إرتفعت نسبة العاملين والعاملات في القطاع السياحي بمعدل 1.8% خلال عام 2017 وفقاً للبيانات الصادرة عن وزارة السياحة والآثار لغاية 31/12/2017 ، حيث بلغ عدد العاملين والعاملات في قطاع السياحة في الأردن 51270 شخصاً (50359 شخصاً عام 2016 و 49096 شخصاً عام 2015).
وتشير جمعية معهد تضامن النساء الأردني “تضامن” الى أن 84.1% من العاملين ذكوراً وإناثاً هم من الأردنيين وبعدد 43135 شخصاً، في حين بلغ عدد غير الأردنيين 8135 شخصاً وبنسبة 15.9%. وقد شكلت النساء العاملات أردنيات وغير أردنيات حوالي 9% وبعدد لا يتجاوز 4823 إمرأة (كان عددهن 4758 إمرأة عام 2016 و 4787 إمرأة عام 2015)، حيث إرتفعت نسبة النساء العاملات في القطاع السياحي بمعدل 1.3%.
وترتفع مشاركة النساء في قطاعات سياحية معينه وتضعف في قطاعات أخرى ، فعلى سبيل المثال إرتفعت نسبة النساء العاملات في قطاع الفنادق بمعدل 11.5% حيث تعمل 1743 إمرأة (1563 إمرأة عام 2016) في هذا المجال، وإنخفضت في قطاعات أخرى، فهنالك 1485 إمرأة (1539 إمرأة عام 2016) في مجال المطاعم السياحية و 1343 إمرأة (1382 إمرأة عام 2016) في مكاتب السياحة والسفر ، فيما تعمل 179 إمرأة (200 إمرأة عام 2016) في متاجر التحف الشرقية و 45 إمرأة (46 إمرأة عام 2016) كدليلة سياحية و 28 إمرأة بشركات النقل السياحي كما هو الحال عام 2016.
وتضيف “تضامن” الى تركز وجود معظم العاملين والعاملات في القطاع السياحي (95% منهم) في ستة مناطق من أصل 29 منطقة سياحية وهي عمان (37250 شخصاً) والعقبة (4038 شخصاً) والبحر الميت (3304 شخصاً) والبتراء (1795 شخصاً) ووادي رم والديسة (1206 شخصاً) وإربد (1157 شخصاً).
وفي الوقت الذي تشير فيه أغلب الدراسات والتحليلات والكتابات حول مشاركة النساء في القطاع السياحي الى التحديات والمعيقات التي تواجههن كثقافة العيب وعدم إمكانية التوفيق بين إلتزاماتهن الأسرية وأوقات العمل في المجال السياحي، وإشكالية سياسات التعليم بما فيه المهني وعدم توافقها مع متطلبات واحتياجات سوق العمل، إلا أنه من الواضح بأن المبادرات والبرامج والسياسات والإستراتيجيات لم تنجح في زيادة مشاركة النساء في القطاع السياحي بشكل كبير، وأصبح من الضرورة بمكان إعادة البحث عن أوجه القصور والخلل لضمان المشاركة الفاعلة للنساء وتشجيعهن على العمل في قطاع يعتبر من القطاعات الهامة في الأردن.
لماذا تحجم النساء عن القدوم للأردن لغايات السياحة؟ من بين كل 5 سائحين هنالك إمرأة واحدة
أظهر مسح القادمين والمغادرين للأغراض السياحية (2016-2017) والصادر عام 2018 عن دائرة الإحصاءات العامة، بأن عدد القادمين المقيمين في الأردن (الزوار الدوليين) خلال فترة المسح (10/2016-9/2017) بلغ 1.8 مليون شخص منهم 87.9% أردنيين، و 10.5% من الرعايا العرب و 1.6% من الرعايا الأجانب.
وتشير “تضامن” الى أن النساء شكلن 17.7% من أعداد القادمين المقيمين (1.8 مليون شخص) وبعدد 318600 إمرأة. هذا وقد بلغ الإنفاق السياحي في الخارج غير شامل النقل الدولي حوالي 1046 مليون دينار، أنفق الذكور 84.9% منها في حين أنفقت الإناث 15.1% منها (156 مليون دينار).
كما وأظهرت نتائج المسح بأن عدد الزوار الدوليين (السياحة داخل الأردن) لذات الفترة بلغ 4.5 مليون شخص، شكل الذكور منهم ما نسبته 82.2% (3.7 مليون) مقابل 17.8% إناث (791 ألف إمرأة)، وأن إجمالي الإنفاق المتحقق للأردن حوالي 3216 مليون دينار غير شامل النقل الدولي، أنفق الذكور 81.3% منها والإناث 18.7%.
وشكل الأردنيون من الزوار الدوليين ما نسبته 30% (1.35 مليون) منهم 1.184 مليون من الذكور و 166.887 ألف من الإناث.
وتلاحظ “تضامن” بأن عدد النساء القادمات للسياحة في الأردن ضعيف نسبياً مقارنة مع عدد الرجال، فمن بين كل خمسة سياح هنالك إمرأة واحدة، مما يثير التساؤل عن ماهية الأسباب التي تدفع بالنساء للإحجام عن القدوم للأردن لغايات السياحة، الأمر الذي يترتب عليه خسائر مالية في القطاع السياحي. وتدعو “تضامن” الى الاستثمار في السياحة للإناث، وتصميم برامج سياحية تعمل على زيادة أعدادهن وتشجيعهن من خلال إتخاذ إجراءات تراعي احتياجاتهم.
يذكر بأن الهدف الرئيسي لقدوم السائحات الى الأردن (791 ألف سائحة) كان لزيارة الأقارب والأصدقاء (318 ألف سائحة) ومن ثم للإستجمام وقضاء العطلات (263 ألف سائحة) وعابرة للحدود (64 ألف سائحة) وللدراسة (47 ألف سائحة) ورحلة عمل (32 ألف سائحة) وللعلاج (16 ألف سائحة) ورحلة ثقافية وتاريخية (13 ألف سائحة) وزيارة دينية (11 ألف سائحة) والباقي توزعن على أسباب أخرى كحضور مؤتمر أو تسوق.
58 مليون سائح وسائحة في الشرق الأوسط عام 2017 من بينهم 3.8 مليون للأردن وفق منظمة السياحة العالمية
أشار التقرير السنوي للسياحة لعام 2018 والصادر عن منظمة السياحة العالمية، الى أن المؤشرات تؤكد على وجود إنتعاش في السياحة العالمية لمنطقة الشرق الأوسط خلال عام 2017 مع زيادة في الدخل الناتج عنها بحوالي 13%، مع وجود تفاوت كبير ما بين الدول في هذه المنطقة، حيث أكدت على أن السياحة في الأردن إنتعشت بقوة خلال هذه الفترة.
هذا وقد بلغ عدد السائحين الدوليين الى منطقة الشرق الأوسط خلال عام 2017 بحدود 58 مليون وبزيادة نسبتها 5% عن عام 2016، فيما بلغ الدخل المتحقق حوالي 68 مليار دولار وبزيادة مقدارها 13% مقارنة مع عام 2016. وتقدر حصة الشرق الأوسط من السائحين بحوالي 4% وحصته من الدخل بحوالي 5% مقارنة مع باقي أقاليم العالم.
أما عدد السائحين الدوليين القادمين الى الأردن 3.844 مليون سائح وسائحة خلال عام 2017، وبزيادة 7.7% مقارنة مع عام 2016، فيما بلغ الدخل السياحي 4.639 مليار دولار. وكانت حصة الأردن من السائحين لنطقة الشرق الأوسط 6.6%، وحصته من الدخل 6.9%.
الأمم المتحدة تؤكد على أهمية السياحة المستدامة في القضاء على الفقر وتوفير فرص عمل للنساء والشباب
اكدت الأمم المتحدة نهاية عام 2016 وضمن مشروع قرار كان الأردن احد الداعين لإقرار حول ” تشجيع السياحة المستدامة، بما في ذلك السياحة البيئية، من أجل القضاء على الفقر وحماية البيئة”، على أن السياحة المستدامة تمثل في العديد من الدول محركاً هاماً للنمو الاقتصادي المستدام ولإيجاد فرص العمل الكريم للجميع، وبانه يمكنها أن تؤثر تأثيراً إيجابياً في توليد الدخل والتعليم، بغض النظر عن السن أو الجنس أو الإعاقة أو الانتماء العرقي أو الإثني أو الأصل أو الدين أو الوضع الاقتصادي أو غير ذلك، وبالتالي في مكافحة الفقر والجوع، وبأنه يمكنها أن تسهم بشكل مباشر في تحقيق الأهداف الإنمائية المتفق عليها دولياً، بما فيها أهداف التنمية المستدامة.
وأشارت الى أهمية قيام الجهات المعنية بالعمل على دعم مشاركة المجتمعات المحلية في الأنشطة المتعلقة بالسياحة المستدامة بما في ذلك مشاركة النساء والسباب في جميع العمليات السياحية في ضوء ما لديهم من خبرات ومعارف.
نساء يقدمن تجاربهن السياحية في الأردن
وتضيف “تضامن” بأن إحدى السائحات وعلى موقع (TripAdvisor) العالمي كانت قد طرحت تساؤلاً حول “هل يعتبر سفر المرأة السائحة لوحدها الى الأردن آمناً ؟”، وأشارت النساء اللاتي أجبنا على سؤالها وسبق لهن زيارة الأردن للسياحة بأن لا مشكلة أبداً في السفر الى الأردن على الرغم من الظروف المحيطة، فالأردن حريص على أمنه وأمن السواح ولا بد من مراعاة الثقافة والعادات وخصوصاً الملابس، علماً بأن الأردن غني بالمعالم الأثرية والخلابة، والمناخ المعتدل، والناس يتسمون بالطيبة والنخوة وحسن الإستقبال.