زاوية سناء فارس شرعان
الجرائم التي شهدها الأردن في الأيام الأخيرة في الفحيص والسلط لم تكن مفاجئة بل متوقعة منذ ضرب مراكز الارهاب على الحدود وتحديدا في حوض اليرموك الذي لا يبعد عن العاصمة عمان اكثر من ٨٠ كيلومترا …
فقد نبهنا الى العواقب السيئة لضرب تواجد جيش خالد بن الوليد على حوض اليرموك دون القضاء عليه الذي كان اشبه بتحريك عش الدبابير دون القضاء عليها مما يزيدها انتشارا في المناطق القريبة والمجاورة …
وكانت حركة الارهاب بعد قصفه من قبل الطائرات الروسية والسورية وتحريكه من موقعه في حوض اليرموك نحو المناطق المجاورة بداية بمحافظة السويداء في جنوب سوريا ذات الاغلبية الدرزية التي حافظت على حيادها ابان الثورة الشعبية السورية فلم تدعم المقاومة او النظام …
في اول حركة له هاجم داعش مدينة السويداء وروع اهلها من خلال التفجيرات والهجمات التي شنها … كما اختطف عددا كبيرا من النساء والاطفال من السويداء ويعمل جاهدا على ابتزاز النظام لاطلاق سراحهن لدرجة ان قوات سوريا الديمقراطية التي تحتل منطقة الجزيرة في الشمال الشرقي لسوريا عرضت مبادلة النساء الدرزيات اللوائي اختطفهن داعش بعدد من قادته الاسرى لدى قواتها.
التحرك الثاني لتنظيم داعش الارهابي كان في العراق وفي منطقة الشمال الغربي على الحدود مع سوريا حيث اضطر الجيش العراقي بالتعاون مع قوات التحالف الدولي الى قصف مجموعات داعش بالطيران …
اما الحركة الثالثة فكانت في الاردن حيث استغل التنظيم امن واستقرار الاردن دون غيره من الاقطار العربية بحيث يشكل الاردن واحة غناء وسط الصحراء العربية حيث كان ولا يزال الدولة الوحيدة التي تجنبت احداث الربيع العربي خلافا للدول التي تحيط بها من كافة الجهات التي اكتوت بنيران الارهاب والحرب الاهلية … فان الاردن مستهدف بحد ذاته فهو الدولة الوحيدة التي تنعم بالأمن والاستقرار خلافا للدول الشقيقة التي التهمتها النيران جراء الربيع العربي فهو اشبه بالجزيرة التي تنعم بالامن والاستقرار وسط حقول من الالغام والحروب الاهلية ما يجعل منه هدفا للارهاب والدول والجماعات التي تعيث في الارض فسادا … علاوة على ان مشاركة الاردن بلا هوادة في الحرب على الارهاب يجعل منه هدفا للتنظيمات الارهابية ومن يمولها ويغذيها ويزودها باسباب وجودها كما يمتاز الاردن بالاضافة الى نعمة الأمن والاستقرار بوحدته الوطنية المنيعة المتماسكة حيث يعيش سكانه من مسلمين ومسيحيين في حالة تصالح ووحدة قل نظيرها.
ولعل اختيار الفحيص وهي المدينة المسيحية كهدف اولي لم يكن مجرد صدفة فهي مدينة غالبيتها من المسيحيين ولم يكن المقصود المهرجان الذي احتضنته لأن مهرجانا آخر سبقه في مدينة جرش الاثرية لم يكن هدفا للارهاب والارهابيين وانما تم استهداف مهرجان الفحيص للتلاعب على حبل الوحدة الوطنية الذي يزداد قوة ومنعه كلما تعرض لهجمات ارهابية …
الا ان يقظة الاردن وتماسك شعبه وقوة وحدته الوطنية وتفاني اجهزته الأمنية في الدفاع عن ثرى الوطن افشل المؤامرة الارهابية على الاردن وشعبه وامنه ووحدته الوطنية ومواقفه الخالدة في الدفاع عن المقدسات في القدس الشريف وتبنى القضية الفلسطينية …
فالاردن ليس احدى جمهوريات الموز وانما وطن قوي متماسك يمتاز بامنه واستقراره ووحدته الوطنية الراسخة وسيبقى عصيا على كل من تسول له نفسه بالمساس بأمنه واستقراره … !!!