الأعلى للسكان يطلق ورقتي سياسات حول الولادات القيصرية والمنشطات اليونيسف: 250% زيادة في عدد الأطفال الشهداء بالضفة منذ 7 تشرين الأول شركة المناشركة المناصير للباطون الجاهز تحصل على جائزة الضمان الاجتماعي للتميز في الصحة والسلامة المهنية لدورة 2022/2023 تسليم مساكن مجهزة بالكامل لـ 13 أسرة بجرش ضمن المبادرة الملكية لإسكان الأسر العفيفة 796 طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي في اربد شهداء وجرحى جراء القصف الإسرائيلي المستمر على غزة الديموقراطيون يجمعون أكبر قدر من التبرعات في 2024 بعد ترشح هاريس للرئاسة سعر الذهب يرتفع 0.2 بالمئة في التعاملات الفورية الاتحاد يتصدر دوري المحترفات لكرة القدم الصين تحث الحكومات المحلية على الاستجابة الطارئة لمواجهة إعصار برابيرون المدير التنفيذي لشركة واحة ايله للتطوير ( العقبة) وعددا من مسؤولي الشركة يزورون كلية العقبة الجامعية مهرجان جرش .. نافذة لتمكين المرأة والمجتمعات المحلية وتسويق المنتج التراثي الأردن يشارك في معرض الحج والعمرة السياحي الدولي 4 بدلاء لبايدن بعد إعلان انسحابه من السباق الرئاسي - أسماء الدولار يتراجع مع انسحاب بايدن من انتخابات الرئاسة الأميركية الصفدي: استهداف الاحتلال قافلة "للأونروا" جريمة حرب 48.5 دينار سعر الذهب عيار 21 بالسوق المحلية مستوطنون متطرفون يقتحمون المسجد الأقصى المبارك الصحة تطلق 31 خدمة إلكترونية لإصدار تصاريح مزاولة المهنة الاحتلال يهدم منزلا ومنشآت تجارية في بلدة عناتا شرق القدس المحتلة
عربي دولي

عائلة أبو جزر.. رصاص الاحتلال اصاب اجساد الاشقاء الخمسة

{clean_title}
الأنباط -

 غزة ـ وكالات

كأن الواحد منهم يحفز الآخر على الاستمرار وعدم الاستسلام، وكلما تلقى واحد منهم رصاصة، سقط الجسد ونهضت الروح لتُكمل مسلسل العطاء في جسد الآخر، حتى عاشت تلك الروح صراعًا مع الرصاص الإسرائيلي الفتاك، الذي أصاب أجساد الأشقاء الخمسة، في رفح جنوبي قطاع غزة.

ذاك الصراع لم تكُن لتعيشه وتقوى عليه، سوى أجسادٌ تسكنها أرواحٌ تؤمن بعدالة قضيتها، وعرفت هدفها، وانتفضت لحريتها وكرامتها؛ فكانت الدافع لتحمل الأشقاء الخمسة، وجع وألم الإصابات المتتالية.

محمود أبو جزر (42عامًا)، وأشقاؤه: فرج (29عامًا)، وكايد (18عامًا)، أشرف (16عامًا)، إبراهيم (32عامًا)، من سكان مخيم الشابورة برفح، أصيبوا جميعًا برصاص قوات الاحتلال خلال مشاركتهم في مسيرات العودة التي انطلقت في 30 مارس/آذار 2018.

افتتحت سلطات الاحتلال مسلسل عدوانها بحق الأشقاء بإصابة محمود الأب لطفلة واحدة، بعيار ناري في القدم بتاريخ 14/5/2018، ثم فرج الأب لطفل بشظايا عيار متفجر في يده بنفس التاريخ، وكان تعرض لإصابة حرجة ثانية قبل أشهر في رأسه، وثالثهما كايد الذي أصيب بعيار متفجر في 15/2/2019 تسبب بوضع جهاز (بلاتين) بها.

في المرة الخامسة امتدت يد الاحتلال لأصغرهم سنًا "أشرف" بتاريخ 23/3/2019، فتعرض لعيار ناري في قدمه اليُمنى، وحالت دون تحركه بحرية، وبات عكازاه جزءا من حياته، ولم تُقبض اليد بسطتها حتى غدرت بخامسهم "إبراهيم" الأب لطفلين، بعيار متفجر في القدم في 30/3.

لم تُثن تلك الإصابات المتلاحقة الأخوة عن المشاركة في مسيرات العودة، لكنها أعاقت حركتهم بحرية كما السابق، وعطلتهم عن العودة للعمل الذي يعملون به ويعيلون أسرهم وأبويهما المُسنين.

يجلس خمستهم مع والديهما في غرفٍ صغيرةٍ بين زقاق المخيم، وجدرانٍ تفوح منها رائحة الألم، يتبادلون الحديث، يبتسمون، يحاولون تناسي الوجع؛ منهم من هو مستلق يتلقى مسكن آلام، وآخر يصافح شقيقه ويتبادلون المزاح والنكات، وآخر يقلبُ بهاتفه عن مقاطع تظهر مشاركتهم في المسيرات ولحظات إصابتهم.

الجريح "فرج" الذي يضع على رأسه شاشًا ورباطًا ضاغطًا، يقول، "نحن شعب له الحق في أرضه ويؤمن أن له أرضًا محتلة، ويعيشُ في حصارٍ مُطبق يجب أن يرفع، خرجنا لأجل ذلك، بمطلب، ناشدنا عبره أحرار العالم للنظر لنا بعين الرحمة، ورفع هذا الحصار المفروض منذ 12عامًا".

ويضيف "خرجنا لنثبت للعالم أننا مستمرون حتى ننال كافة حقوقنا بالعودة وكسر الحصار".

ويتابع "حان الوقت لينصفنا العالم ويقف معنا؛ كفى صمتًا وعجزًا".

 

ويعمل الأشقاء الخمسة إما في البناء، أو توفير لوازم الأفراح، أو بيع الخضار، ويعتبرون أن تعطل عودتهم للعمل أثقل حمل عليهم، في وقت يحتاجون فيه إلى علاجات وأطعمة خاصة، لكنهم يقولون إن الأبواب كافة أوصدت في وجوههم.

رغم دعم الأم رئيسة أبو جزر (53 عامًا) لأبنائها وأبناء زوجها ووقوفها معهم، إلا أنها لم تستطع أن تُخفي حجم خوفها عليهم، وحجم ما تُعانيه من ألم ووجع وهي ترى أبناءها طريحي الفراش، وتقطعت بهم السُبل.

وتشدد- والدة المُصابين، على أن إصابة الخمسة أثرت عليهم، فأثقلت كاهلهم، ولم يعد بمقدورهم توفير كل ما يحتاجونه من متطلبات يومية وأدوية، عدا المعاناة التي تعيشها متنقلةً بين المستشفيات.

بدا الإرهاقُ على أبو جزر جليًا، لكنها حاولت أن تظهر نفسها متماسكةً حتى لا تؤثر في نفوس أبنائها، قائلة: "ليس سهلاً التعامل مع خمسة مصابين في منزل واحد، فكل واحدٍ منهم يحتاج لرعايةٍ خاصة، وهذا حملٌ ثقيل، لكنني راضية ومتقبلة وصامدة".

وتشير إلى أن أبناءها يواصلون المشاركة في المسيرات رغم اصاباتهم، مضيفةً "الشباب تذهب للمسيرات، كي ينالوا حياة كريمة وحرية، وهذا حقهم الطبيعي".