الأنباط – عمان- مراد المحضي
انعكس ارتفاع درجات الحرارة في الثلث الأخير من شهر رمضان المبارك، على الحركة الشرائية لدى المواطنين، مما اضعف استهلاك الفرد من الغذاء وخفض مبيعات التجار بالأخص.
أم محمد التي اعتادت على طهي وجبة لـ6 اشخاص في بداية رمضان، وحددت كمية استهلاك أسرتها من الأرز واللحوم والخضراوات وغيرها من المقبلات بشكل يومي، لاحظت أن موجة الحر الأخيرة اثرت على استهلاك أفراد أسرتها من المواد الغذائية المتنوعة.
تراجع استهلاكهم من المواد الاساسية انعكس بصورة قوية على استهلاك أسرة أم محمد من اللحوم والخضراوات اليومية، حتى انخفض الإستهلاك إلى النصف، مما انعكس على حركة التسوق اليومية الذي كان يمارسها رب الأسرة بداية الشهر الفضيل.
التفسير العلمي لانخفاض المواد الغذائية والاقبال على السوائل والعصائر الرمضانية، يعرضه الخبير الاجتماعي الدكتور عبدالرحمن مزهر، حيث يفسر العلاقة الوثيقة بين الحرارة والشهية من دراسة أجُريت على آلاف من جنود أمريكا الشمالية المتمركزين حول العالم في أثناء وبعد الحرب العالمية الثانية.
وأضاف مزهر لـ"الأنباط" أن من الصحراء وحتى القطب الشمالي تتراوح درجات الحرارة بين 33 درجة سليزية وحتى 34 درجة سليزية تحت الصفر، بينما قفز مقدار الطاقة من حصة الطعام التي يتناولها الجنود من 13 ألف كيلوجول إلى 20.500 كيلوجول، وبالتالي كان لافتًا للنظر العلاقة المدهشة بين كمية الطعام التي يتناولها الجنود ودرجات الحرارة في البيئة التي يعيشون فيها.
وأكد مزهر أن مع كل درجة واحدة زائدة في الحرارة تقل كمية الطاقة بنحو 110 كيلوجول بما يعادل 5 غرامات من مربع الشيكولاتة، وبالتالي فإن الجنود الذين يتعرقون في الصحراء يتناولون أقل مما تعادل طاقته ثلث كيلو من الشيكولاتة يوميًا مقارنة بالجنود المتجمدين في القطب الشمالي.
وأشار مزهر إلى أن دراسة حديثة قالت إن درجات الحرارة المرتفعة تؤدي إلى انخفاض كمية الطعام المستهلكة، فكل زيادة بمعدل درجة سليزية في حرارة الجلد (والتي تُقاس بالتصوير الحراري) يتناول المشاركون كمية طعام تقل طاقتها بمعدل 360 كيلوجولاً يوميًا (أي ما يعادل 3 مربعات من الشيكولاتة).
وبين مزهر أن التمارين الشاقة أيضًا تؤدي إلى نقص الشهية وكمية الطعام المستهلكة، ففي الرجال والنساء كانت كمية الطعام المستهلكة تقل 25 بالمئة بعد القيام بجولة شاقة من ركوب الدراجات.
وقال مزهر تعقيباً على نتائج الدراسات والعلاقة بين درجات الحرارة وكميات الطعام المستهلكة، إن تقلياً سؤدي ارتفاع درجات الحرارة في شهر الصوم إلى انخفاض استهلاك كميات الطعام الذي اعتاد الجسم على استهلاكها بداية الشهر الفضيل.
وأضاف مزهر أن كل هذا وذاك انعكس بشكل سلبي على حركة أرباب الاسر في الاسواق، وشراء الحاجيات الرمضانية، حيث أشار إلى من كان يستهلك يوميا كمية من الخضروات الطازجة، اصبح لا يستهلكها في يومين او ثلاثة.