الأنباط - عمان
رعى رئيس الديوان الملكي الهاشمي، رئيس لجنة متابعة تنفيذ مبادرات جلالة الملك، يوسف حسن العيسوي، أمس السبت، إطلاق المبادرة الملكية لتمكين الأسر الفقيرة وذوي الدخل المحدود في مناطق البادية، الهادفة إلى تحسين مستوى معيشة ودخل الأسر العفيفة وذوي الدخل المحدود عبر تقديم الدعم اللازم لها لتمكينها من إقامة مشاريع إنتاجية صغيرة.
وتم خلال حفل الإطلاق، الذي جرى في الديوان الملكي الهاشمي، توقيع عدد من الاتفاقيات بين مؤسسة نهر الأردن و29 جمعية خيرية في مناطق البادية الشمالية والوسطى والجنوبية، تم اختيارها وفق أسس ومعايير محددة، تراعى قدرتها وامكانياتها لتنفيذ المبادرة وإدارة العمل والوصول الى الأسر المستهدفة.
وتهدف المبادرة إلى تمويل عدد من المشاريع الإنتاجية المدرة للدخل في مختلف مناطق البادية، وتقديم التدريب اللازم للأسر المستفيدة في مجال تأسيس المشاريع وادارتها، وضمان ديمومتها، إلى جانب تمكين وبناء قدرات مؤسسات المجتمع المدني المستهدفة وتدريبها، لتعزيز دورها في خدمة المجتمعات المحلية، لتكون شريكة فاعلة في تنفيذ المبادرة.
وتستهدف المبادرة في المرحلة الأولى 200 أسرة فقيرة في جميع مناطق البادية من خلال إقامة 200 مشروع انتاجي صغير، وبعد نجاح هذه المشاريع، تقوم الجمعيات المستفيدة بإعادة تمويل مشاريع أخرى لأسر جديدة وفق آلية صناديق التمويل الدوارة، حيث تعيد الجمعية استخدام المنحة لتمويل مشاريع أخرى، لضمان استهداف أكبر عدد ممكن من الأسر الراغبة بتأسيس مشاريع إنتاجية صغيرة في البادية.
وقال العيسوي في كلمته خلال الحفل: إنّ جلالة الملك عبدالله الثاني، يضع في مقدّمة أولوياته تحسين مستوى معيشة المواطن، وتحقيق التّنمية المستدامة بمختـلف أبعادها، وتوزيع مكتسباتها بعدالة على جميع مناطق المملكة، وبما يلبّي تطلّعات وطموحات الإنسان الأردني الذي يحظى على الدّوام باهتمام ورعاية جلالته.
وأكد أن المبادرات الملكية تأتي مكمّلة للجّهود والمشاريع والبرامج الحكوميّة، حيث تتكامل المبادرات مع الإجراءات الحكوميّة في مختلف القطاعات، وبما يسهم في تحسين مستوى الخدمات المقدّمة للمواطنين، وتحسين الظّروف المعيشيّة للفئات المستهدفة.
وأضاف العيسوي خلال الكلمة، إن هذه المبادرة تضع في الاعتبار دعم وتمكين الجمعيات الخيرية لتعزيز دورها في خدمة مجتمعاتها المحلية وتمكين الأسر العفيفة وذوي الدخل المحدود من امتلاك مشاريع إنتاجية صغيرة مدرة للدخل لتوفير فرص عمل وتأمين حياة كريمة لها؛ لتكون أسر منتجة وفاعلة في خدمة المجتمع.
وأشار إلى المبادرات المشابهة التي تم تنفيذها في مختـلف المحافظات لدعم المشاريع الإنتاجيّة الصّغيرة للأسر المستهدفة، وحققت نتائج إيجابية في توفير مصادر الدّخل لهذه الأسر، وتحسين مستوى معيشتها.
وقالت وزيرة التنمية الاجتماعية بسمة اسحاقات، في كلمتها: إن هذه المبادرة تأتي لتأكيد أهمية البرامج والمشاريع الموجهة لتمكين الأسر العفيفة وذوي الدخل المحدود، ما يسهم في إيجاد قوة إنتاجية فاعلة في المجتمعات المستهدفة.
وأكدت إلتزام الوزارة بتقديم مختلف التسهيلات اللازمة والدعم للجمعيات الخيرية الفاعلة والمحققة لأهدافها، بصفتها الذراع التنموي الأهلي والتطوعي الأكثر إنتشاراً في المملكة، والشريك الرئيس في الجهود الرامية لتحقيق التنمية ومكافحة الفقر ضمن الإمكانيات والموارد المتاحة.
وقالت مدير عام مؤسسة نهر الأردن إنعام البريشي: إن تكليف المؤسسة بتنفيذ هذه المبادرة يأتي ترجمة للتوجيهات الملكية الهادفة الى تمكين المجتمعات المحلية في مختلف مناطق البادية الأردنية (الشمالية، الوسطى، الجنوبية)، ودفع عجلة التنمية فيها.
وأشارت إلى دور مثل هذه المبادرات في دعم وتمكين أبناء المجتمع المحلي من خلال تقديم منح مالية للهيئات المحلية لتنفيذ مشاريع إنتاجية موجهة نحو التشغيل الذاتي، إلى جانب إنشاء وتطوير مشاريع مدرة للدخل للفئات المستهدفة.
يشار إلى أن مؤسسة نهر الأردن ستقوم بالإشراف الكامل على تنفيذ مبادرة تمكين الأسر الفقيرة وذوي الدخل المحدود في مناطق البادية، بالشراكة مع الجمعيات المستفيدة للوصول الى الأسر المستهدفة التي ترغب بإقامة مشروعها الإنتاجي، وفق آلية عمل معتمدة، وذلك بعد إجراء دراسات جدوى اقتصادية للمشاريع المقترحة، وتعتمد المبادرة على آلية إنشاء المشاريع للأسر المستفيدة على أرض الواقع من خلال تزويدها بالأجهزة والمعدات وتوفير جميع متطلبات المشروع، عوضاً عن تقديم الدعم النقدي المباشر لهذه الأسر.
وعبر عدد من ممثلي الجمعيات الخيرية عن تقديرهم لهذه المبادرات الملكية التي تعزز الدور التنموي للجمعيات الخيرية في مناطق البادية من خلال تنفيذ مشاريع انتاجية مدرة للدخل تعتمد على قدرات أفراد الأسر المستفيدة، وتوفر أيضا فرص عمل لأبناء وبنات البادية، تسهم بمجملها في تحسين المستوى المعيشي وتأمين الحياة الكريمة لهم.
وحضر الاحتفال مدير مديرية التنمية المحلية بوزارة الداخلية، ورؤساء وممثلي الجمعيات الخيرية المستفيدة.