البث المباشر
بعد ليلة من الصمود.. النشامى إلى نصف النهائي لمواجهة السعودية المنطقة العسكرية الشرقية تحبط محاولة تسلل على إحدى واجهاتها فتح باب التقديم للدورة الأولى من جائزة زياد المناصير للبحث العلمي والابتكار الصحة العامة .. من خدمة اجتماعية إلى ركيزة أمن قومي الكهرباء الأردنية تؤكد سرعة استجابتها للبلاغات خلال المنخفض الجوي الأرصاد: تراجع فعالية المنخفض واستقرار نسبي على الطقس وزارة الإدارة المحلية تتعامل مع 90 شكوى خلال الحالة الجوية توقف عمل "تلفريك" عجلون اليوم بسبب الظروف الجوية إخلاء منزل في الشونة الشمالية تعرض لانهيار جزئي أجواء باردة في أغلب المناطق حتى الاثنين المصدر الحقيقي للنقرس دراسة : الاكتئاب الحاد مرتبط بخلل المناعة كيف يمكن لوضعية النوم أن تهدد الصحة الجسدية والعصبية؟ انطلاق مرحلة قرعة الاختيار العشوائي لبطولة كأس العالم فيفا 2026 إدراج شجرة زيتون المهراس على قائمة التراث الثقافي غير المادي الارصاد : تراجع فاعلية المنخفض الجمعة... التفاصيل للايام القادمة. الأردن والإمارات: ضرورة الالتزام بوقف النار في غزة وإدخال المساعدات 4 وفيات من عائلة واحدة بتسرب غاز مدفأة في الزرقاء الأرصاد: الأمطار تتركز الليلة على المناطق الوسطى والجنوبية وزارة الأشغال تطرح عطاء لإعادة إنارة ممر عمّان التنموي بالطاقة الشمسية

موجة بحر إنه وطن.. المربع الأول  

موجة بحر إنه وطن المربع الأول  
الأنباط -

موجة بحر؛

إنه وطن.. المربع الأول  

 

عامر الحباشنة

 

ما أن ترك موسى قومه  لوهلة، وجدهم يعبدون العجل بأفاعيل السامرى، وعندما دخل المسيح عليه السلام المعبد ووجدهم يتاجرون به لدنياهم، خرج وقال دنستم بيت الرب، ومثلهم تنبأ محمد عليه الصلاة والسلام باقوام من دينه سيمرقون كالسهم من الرمية،  كان يعرف ما حصل ومتنبئا ومحذرا مما سيحصل.

هكذا هي الحال، فعندما تفقد الأمم أهدافها وتنحرف عن أهدافها الجامعة يصبح المكان متاحا لاحفاد السامري وتجار المعابد والدعاة على أبواب جهنم، فيملأون الفراغ ويكون ما هو كان، هكذا منذ الخليقة تسير الدنيا بابنائها ويسيرون بها، فلا الخيانة طارئة ولا التطرف طارئ ولا الفساد طارئ ولا كل ما يخالف ما تعارف وتوارث الناس من أخلاق كذلك طارئ،  لكن دوما هناك من يعيد المراكب لمناراتها والامم لاهدافها والشعوب لرسالاتها.

وها نحن وقد قدر لنا ان نعيش زمن التطرف والإرهاب والقتل بالمجان فيما حولنا وكنا نظن أنه لن يطولنا، فإذا بشراره يطالنا، نعم الإرهاب والقتل بالمجان الذي رأيناه ولم نحصن انفسنا منه، رأيناه يحوم وقد أعجب به البعض أو صمت عنه او استخدمه دون أن يعي أنه لا امان له، رأيناه في شوارعنا يتغلغل في حياتنا عبر توصيفات وتقسيمات وانطباعات واصطلاحات تسللت مستغلة الأحلام  الواهمة والطموحات  الزائفة والأوضاع المعيشية الذائقة بانسداد الآفاق لجيل من الشباب تاهت بوصلتة عندما غاب المشروع الأكبر على مستوى الوطن والامة، فكان تلوثت بعض مفاصل البيئة الحاضنة لتصبح قابلة للتبرير والتفهم لمثل هذه الأفعال في عقلها الباطن.

وكنتاج لهذا التيه وجدت من يرفض هذا الفكر عندما يتعلق الأمر ببلده ويقلبه لغيره،  وهذا هو جوهر وجذر الأمر،  أنه انحراف في الفكر والفهم تم ترويجه من ترويج السلع الإستهلاكية وتم تغليفة بأدوات تجميلية عبر منابر وإعلام ودعيي فكر ممن حولوا بيت الله لمتجر وتعاليمه لعجول ذهبية تعبد من دونه ومنابر ومنصات إلى مغالة وغلو.

 

وعودة على الوطن والمربع الأول، فنحن وطن من امة واقليم تاهت السبل بها بفعل الذاتي والموضوعي ،ونحن متأثرون بما يحصل حولنا شئنا أم أبينا، والبيئة المفعمة بالحديث عن الفساد والمحسوبية دون حساب والحديث عن أوهام البطولة دون معارك حقيقية، هذه البيئة هي الحاضنة والمشجعة لمثل هذا التطرف ، بالإضافة لما ذكر من تشوية للدين بالغلو من بعض  أبنائه كردة فعل وبسبب التسطيح والتمذهب وإغلاق الأبواب أمام الحوار والمراجعة والنقد.

والمربع الأول المطلوب استحضاره هي تلك المنظومة التربوية والتعليمية والفكرية التي تعيد بوصلة الخطاب الوطني الجامع بدءا من المدرسة والبيت والمسجد والجامعة وموقع العمل، الخطاب المتوازن بالحد الأعلى من الشفافية والنزاهة، فلا يضير الإعتراف بالخطأ هنا أو هناك، ولا يضيرنا إغلاق منافذ الفكر والممارسة المتطرفة في نوافذ الوطن وابقاء ابوابة مشرعة للخطاب المعبر عن ذاتنا وصورتنا وهويتنا، فلا نعد نخلط الحابل بالنابل ويمارس الجميع كل شيء دون شيء، وتغيب المؤسسات وتحضر المناكفات ونسمع هدير الدولة والمؤسسات بعامها وخاصها دون أن نتلمس طحينها، فتصم الآذان ويغدو حوارنا وخطابنا خطاب الطرشان، ونخسر ويخسرنا الوطن.. وختاما، فلنعد ولنستحضر رواية الأجداد والآباء ممن اشغلهم الوطن أكثر مما اشغلوه، عندئذ تكون البداية ويكون لنا الوطن وتكون نموذجا لأمة.

ولله الأمر من قبل ومن بعد//.

© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير