شهداء وجرحى بالعدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة الذهب يتراجع ويتجه نحو تسجيل مكاسب أسبوعية طفيفة أجواء حارة نسبيا في أغلب المناطق اليوم فواكه فعّالة في خفض الكوليسترول وتحسين صحة القلب طبيب يحذر من الإفراط في غسل اليدين طبيب يوضح سبب الحكة في الأذن الأردن يرحب بإعلان الرئيس الفرنسي عزم بلاده الاعتراف بالدولة الفلسطينية القوات المسلحة الأردنية تشارك في إخماد حرائق الغابات في جمهورية قبرص ليلة لا تُنسى في جرش.. ناصيف زيتون بين مواويل الحزن ونبض الجماهير البنتاغون يوافق مبدئيًا على بيع منظومة صواريخ سطح-جو متطورة الى مصر رئيس الوزراء يقدم التعازي لآل البكار الدكتور أكثم علي النسور ألف مبروك التخرج الأمن يكشف جريمة قتل سيدة في إربد السفير عبدالغني يقدم أوراق اعتماده للرئيس السريلانكي مستثمرون أردنيون يعتزمون زيارة دمشق لبحث فرص استثمارية في الطاقة وإعادة الإعمار عبور قافلة المساعدات التي تم تسييرها من الأردن إلى غزة اليوم بشار الريالات يحتفل بتخرجه من جامعة البلقاء التطبيقية على طريقته الخاصة "هذا من علمنا الأخلاق” الزعبي ينعى والدة الدكتور شكري منصور افتتاح مهرجان صيف عمان الدولي للتسوق الهيئة الخيرية الهاشمية: لم ننهِ الحصار والجوع لكن رغيف الخبز قد ينقذ حياة

اعتداء علينا جميعاً

اعتداء علينا جميعاً
الأنباط -

أصدر أمس الناطق الرسمي باسم مديرية الأمن العام بياناً أكّدت فيه إلقاء القبض على شخصين ممن اعتدوا على شرطة السير، وجرى التعميم على البقية، بعد أن استفزّ مقطع فيديو يصور اللحظات الأولى من الاعتداء الأردنيين، وطالب كثيرون على مواقع التواصل الاجتماعي بمعاقبة المعتدين وجعلهم عبرةً للآخرين.

مدير الأمن العام، فاضل الحمود، زار الشرطي الذي تمّ الاعتداء عليه في المستشفى، وأكّد أنّ من قاموا بالاعتداء سيحاسبون بالقانون، وهو تنويه مهم لأنّ المشكلة في الأساس شعور فئات وأفراد أنّهم خارج القانون ومنطق المحاسبة والمساءلة، فيحدث التطاول، سواء كان ذلك داخل مؤسسات الدولة أو خارجها.

بالعودة إلى قصة الاعتداء، فما حدث له أبعاد مختلفة، في مقدمتها تفكك خشية شرائح اجتماعية من المحاسبة والشعور بالقدرة على التنمّر على الدولة والقانون والآخرين، لأنّ السياسات الرسمية في الأعوام الماضية ساعدت على ذلك، قبل أن تعود حكومة د. عبدالله النسور -للأمانة- وتعلن، بقرار من أعلى المستويات، البدء في استعادة هيبة الدولة وحكم القانون، من خلال امتحانات الثانوية العامة، ثم سرقات الكهرباء والماء، وبقيت حكومة الملقي على الخط نفسه، والآن من المفترض أن يكمل الرزاز الطريق.

تمّ ضبط الأمور ووقف الانفلات في جوانب متعددة، وبقيت جوانب أخرى مهمة وحيوية في تحديد طبيعة العلاقة بين الدولة والمواطن، من الضروري أن يتم حسمها وإيجاد موقف رادع منها، ومنها ما يسمى 'الفاردات' سواء الأعراس أو الأفراح الأخرى، التي تشكّل اعتداءً علينا جميعاً وعلى سلامة المواطنين وحقوق الآخرين، وكأنّها هي الأخرى حقوق مكتسبة لا يجوز المسّ بها.

ما قام به رجل الأمن عمل مهم، ومن الضروري أن يحفّز مدير الأمن العام على اتخاذ قرار بوقف هذه الظواهر وغيرها، للإعلان عن وقفها والحرب عليها، لأنّ الحال سابقاً وما تزال في كثير من الأحيان على ذلك هي التواطؤ وتمرير مثل هذه الظواهر السلبية، ما أدى إلى التمادي فيها، وأصبح أمراً مستفزاً فعلاً، فيتم إغلاق الشارع بصورة هستيرية من قبل سيارات الموكب، وفي أحيان الوقوف بصورة عرضية عند الإشارة لإغلاق الطريق أمام الآخرين وتمرير 'سيارات الفاردة'، وفي أحيان ثالثة التوقف في منتصف الطريق والغناء والرقص وإطلاق الرصاص، وكأنّنا في جزر الموز ولسنا في دولة تُحكم بالقانون، وللأسف كان ذلك يتم في كثير من الأحيان تحت بصر وسمع رجال السير!

إطلاق الرصاص في الأفراح، والفاردات وإغلاق الشوارع، هي ظواهر قد ينظر لها البعض بوصفها يومية وبسيطة، لكنّها ليست كذلك أبداً، بل هي مهمة كعنوان ومظهر من مظاهر وجود القانون أو غيابه، قوة الدولة أو ضعفها، تحقيق العدالة من عدمه، الوقوف في وجهها هو رسالة بأنّ القانون سيطبق ولا أحد فوق القانون لا في قصة الدخان ولا في الفاردات ولا في سرقة الكهرباء ولا الثانوية العامة ولا الاعتداء على المواطنين، هذه الظواهر التي انتشرت وتفشّت انتهت، فهل ترسل الدولة هذه الرسالة القوية!

تحية لرجل الأمن الذي لم يقف صامتاً أمام هذا الاعتداء، ونأمل أن يكون ما حدث سبباً لوقف اعتداء يومي علينا جميعاً في الشوارع والطرقات وعلى إيماننا بأنّ القانون يجب أن يطبق.

الغد

© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير