين 10 و29%.
وتعتبر الجرعة الفعالة لتحقيق ذلك نحو 1-2 غرام أو نحوا 0.5-2 ملعقة صغيرة من القرفة يومياً.
قد يكون للقرفة دور في حماية الجهاز العصبي
يُعتقد أن للقرفة القدرة على الحماية من بعض الأمراض العصبية مثل الزهايمر وشلل الرعاش (باركنسون).
فقد بينت الدراسات التي أُجريت على الفئران المصابة بداء باركنسون العصبي، أن القرفة ساعدت تلك الفئران على حماية خلاياها العصبية وتحسين وظيفة الحركة لديها.
إذ تبين وجود مركبين في القرفة يحولان دون تراكم بروتين يسمى تاو في الدماغ، وهذا البروتين هو أحد مسببات مرض الزهايمر.
إلا أن مدى تأثير وفاعلية القرفة على الجهاز العصبي البشري لا يزال لحد الآن موضع الدراسة والبحث، إذ لم يتوصل العلماء إلى نتيجة قطعية بعد بهذا الخصوص.
ما هي أنواع القرفة الواجب استخدامها؟
عندما يتعلق الأمر بالقرفة عليك توخي الحذر؛ فالأنواع التجارية غالباً ما تحتوي على نسب عالية من مركب يسمى الكومارين، الذي يُعتقد أنه ضار إذا تم تناوله بجرعات كبيرة.
ويحتوي صنف القرفة المسمى «كاسيا» Cassia على نسبة عالية من الكومارين، وللأسف فإن القرفة الموجودة بالمحلات التجارية في معظمها، عبارة عن خلطات من هذا النوع.
ورغم أن جميع أنواع القرفة لها فوائد صحية، فإن كاسيا قد تسبب مشاكل صحية في حال تناول جرعات كبيرة منها، بسبب محتوى الكومارين.
وفي المقابل يعتبر نوع القرفة المسمى «سيلان» Ceylon أكثر جودة وفائدة، إذ يحتوي نسبٍ أقل من الكومارين، ومن الممكن شراؤه من المتاجر المهتمة ببيع المنتجات الصحية.