الملك يلقي كلمة رئيسية في القمة الاستثنائية لمنظمة التعاون الإسلامي
الملك: القدس قبلتنا الأولى وهي توأم عمّان ومفتاح السلام والوئام.
الملك: موقفنا الثابت هو أن القدس الشرقية أرض محتلة يتحدّد مصيرها بالتفاوض المباشر.
الملك: منطقتنا لن تنعم بالسلام الشامل إلا بحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
الملك: ضرورة أن تقوم الدول العربية والإسلامية بدعم صمود الفلسطينيين.
الملك: العنف والانتهاكات التي تمارسها إسرائيل ضد الفلسطينيين يجب أن تتوقف.
الملك: على المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولياته أمام التاريخ.
الملك: نحن دعاة سلام حقيقيون وعلى الجميع العمل لإنهاء حالة الإحباط والغضب عبر تحقيق السلام.
اسطنبول 18 ايار(بترا)- ترأس جلالة الملك عبدالله الثاني، اليوم الجمعة، الوفد الأردني المشارك في القمة الاستثنائية لمنظمة التعاون الإسلامي، المنعقدة في مدينة اسطنبول التركية، لبحث ما تشهده الساحة الفلسطينية من تطورات إثر نقل السفارة الأميركية إلى القدس، والاعتداءات والعنف الذي تمارسه إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
وألقى جلالته كلمة رئيسية في الجلسة الافتتاحية للقمة، التي حضرها سمو الأمير فيصل بن الحسين، وسمو الأميرعلي بن الحسين، وسمو الأمير حمزة بن الحسين، وسمو الأمير هاشم بن الحسين.
وفيما يلي نص كلمة جلالة الملك: "بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد، النبي العربي الهاشمي الأمين.
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو والسعادة، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد، الرحمة لشهدائنا في فلسطين.
وبعد، فالقدس قبلتنا الأولى. القدس توأم عمّان. القدس مفتاح السلام والوئام. والسلام سبيله الوحيد هو إنهاء الاحتلال، وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وفق حل الدولتين.
وأؤكد من جديد أن منطقتنا لن تنعم بالسلام الشامل، إلا بحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.
إخواني، قبل حوالي خمسة أشهر من اليوم، التقينا لمواجهة التبعات الخطيرة للقرار الأمريكي بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل. وها نحن اليوم نلمس النتائج التي حذرنا منها، وهي: إضعاف ركائز السلام والاستقرار، وتكريس الأحادية، وتعميق اليأس الذي يؤدي إلى العنف.
وطيلة هذه المدة، عمل الأردن بالتنسيق مع الأشقاء والأصدقاء من أجل الحدّ من تداعيات هذا القرار. وموقفنا الثابت هو أن القدس الشرقية أرض محتلة، وهي من قضايا الوضع النهائي، يتحدّد مصيرها بالتفاوض المباشر على أساس قرارات الشرعية الدولية.
ولا بد من التأكيد هنا على ضرورة أن تقوم الدول العربية والإسلامية الشقيقة باتخاذ إجراءات فورية لدعم صمود الفلسطينيين وتمكينهم اقتصاديا، والتصدي لمحاولات تهويد مدينة القدس، أو تغيير هويتها العربية الإسلامية والمسيحية.
إخواني، العنف والاعتداءات والانتهاكات التي تمارسها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني الشقيق في قطاع غزة، وغيره من الأراضي الفلسطينية، يجب أن يتوقف، وعلى المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولياته أمام التاريخ، وعلى سائر شعوب العالم وأصحاب الضمائر الحية أن يتحملوا مسؤولياتهم في حماية الشعب الفلسطيني، وتمكينه من نيل حقوقه وإنهاء الاحتلال والظلم والإحباط.
إن الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، وكما أكدت في القمة العربية الأخيرة، واجب ومسؤولية تاريخية نعتز ونتشرف بحملها، وسنواصل وبالتنسيق مع أشقائنا في السلطة الوطنية الفلسطينية، وبدعمكم ومساندتكم، حمل هذه المسؤولية والعمل على تثبيت صمود المقدسيين، والتصدي لأي محاولة لفرض واقع جديد أو تغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم.
نحن دعاة سلام حقيقيون، وعلى الجميع العمل لإنهاء حالة الإحباط والغضب عبر تحقيق السلام الذي يلبي الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق. سلام تكون فيه القدس الشريف رمزا للوئام بين أتباع الديانات السماوية، لا سببا للصراع.
وفي الختام، أتقدم بالشكر الموصول لأخي فخامة الرئيس رجب طيب أردوغان على جهوده ودعوته لهذه القمة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".
وضم الوفد الأردني المشارك في القمة وزير الخارجية وشؤون المغتربين، ومستشار جلالة الملك، مدير مكتب جلالته، والمستشار الخاص لجلالة الملك، والسفير الأردني في تركيا، وممثل الأردن الدائم لدى منظمة التعاون الإسلامي.
وأشاد المتحدثون في الجلسة الافتتاحية.. الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمدالله وأمين عام منظمة التعاون الإسلامي يوسف بن أحمد العثيمين بالدور الأردني وجهود جلالة الملك عبدالله الثاني ودفاعه المستمر والقوي عن القدس وهويتها العربية والاسلامية .
ولفت الرئيس التركي الى أهمية الوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس، وشرعيتها التاريخية المستمرة، والدور الخاص الذي يضطلع به الأردن في تحمل هذه المسؤولية، مشيرا الى أن حضور جلالته للقمة الاستثنائية على رأس وفد رفيع المستوى يضم أربعة من أشقائه الأمراء يؤكد مدى الأهمية والمكانة الكبيرة التي تحظى بها المدينة المقدسة لدى الهاشميين.
وقال الرئيس التركي في كلمة ألقاها في القمة الاستثنائية لمنظمة التعاون الإسلامي انه لا بد من محاسبة اسرائيل أمام القوانين الدولية على ما اقترفته من قتل للمدنيين، ونعلم أن الإدانات والصراخ والغضب لم يضع حدا للظلم والاحتلال، ولن يوقفهما كذلك في المستقبل، إن لم يأخذ المسلمون حقهم بأنفسهم، لن يتفضل علينا أحد بحقنا على طبق من ذهب.
وأضاف "مع الأسف كل خطوة تجري لإحقاق العدل بمجلس الأمن تُقابل بفيتو أمريكي، لذا سنحيل القضية الفلسطينية مجدداً إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، وسنحصل على دعم الدول الإسلامية وأصحاب الضمائر".
وقال الرئيس التركي: "أريد مرة أخرى أن يعرف الجميع أن القدس هي قضية جميع المسلمين، وأنها مدينة مقدسة لا يمكن تركها تحت رحمة دولة إرهابية يداها ملطختان بدماء عشرات الآلاف من الفلسطينيين الأبرياء".
وتابع :" نقول لأولئك الذين يريدون خنق منطقتنا بالدم والدموع "قفوا"، ونرفع صوتنا من اجتماعنا هذا بأن أشقاءنا الفلسطينيين ليسوا وحدهم في كفاحهم".
بدوره، أكد أمين عام منظمة التعاون الإسلامي يوسف بن أحمد العثيمين أن القضية الفلسطينية تحتل صدارة أولويات المنظمة، داعيا الى تشكيل "لجنة خبراء مستقلة "للتحقيق في الجرائم الإسرائيلية المرتكبة على حدود غزة.
واشاد العثيمين بجهود جلالة الملك عبدالله الثاني صاحب الوصاية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس مؤكدا اهمية العمل على تشكيل لجنة دولية، مجددا رفض المنظمة للقرار الامريكي اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل ونقلها سفارة بلادها إليها الإثنين الماضي، واعتبر الخطوة انتهاكا للقانون الدولي.
وشدد على المسؤولية التاريخية والسياسية والأخلاقية التي يتحملها المجتمع الدولي تجاه القضية الفلسطينية وخاصة قضية اللاجئين وحقهم في العودة، داعيا جميع الأطراف الفاعلة إلى "الانخراط في رعاية عملية سياسية متعددة الأطراف في إطار زمني محدد وعلى مبدأ إقامة دولة فلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية".
من جانبه، عبر رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله عن تقديره للدور الأردني والوصاية الهاشمية على الأماكن المقدسة وجهود جلالة الملك عبدالله الثاني وسعيه الدؤوب للمحافظة على المدينة المقدسة.
واعتبر الحمدالله إنه "لا سلام ولا استقرار دون حرية القدس وأهلها"، مشيرا الى أن نقل السفارة الأمريكية للقدس يعتبر "عملا عدوانيا ضد الأمة الإسلامية، وضد المسلمين والمسيحيين".
وقال رئيس الوزراء الفلسطيني ان " الولايات المتحدة عبرت بوضوح عن عدم احترامها للفلسطينيين بل ولكل مشاعر المسلمين حول العالم".
وختم قائلا: "نتطلع إلى أن تقوم منظمة المؤتمر الإسلامي بممارسة ضغوط لضمان عمل تحقيق شامل في الانتهاكات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين منذ قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترمب حول القدس".