عمان- الانباط – علاء علان
تتسارع الاحداث ويرتفع منسوب الاسئلة لدى المزاج الشعبي والرسمي الاردني عند الحديث عن التطورات المتسارعة في الجنوب السوري المحاذي للحدود الشمالية الاردنية،ولم يعد خافيا ان الجانب السوري لديه تحركات نحو استعادة الجنوب بكافة الخيارات سواء بالمصالحة او التدخل العسكري.
اسئلة كثيرة تبقى معلقة ابرزها حول مصير الجماعات المسلحة عند ساعة الحسم واين ستتجه وغير ذلك من تساؤلات يبقى الجواب عليها لحظة الصفر.
اردنيا اعلنت وزير الدولة لشؤون الاعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة جمانة غنيمات في لقاء متلفز مؤخرا أن الاردن يجري اتصالاته مع الشركاء حول مناطق خفض التصعيد في الجنوب السوري، مؤكدة بأن الايام المقبلة قد تحمل بعض التطورات في هذا الجانب،مضيفة بأن الاردن سيقوم بالعمل على حماية مصالحه.
الوزيرة غنيمات لم تعلن عن اية تفاصيل جديدة حول ما يجري او ما هي التطورات المحتملة مما يطرح اسئلة عديدة عن الرؤية الاردنية لهذا الملف في حال لم يجر تطويق التصعيد الحالي في الجنوب ؟
تصريحات غنيمات جاءت بعد غياب رسمي عن التعليق على الاحداث في الجنوب السوري كون هنالك قناعة اردنية بالاكتفاء بمراقبة الوضع والمتابعة عبر البوابة الروسية والامريكية.
ولدى الحديث عن التطورات في الجنوب السوري فإن الحديث ينتقل حول احتمالية فتح المعابر بين البلدين وبالعودة للوراء فان معبر نصيب- جابر لم يتوقف عن العمل منذ اندلاع الازمة السورية في اذار 2011 بل بقي مستمرا في عمله حتى أيلول/ سبتمبر 2015، بعد سيطرة فصائل سورية مسلحة على المعبر.
وقتئذ الاردن الرسمي عندما قرر اغلاق معبر نصيب - جابر كان له محاذير امنية تتعلق بسلامة المسافرين بالاتجاهين بسبب اشتداد الاحداث لدى الجانب الاخر،وبذات الوقت رفض الاردن التعامل مع المسلحين خلال سيطرتهم على المعبر واكتفى باتخاذ التدابير الوقائية اللازمة لحماية الحدود.
وبالعودة للارقام الرسمية الاردنية التي اطلعت عليها الانباط فانه عند الحديث عن عمل المعابر بين البلدين فقد ارتفع عدد المسافرين الى سوريا في العام 2010 بمقدار الضعف خلال 90 يوما كونه صدر قرار وقتها بإلغاء ضريبة المغادرة،وبلغ عدد المغادرين عبر المنفذين الحدوديين جابر والرمثا مع نهاية يوم 29 اذار 2010 نحو 822 الف شخص مقارنة مع 500 الف شخص في الثلاثة شهور الاولى من العام 2009.
كما بلغ عدد المغادرين عبر مركز جابر للربع الاول من العام 2010 572603 الف مسافر مقارنة بذات الفترة من العام 2009 والتي بلغ فيها عدد المغادرين 397357 الف مسافر.
وبلغ عدد المغادرين عبر مركز الرمثا 249176 الف مسافر مقارنة بذات الفترة من العام 2009 والتي بلغ فيها عدد المغادرين 101513 الف مسافر.
وبلغ عدد القادمين عبر المركزين للثلاثة شهور الاولى من العام 2010 بلغ 884012 مقارنة بـ532721 لذات الفترة من العام 2009، وتوزع عدد القادمين الى 636552 عبر مركز جابر فيما بلغ عدد القادمين عبر مركز الرمثا 247460 الف مسافر.
سياسيا العلاقات الاردنية - السورية لم تنقطع منذ اندلاع الازمة السورية في شهر آذار من العام 2011 وبقي التمثيل الدبلومسي موجودا بين البلدين وتعمل السفارة السورية في عمان بشكل اعتيادي على استقبال المواطنين السوريين كما تعمل السفارة الاردنية في دمشق،لكن ذلك لا يخفي درجة البرودة في العلاقات بين البلدين.
اقتصاديا يعول الكثير من التجار على فتح المعابر لما يتمتع به الاردن من مزايا تمكنه من دخول السوق السوري بالفترة المقبلة،منها القرب الجغرافي وجودة المنتج والمنافسة بالسعر اضافة الى وجود ايد سورية تعمل بالاقتصاد الاردني وتفهم متطلبات السوق السوري.
كما تحظى عملية استعادة جنوب سوريا بأهمية اقتصادية استثنائية كون الجنوب السوري مكوناً رئيسياً في سلة الغذاء السورية لجهة إنتاج المحاصيل الزراعية من قمح وخضار وزيتون وغيرها، ويشكل أيضاً بوابة الصادرات السورية إلى الأردن ومصر ودول الخليج العربي ومحطة رئيسية في تجارة الترانزيت القادمة من لبنان باتجاه الخليج والأردن.
ومن الجدير بالذكر ان معبر نصيب يعتبر المعبر الرئيسي بين سوريا والاردن، اذ يوجد معبران حدوديان بين الأردن وسوريا هما “جابر” من الجانب الأردني و”نصيب” من الجانب السوري، بالإضافة لمعبر أخر هو”الرمثا” من الجانب الأردني، و”درعا” من الجانب السوري.//