البث المباشر
البنك الإسلامي الأردني يحصد جوائز مرموقة من مجلة (World Finance) للعام 2025 أمين عام وزارة الاتصال الحكومي يعقد لقاءات ثنائية في قمة "بريدج 2025" حالة الطقس المتوقعة لاربعة ايام المنطقة العسكرية الشرقية تحبط 4 محاولات تهريب كميات كبيرة من المواد المخدرة الأمن العام : ندعو كل من يمتلك مدفأة من المتعارف عليها باسم الشموسة وبكافة أنواعها بإيقاف استخدامها على الفور وأخذ التحذير على غاية من الأهمية الخارجية النيابية" تدين بشدة اقتحام مقر "الأونروا" في الشيخ جراح فوضى مواقع التواصل الاجتماعي، نداء استغاثة! النشمية الأردنية "د.جهاد الحلبي" تحصل على جائزة إرث علماء التمريض عبر الثقافات ‏بذور الفتنة تنبُت ، فمن يغذيها ؟!!! 1.237 مليار دينار صادرات تجارة عمان خلال 11 شهرا زين كاش تُطلق حملة استقبال العام 2026 للفوز بـ 2026 دينار غزة: استشهاد فلسطيني برصاص الاحتلال في جباليا 1.237 مليار دينار صادرات تجارة عمان خلال 11 شهرا طلب غير مسبوق ومتزايد على تذاكر بطولة كأس العالم لكرة القدم 2026 ك بلغ خمسة ملايين طلب تذاكر خلال 24 ساعة فقط طقس بارد حتى الثلاثاء وأمطار متوقعة اعتبارًا من مساء الاثنين بعد ليلة من الصمود.. النشامى إلى نصف النهائي لمواجهة السعودية المنطقة العسكرية الشرقية تحبط محاولة تسلل على إحدى واجهاتها فتح باب التقديم للدورة الأولى من جائزة زياد المناصير للبحث العلمي والابتكار الصحة العامة .. من خدمة اجتماعية إلى ركيزة أمن قومي الكهرباء الأردنية تؤكد سرعة استجابتها للبلاغات خلال المنخفض الجوي

رواية الوطن.. مرة أخرى

رواية الوطن مرة أخرى
الأنباط -

 م. عامر الحباشنة

في غير مرة كتبت عن غياب رواية الوطن، رواية الدولة التي تمثل وجهة نظرها حول ما يجري في الداخل والخارج،  وقلت أن غياب تلك الرواية يترك فراغا يملؤه الآخرون بروايتهم،  فلدينا وطن ودولة ومؤسسات حالها حال غالب الدول، فلسنا ملائكة وحملان وديعة مثلما لسنا شياطين و ذئابا لئيمة،  فسياسات الدول ونهجها دائما ما ينبع من رؤية عقل الدولة ومن يديرها، فيما تراه مناسبا ومتوافقا مع مصالحها، وهذه المصالح تتعارض وتتقاطع وتتغير بتغير الأحداث،

ولأننا دولة جزء من أمة أكبر ،ارتكزت في تكوينها وشرعيتها على أرث عميق وشرعية بمستواها الأكبر مستمدة من بقايا حلم النهضة، وبمستواها الاخر من عقد إجتماعي ارتضي بالدولة نموذجا لذاك الحلم، ولأن الدولة في تأسيسها كانت متطلبا لحلم وطموح أبنائها، فإنها لم تكن بمعزل عن تطورات تلك المرحلة وانعكاساتها،  فكان ما كان أن التقت الأهداف والأحلام والطموحات فتشكلت الدولة مستندة كما ذكرت لارث عميق مر قرونا على جغرافيتها المجتزاة،

في عقود مضت، وعندما اضطرب الإقليم كرمال متحركة، صمدت الدولة لأنها اختارت نهجا وسطيا ولأن رجالها كانوا رجالا رغم أحلامهم الكبيرة وايمانهم العميق بالمشاريع الكبرى، كانوا يرون فيها نموذجا لتلك الأحلام، واليوم، كما كانت الأحداث تعصف بالمنطقة سابقا، ها هي الرمال المتحركة تعود  لتعصف بالجميع خلخلة وفتكا في ربيع العرب المزعوم،  الربيع الذي نجونا من هزاته، وما زلنا نراوح من ارتداداته،  ونظرة سريعة على الجوار نجد اكثر من دلالة على تلك الترددات.. تلك الترددات التي تحاصرنا ليس بالاقتصاد فقط، بل بمفردات التجزئة والتقسيم وإعادة كتابة التاريخ بأثر طائفي إقليمي وكأن فسيفساء هذه الأمة لم تكن كذلك طوال قرون.

في ظل كل هذا التأثر ومشاريع التسويات وسطوة امبراطوريات الإعلام المدروس والموجه كل لمشروعه ، نجد ان الدولة تفتقد لمن يروي روايتها ويمتن جبهتها الداخلية، لنجد ان تقريرا أو مقالا من هنا وهناك يشغلنا، بل ويتصرف البعض بناء  عليه وكأنه حقيقة مطلقة، ليمتلئ الفراغ بكل شيء إلا ما هو مطلوب، ولنا في محطات مرت أكثر من مثال، وما يزيد الأمر خطورة أن تلك الرواية غائبة أيضا عن أحداث الداخل، ليصبح الحديث عن الفساد والمحسوبية ونهج الدولة وإدارتها وشخوصها حديث اليوم في بورصات وسائل الإعلام والتواصل الإجتماعي دون ضوابط ودون تحقيق الأهداف، والدولة عبر سلطتها التنفيذية غائبة، وباحسن الظروف صوتها خافت متردد، واحيانا متساوق  دون وعي مع نظرية الجمهور عايز كده، وهذا ما قاد إلى سيادة الانطباعات  على حساب الحقائق في تشكيل الرأي العام، وكثيرا ما يختلطان فيتعثر التمييز بينهما.

لذلك، تبدأ نظرية المؤامرة والفزعة ويغيب المنهج العلمي والخطاب المتزن والشفاف القائم على الثقة بالمؤسسات في جوهره، مع الجرأة في التأشير على مواطن الخلل الذي طال بعض المفاصل،  خطاب الدولة الغائب هو من يتيح للآخرين ملء الفراغ بطريقتهم ووفق رؤيتهم وهو ما أوصلنا لحالة من التيه في عوالم الاستقطابات بين المصالح والمشاريع المتناقضة بمستواها الداخلي والخارجي.

فهل من صحوة في الإعلام الوطني تجعل منه جاذبا ومقنعا، وهل تستطيع الناطق باسم الحكومة وهي القادمة من رحم الإعلام ان تؤسس لذلك المشروع، وهل تستطيع قناتنا الجديدة " المملكة " أن تؤسس لمحور اعلامي وصوت للوطن متحرر  من التردد والخوف،  وأخيرا، الأحداث يكتبها ويؤرخ لها من يمتلك رؤيته ومنهجه، وكثير من المعارك والمواقف المشرفة لم نعرفها لغياب صوتها، فهل للوطن من رواية .//

 

 

© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير