البث المباشر
شي وماكرون يلتقيان الصحافة بشكل مشترك "مساواة" تطلق رؤية رقمية لتمكين الحرفيات العربيات من قلب المغرب غرف الصناعة تهنىء بفوز "الصناعة والتجارة والتموين" بجائزة أفضل وزارة عربية المنطقة العسكرية الشمالية تحبط محاولة تسلل على إحدى واجهاتها الحدودية المنطقة العسكرية الجنوبية تحبط محاولة تهريب مواد مخدرة بواسطة طائرة مسيرة الجيش يطبق قواعد الاشتباك ويُحبط محاولة تسلل ندوة في اتحاد الكتّاب الأردنيين تعاين ظاهرة العنف ضد المرأة وتطرح رؤى وسياسات جديدة لحمايتها بيان صادر عن المؤسسة العامة للغذاء والدواء الأرصاد تحذر: تقلبات في الطقس نهاية الأسبوع.. التفاصيل استقرار أسعار الذهب عالميا أجواء لطيفة اليوم وغير مستقرة غدا مؤتمر قادة الشرطة والأمن العرب يدعو إلى تحديث تشريعات مكافحة المخدرات التصنيعية الفيصلي يفوز على الرمثا ويبتعد بصدارة الدرع جريدة الأنباط … ذاكرة وطن وصوت الحقيقة الأرصاد العالمية: العام الماضي كان الأكثر حرارة على الإطلاق في الوطن العربي الاتحاد الأردني للكراتيه يكرّم المهندس أمجد عطية تقديرًا لدعم شركة محمد حسين عطية وشركاه لمسيرة اللعبة جنوب إفريقيا تنظم فعالية للترويج للمجلد الخامس من كتاب "شي جين بينغ: حوكمة الصين" العيسوي ينقل تمنيات الملك وولي العهد للنائب الخلايلة والمهندس الطراونة بالشفاء الشواربة يتسلم جائزة أفضل مدير بلدية في المدن العربية ضمن جائزة التميز الحكومي العربي 2025 شركة زين تطلق دليل إمكانية الوصول الشامل لتهيئة مبانيها ومرافقها للأشخاص ذوي الإعاقة

موجة بحر إنه وطن.. المربع الأول  

موجة بحر إنه وطن المربع الأول  
الأنباط -

موجة بحر؛

إنه وطن.. المربع الأول  

 

عامر الحباشنة

 

ما أن ترك موسى قومه  لوهلة، وجدهم يعبدون العجل بأفاعيل السامرى، وعندما دخل المسيح عليه السلام المعبد ووجدهم يتاجرون به لدنياهم، خرج وقال دنستم بيت الرب، ومثلهم تنبأ محمد عليه الصلاة والسلام باقوام من دينه سيمرقون كالسهم من الرمية،  كان يعرف ما حصل ومتنبئا ومحذرا مما سيحصل.

هكذا هي الحال، فعندما تفقد الأمم أهدافها وتنحرف عن أهدافها الجامعة يصبح المكان متاحا لاحفاد السامري وتجار المعابد والدعاة على أبواب جهنم، فيملأون الفراغ ويكون ما هو كان، هكذا منذ الخليقة تسير الدنيا بابنائها ويسيرون بها، فلا الخيانة طارئة ولا التطرف طارئ ولا الفساد طارئ ولا كل ما يخالف ما تعارف وتوارث الناس من أخلاق كذلك طارئ،  لكن دوما هناك من يعيد المراكب لمناراتها والامم لاهدافها والشعوب لرسالاتها.

وها نحن وقد قدر لنا ان نعيش زمن التطرف والإرهاب والقتل بالمجان فيما حولنا وكنا نظن أنه لن يطولنا، فإذا بشراره يطالنا، نعم الإرهاب والقتل بالمجان الذي رأيناه ولم نحصن انفسنا منه، رأيناه يحوم وقد أعجب به البعض أو صمت عنه او استخدمه دون أن يعي أنه لا امان له، رأيناه في شوارعنا يتغلغل في حياتنا عبر توصيفات وتقسيمات وانطباعات واصطلاحات تسللت مستغلة الأحلام  الواهمة والطموحات  الزائفة والأوضاع المعيشية الذائقة بانسداد الآفاق لجيل من الشباب تاهت بوصلتة عندما غاب المشروع الأكبر على مستوى الوطن والامة، فكان تلوثت بعض مفاصل البيئة الحاضنة لتصبح قابلة للتبرير والتفهم لمثل هذه الأفعال في عقلها الباطن.

وكنتاج لهذا التيه وجدت من يرفض هذا الفكر عندما يتعلق الأمر ببلده ويقلبه لغيره،  وهذا هو جوهر وجذر الأمر،  أنه انحراف في الفكر والفهم تم ترويجه من ترويج السلع الإستهلاكية وتم تغليفة بأدوات تجميلية عبر منابر وإعلام ودعيي فكر ممن حولوا بيت الله لمتجر وتعاليمه لعجول ذهبية تعبد من دونه ومنابر ومنصات إلى مغالة وغلو.

 

وعودة على الوطن والمربع الأول، فنحن وطن من امة واقليم تاهت السبل بها بفعل الذاتي والموضوعي ،ونحن متأثرون بما يحصل حولنا شئنا أم أبينا، والبيئة المفعمة بالحديث عن الفساد والمحسوبية دون حساب والحديث عن أوهام البطولة دون معارك حقيقية، هذه البيئة هي الحاضنة والمشجعة لمثل هذا التطرف ، بالإضافة لما ذكر من تشوية للدين بالغلو من بعض  أبنائه كردة فعل وبسبب التسطيح والتمذهب وإغلاق الأبواب أمام الحوار والمراجعة والنقد.

والمربع الأول المطلوب استحضاره هي تلك المنظومة التربوية والتعليمية والفكرية التي تعيد بوصلة الخطاب الوطني الجامع بدءا من المدرسة والبيت والمسجد والجامعة وموقع العمل، الخطاب المتوازن بالحد الأعلى من الشفافية والنزاهة، فلا يضير الإعتراف بالخطأ هنا أو هناك، ولا يضيرنا إغلاق منافذ الفكر والممارسة المتطرفة في نوافذ الوطن وابقاء ابوابة مشرعة للخطاب المعبر عن ذاتنا وصورتنا وهويتنا، فلا نعد نخلط الحابل بالنابل ويمارس الجميع كل شيء دون شيء، وتغيب المؤسسات وتحضر المناكفات ونسمع هدير الدولة والمؤسسات بعامها وخاصها دون أن نتلمس طحينها، فتصم الآذان ويغدو حوارنا وخطابنا خطاب الطرشان، ونخسر ويخسرنا الوطن.. وختاما، فلنعد ولنستحضر رواية الأجداد والآباء ممن اشغلهم الوطن أكثر مما اشغلوه، عندئذ تكون البداية ويكون لنا الوطن وتكون نموذجا لأمة.

ولله الأمر من قبل ومن بعد//.

© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير