السوق الصيني يمثل بديلا محتملا للخليج عن ايران ولا انفكاك عن أمريكا
الولايات المتحدة الامريكية تشكل 25% والصين تمثل نحو 12% من حجم الاقتصاد العالمي
التحالف الخليجي الصيني من التحالفات القوية والامارات أنموذج لانفتاح الاسواق وتطور التجارة
الانباط – عمان – علاء علان
أكد محللان على أهمية الانفتاح العربي من بوابة الاقتصاد على جمهورية الصين الشعبية، بظل الاسواق الكبيرة التي تتمتع بها الدول العربية وتحديدا اسواق الخليج العربي،مشيرين الى ان التوجه العربي نحو الصين هدفه تنويع الخيارات الاقتصادية.
من ناحيته قال المحلل السياسي د.عامر سبايلة لـ"الانباط" ان العلاقة الإماراتية الصينية والخليجية بشكل عام بدأت تتطور بصورة واضحة منذ العام 2012 حيث اصبحت الصين بالنسبة للخليج محطة مهمة بظل الوضع الاقتصادي،وضرورة بناء الشراكات مع دولة مثل الصين لها حضور وقدرة على الاستثمار طويل الامد.
واضاف سبايلة ان التحالف الخليجي الصيني هو من التحالفات القوية كونه يجري بين دول صغيرة تتمتع بقوة اقتصادية مع عملاق اقتصادي لديه قوة بشرية هائلة.
وعن قدرة العرب على الانفكاك اقتصاديا عن امريكا قال سبايلة ان البوابة الاقتصادية تسمح بالتنويع ولا تستطيع امريكا ان تكون وكيلا حصريا في الجوانب الاقتصادية للدول العربية فهنالك نفوذ صيني يسمح لتلك الدول ان تنوع خياراتها الاقتصادية.
بدوره قال المحلل الاقتصادي حسام عايش لـ"الانباط" انه بالنظر الى المشهد الاقتصادي التجاري والعالمي فان الصين دولة تدعو للانفتاح والعولمة والحرية التجارية بينما الولايات المتحدة التي كانت تتحدث عن العولمة والتجارة بلا حدود نجدها تقوم بعكس ذلك بظل رفع الرسوم الجمركية وغير ذلك.
وعن الانفتاح العربي على الصين قال عايش انه بالنسبة للامارات فهي تعتبر النموذج الحي لانفتاح الاسواق وتطور التجارة لذلك من الطبيعي ان تطور علاقاتها مع الصين كون هنالك مصالح مشتركة،لافتا الى ان الصين لا ترتبط علاقتها الاقتصادية بأبعاد سياسية ودائرة اهتمامها المصالح التجارية وهذا ما تريده الدول الخليجية.
وعن قدرة الدول العربية على الانفكاك عن امريكا قال عايش ان ذلك يصعب تحقيقه حتى على الصين لأن الاقتصاد الامريكي يمثل ربع اقتصاد العالم تقريبا والسوق الامريكي مصلحة صينية عربية خليجية لكن ما يمكن فعله هو التنويع بسلة الاسواق حتى لا تكون الدول رهينة لسوق واحد.
وبين عايش ان الصين لديها قدرة على صناعة ما تحتاجه الاسوق الخليجية بجودة وسرعة وكلفة اقل وهذا ما يدفع نحو التبادل التجاري.
وربط عايش في حديثه بين العقوبات المفروضة على ايران والانفتاح على الصين حيث قال ان الامارت ودول الخليج عموما وبظل العقوبات المفروضة على ايران فان السوق الصيني يمثل بديلا محتملا لها عن ايران وهذه مصلحة اخرى تضاف مبادرة الحزام والطريق الصينية فالخليج العربي له دور في هذه الطريق حيث ستستفيد دول الخليج من الاستثمارات الصينية على هذه الطريق.
وعن حجم السوق الصيني في الاقتصاد العالمي قال عايش ان الصين تمثل نحو 12 % من حجم الاقتصاد العالمي.
وبين عايش مقارنا بين امريكا والصين : نتحدث عن 19 تريليون دولار حجم الناتج المحلي الامريكي ونتحدث عن 11 تريلون دولار حجم الناتج المحلي الصيني،فيما يصل الناتج العالمي نحو 79- 80 تريليون دولار.
يجدر بالذكر ان دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية الصين الشعبية اتفقتا السبت الماضي على الارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى مستويات أعلى، وتأسيس علاقات شراكة استراتيجية شاملة،جاء ذلك خلال زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى الإمارات، التي بدأها، الخميس الماضي وجرى خلالها تبادل 13 اتفاقية ومذكرة تفاهم بين البلدين. //
شرح الصورة : الرئيس الصيني شي جين بينغ وعقيلته بينغ لي يوان ونائب رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لدى تواجدهم في أبو ظبي.