رئيس الاتحاد العربي للتنمية السياحية يؤكد لـ"الأنباط" ضرورة الاستفادة من "السياحة الصحراوية"
لابد من إدراج السياحة كمادة تعليمية في المنهاج، لتثقيف الطالب بمعلومات عميقة عن المناطق السياحية وتاريخها.
على الدولة محاربة غلاء الأسعار وانشاء مكتب شكاوى مرتبط برئاسة الوزراء لانعاش السياحة العلاجية
دور السفارات و"الملكية الاردنية" في تسويق الأردن سياحيا ضعيف جداً
الانباط– عمان – جمانة خنفر
تصوير :محمد فيصل
فيما أشاد رئيس الاتحاد العربي للتنمية السياحية الدكتور أحمد عدس، بمقومات الأردن سياحيا، من حيث الأمن، والتنوع، فضلا عن التقدم الطبي، إلا أنه قال أن ذلك لا يكفي، إذا "ما أدركنا أن هناك افتقارا في البنية التحتية كالمنتجعات وأماكن الترفيه، والعقلية التي تدير عملية الجذب السياحي".
وأوضح عدس في حديث مع "الانباط"، أن الأردن تتميز بشوارعها النظيفة، ونظامها المروري وحجم الوعي، والامن، وهذه ما يحتاجه السائح، لكن في ذات الوقت هناك مشكلة النقص في أماكن المياه والألعاب المائية، مبررا ذلك بالفقر المائي في المملكة، لكنه يؤكد في ذات الوقت أن هناك دولا تقدم حلولا كسحب المياه من المناطق التي يوجد بها مياه.
وفي حين أشاد بما يتمتع به العالم العربي من أجواء جميلة في الكرة الأرضية، من حيث المناخ المعتدل، وتنوع السياحة الصحراوية، والمائية، والجبلية، إلى جانب تعدد الأنشطة السياحية "الترفيهية، والدينية، الثقافية، والعلاجية وسياحة المؤتمرات، إلا أن ذلك يواجهه معيقات أبرزها قلة وعي المسؤول، وهذا ينعكس سلباً، في ظل غياب بيئة خاصة لاستقطاب السائح.
واضاف ان "النفس البشرية تطمح دائما لشيء جديد، وكسب معرفة وثقافة جديدة، والتعرف على حضارات مجتمع جديد، خاصة ان السياحة تطورت في الوقت الحاضر، وليست كما هي في السابق، إذ يمكن للسائح أن يفطر في دولة وأن يتناول وجبة الغذاء والعشاء في دولة اخرى، ما يستدعي مواكبة هذا التطور بأسرع وقت ممكن".
وطالب عدس الدول باتباع نهج استقبال الضيف في البيت، من حيث تهيئة الأجواء المناسبة لإقامته، وتوفير كل ما يلزمه ليشعر بالرضا والراحة وتعليم الابناء كيفية استقباله، مشيرا إلى أن المنافسة بين الدول لاستقطاب السياح تبدأ من هنا.
أردنيا، اعتبر عدس أن السياحة في المملكة تعتبر الثروة القومية الأولى، مع وجود الاماكن الدينية، والصحراوية، والبيئية، الطبيعة، ولكنها "غير مستغلة".
وأضاف ان "الشعب الاردني شعب متطور وواع ومتعلم ويبدع في مجالات عديدة سواء كان في بلده أو في الخارج، وهذا يساعد في نجاح السياحة"، بيد أنه انتقد انعدام "التثقيف السياحي".
وطالب عدس بإدراج السياحة كمادة تعليمية تدرس في المنهاج، مشيرا إلى احتواء ينتقد المنهاج الاردني على المعلومات عن المناطق السياحية لكنها للأسف معلومات عامة، إذ يجب التركيز عليها بدءا من الصف الخامس الابتدائي الى الثانوية العامة حتى يكون لدى الطالب معلومات عن كافة المناطق، وتاريخها".
واستغرب عدس، عدم الاستغلال الحقيقي للسياحة العلاجية في الأردن، انطلاقا، وفق ما أكد، من أن الاردن يتمتع بأفضل المستشفيات على مستوى الوطن العربي، ولديه أمهر الأطباء، وأهمهم، مع المناخ المناسب وسهولة النقل، بيد أنه اشار إلى معوقات هذه السياحة، والتي أبرزها "وجود بعض الاستغلال، بالتزامن مع غلاء الاسعار".
وأكد على "ضرورة تدخل الدولة بيد من حديد خاصة بما يخص بالاسعار، مع تسهيل وصول المريض إلى المملكة، وأن يكون هناك مكتب شكاوى مربوط برئاسة الوزراء ووزارتي الداخلية والصحة حتى يخرج المريض بانطباع جيد وتتم معالجته".
وبخصوص السياحة الدينية، أوضح عدس أن الأردن يضم بين ثناياه "العديد من الاماكن الدينية المهمة كالمغطس في منطقة البحر الميت والمزارات، لكن علينا الاهتمام بها من خلال تسهيل حركة النقل، والاهتمام ببيئتها، وأن تعمل وزارة الاوقاف او وزارة السياحة على تطويرها، إلى جانب ضرورة أن يكون هناك دليل سياحي يعرف عن الصحابي ولوحة تعريفية تروي نبذة عنه".
ولم يُخفِ عدس انزعاجه من ضعف دور الملكية الاردنية، باعتبارها الناقل الوطني للمملكة، مشيرا إلى أن "دورها ضعيف جدا في تسويق وترويج السياحة الاردنية"، مطالبا بعمل مقارنة بشأن الخدمات والمعاملة والاسعار التي تقدمها، مع الشركات الأخرى التي تقوم بالترويج لبلادها".
واضاف ان "مسؤوليات وزارة السياحة وهيئة تنشيط السياحة كبيرة جدا، كدور الجامعات والاعلام".
وبشأن السفارات، قال ان "السفارات في الخارج تمثل الدول، وعليها دور مع محيط الدولة التي توجد فيها، والتواصل مع الصحافة ووزارة سياحة الدول المتواجدة على أرضها، مع نشر اعلانات عن الاردن واقامة معارض ومهرجانات عن السياحة الاردنية".
وبين أن "المسؤولية تقع على عاتق هيئة تنشيط السياحة ووزارة السياحة بشأن ضخ زخم كبير من المعلومات في عالم السياحة عن الاردن".
واشار عدس إلى أن أحدى المشاكل التي تواجه السياح، خاصة في المناطق النائية والبعيدة، تتمثل في نقص وسائل الراحة من استراحات العناية الشخصية (دورات مياه).
وقال عدس "نطمح ان يكون هناك مهرجان تسوق في الاردن، جاذب للسياحة العربية ودول المنطقة وحتى الاوروبية، حيث تتضافر جهود قطاعات الدولة كاملة لانجاح هذا المهرجان من بنية تحتية وناقل جوي بأسعار تفضيلية، مع توفير المنشآت السياحية من فنادق وشقق مفروشة وخصومات وعروض خاصة، فضلا عن عمل المراكز التجارية (المولات) موسم تخفيضات خاص بالمهرجان، الذي يجب أن يتوفر فيه صناعات تقليدية ويدوية".
وأشار "نسعى لانشاء مدينة ترفيهية عالمية تكون جاذبة للسياحة الداخلية والاقليمية، يكون عنصر الماء فيها مهم عبر توفير بحيرة صناعية محاطة باماكن ترفيه من مطاعم عالمية ومحلية وكافيهات، وجلسات عائلية ومناطق خضراء وممرات لممارسة رياضة المشي وان تكون على مساحة شاسعة ويمكن اضافة منتجعات واماكن اقامة موتيل لاقامة السائح".
وتحدث عدس عن السياحة الصحراوية التي يتطلع إليها السائح الغربي ويفتقدها "ونحن نتمتع بها، وهي مفيدة من نواح علمية وترفيهية فالرمال يمكن الاستفادة منها في الاردن بشكل كبير، فضلا عنن سياحة الصيد والقنص".//