شركات الاتصالات الأوروبية لاتزال ترى في "هواوي" شريكاً استراتيجياً في تطوير الجيل التالي من تقنية الاتصالات اللاسلكية رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو: قرار كندا بشأن السماح لـ"هواوي" بنشر شبكتها اللاسلكية من الجيل التالي لن يكون قراراً سياسياً محللون اقتصاديين : حظر "هواوي" من بناء شبكات الجيل الخامس سيخلق فراغاً لا يمكن سدّه وقد يؤثر بشكل خطير على مستقبل تقنية الجيل الخامس خلال مؤتمر صحفي عُقد بالأمس مع اقتراب نهاية العام في وسط مدينة سول، أوضح ها هيون هواي، الرئيس التنفيذي ونائب رئيس مجلس الإدارة في شركة "إل جي يو بلس"، أن الشركة لا تعتقد مطلقاً أن هناك أي تهديدات أمنية تتعلق باستخدامها معدات "هواوي" للبنية التحتية لشبكة الجيل الخامس، ليدحض بذلك مزاعم بعض المُشرِعين بوجود خطر حدوث تسريبات أمنية جرّاء استخدام معدات هواوي في الشبكات. وتعمل شركة "إل جي يو بلس" حالياً من خلال شراكة مع "هواوي" على إنشاء بنيتها التحتية لشبكات الجيل الخامس. وقد ذكر السيد "ها" أن "هواوي" تقدمت بالفعل بطلب للحصول على شهادة أمن لمعدات شبكة الجيل الخامس الخاصة بها من إحدى هيئات التصديق الدولية في إسبانيا، وأن العالم سيتمكن من معرفة مدى أمان المعدات بمجرد اكتمال التقييمات في العام المقبل. وقال "ها": "نطبق المعايير الأمنية على كل شركة موردة للمعدات والحلول نتعامل معها، وليس "هواوي" فقط. ونحن بحاجة إلى التحقق بشكل كامل من تأمين جميع المعدات [التي نستخدمها]". وأضاف: "هناك حوالي 170 دولة تستخدم بالفعل معدات شبكة "هواوي"، ولم يتم الإبلاغ عن أي مشكلات أمنية حتى الآن"، مؤكداً أن شركة "إل جي يو بلس" ترى بأن "هواوي" ملتزمة على المستوى المحلي بما يزيد على 70 من تعليمات الأمان التي وضعتها الوكالة الكورية للإنترنت والأمن. وقد أنشأت شركة "إل جي يو بلس" 5,500 محطة اتصالات رئيسية لخدمة شبكات الجيل الخامس القادمة، بينما أنشأ منافسوها المحليون أقل من 1000 محطة اتصالات رئيسية لشبكات الجيل الخامس. وقد استثمرت الشركة مبلغاً يُقدر بحوالي 4 تريليون وون (بما يعادل 3,6 مليار دولار) لإنشاء بنيتها التحتية لشبكات الجيل الخامس والتي تضمنت استثمارات الشركة بمزادات طيف الجيل الخامس. وعلى صعيد متصل، صرّح رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو خلال مؤتمر صحفي عُقد في أوتاوا قائلاً: "إن قرار كندا بشأن السماح لشركة "هواوي" ببناء شبكتها اللاسلكية من الجيل التالي لن يكون قراراً سياسياً". وقال ترودو: "هناك ملايين بل مليارات الدولارات في مجال التكنولوجيا والبنية التحتية للاتصالات، وهناك أيضاً ضرورة ملحّة لتوفير الحماية من التدخل والهجمات السيبرانية بما يرتقي إلى توقعات الشعب الكندي وجميع شعوب العالم"، مضيفاً بأنه: "لا ينبغي أن يكون القرار قراراً سياسياً بشأن الطريقة التي نتدخل بها، بل يجب أن نترك القرار للخبراء وأن يعتمد القرار على توصيات وكالات الأمن والاستخبارات المتخصصة لدينا". يذكر أنه في موقف يبدو مغايراً للسابق، عدلت الهند عن رأيها الذي صرحت عنه مؤخراً فيما يخص حظر "هواوي" من العمل على بناء شبكات الجيل الخامس على الرغم من الدعوات المتلاحقة للولايات المتحدة إلى مقاطعة منتجات "هواوي" إثر المخاوف الأخيرة فيما تتعلق بالتجسس، حيث صدرت عدة تصريحات عن مسؤولين بالحكومة الهندية لا تمانع عمل "هواوي" على شبكات الجيل الخامس، وأنه لا ينبغي توجيه الأصابع إلى شركة واحدة في قضايا تتعلق بالأمن، لا سيما أن منافسي "هواوي" يستوردون العديد من المكونات الأساسية لأجهزتهم من الصين. ويعتبر الكثير من المشغلين الأوروبيين "هواوي" شريكاً استراتيجياً هاماً لهم سيساهم بدور فاعل في تطور الجيل التالي من تقنيات الاتصالات اللاسلكية. وفي هذا السياق، لا زالت "هواوي" تحظى بدعم شركات الاتصاالات الأجنبية لشبكات الجيل الخامس رغم الوضع الحالي من الشكوك والإدعاءات المثارة حولها، إذ تواصل الكثير من شركات الاتصالات الأوروبية تعاونها مع "هواوي" لتنفيذ شبكات الجيل الخامس. وقد أكَّدت شركة O2، مُشغل شبكات الهاتف النقال في بريطانيا، أنها ستواصل تركيب شبكات الجيل الخامس لشركة "هواوي" في بريطانيا. كما دخلت "هواوي" مؤخراً في شراكة مع شركة ألتيس البرتغال، مُشغل الاتصالات الرائد في السوق، والتزمت بتطوير خدمات شبكات الجيل الخامس وتركيبها في البرتغال. وأعلنت فودافون إيطاليا و "هواوي" مؤخراً عن الانتهاء من تطوير تقنية تهدف إلى تحسين نطاق الطيف عالِ التردد في إطار تجارب الشركتين لشبكات الجيل الخامس في مدينة ميلان قبل وضع المعايير. وكان الرئيس التنفيذي لشركة أورانج، ستيفان ريتشارد، واضحاً للغاية في تعليقه على موقف "هواوي" في مواجهة الوضع الحالي، حيث علق قائلاً: "تمتلك ‘هواوي’ أحدث تقنية للجيل الخامس في العالم، ولديها أقوى الإمكانيات والوسائل في مجال البحث والتطوير في هذه الصناعة. ولذلك، فإن جودة منتجاتها واضحة ولا غبار عليها". ويرى بعض المحللين بأن حظر "هواوي" سيخلق فراغاً لا يمكن سدّه في أوقات حرجة، وقد يؤثر بشكل خطير على نشر شبكات الجيل الخامس على مستوى العالم، إذ أن "هواوي" فعلياً الشركة الوحيدة التي مؤخراً (على لسان نائب رئيس مجلس إدارتها كين هو مؤخراً ) أنها نجحت بكسب ثقة عملائها في مختلف أنحاء العالم ووقعت 25 عقداً تجارياً لتصبح بذلك الأولى عالمياً بين مزودي معدات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وأن الشركة قد قامت بالفعل من شحن ما يزيد على 10 آلاف محطة اتصالات رئيسية للأسواق العالمية. وكان كين قد رفض الإدعاءات حيال أمن الشبكات قائلاً: "لم يرد دليل واحد يثبت صحة هذه الإدعاءات، ولا تستطيع أي شركة التحسن إذا أغلقت باب المنافسة"، مضيفاً أن "هواوي" ترى في بعض المخاوف الأمنية من تقنية الجيل الخامس مخاوف مشروعة للغاية، لكن يمكن مناقشتها وتوضيحها من خلال التعاون البنَّاء والحوار المفتوح بين المشغلين والحكومات، كما هو الحال في العديد من التجارب السابقة التي أثبتت إيجابية نتائجها بناء على ماتم من تعاون وصراحة وشفافية". واستطرد "هو" قائلاً: "جميع مشغلي الشبكات تقريباً أعربوا عن رغبتهم في استخدام شبكات "هواوي" التي تعتبر حالياً رائدة السوق في تقديم أفضل المعدات ونعد بثقة كبيرة أنها ستظل كذلك على مدار العام القادم على الأقل، حيث تجري الشركة تحديثات جدية لشبكة الجيل الخامس لتصل لسرعات أكبر وبتكلفة أقل".