عمان – بترا
يستعد الأردنيون لاستقبال شهر رمضان المبارك بتعليق الزينة تعبيرا عن الفرح والبهجة بقدوم الشهر الفضيل كل عام وعلى امتداد ايام الصوم الثلاثين.
وأبدى العديدون قناعتهم بأن الزينة في رمضان، هي فرح ولها تأثير نفسي كبير على الناشئة.
"استثمار لحاسة البصر، لتعليم الأطفال أن هذا الشهر مختلف عن بقية الشهور" بهذا الرأي العلمي الاجتماعي بدأ استاذ علم الاجتماع الدكتور حسين المحادين حديثه لـــ"بترا"، وهي واحدة من المظاهر الحضارية لإظهار الفرح وكسر الروتين لدى الناس وارتياح البصر.
وأشار الى انها مصدر للبهجة والفضول لدى الاطفال وأن فكرتها ترتبط بإثارة الفرح والتعبير عنه لدى المسلمين من بينها الاضاءة.
وأكد أن المجتمع الاردني استعار هذا الاسلوب في التعبير عن البهجة والسرور من العديد من المجتمعات المسلمة التي تستخدم مثل هذه الاساليب في استقبال الشهر الفضيل من اضاءة الشوارع والمنازل لإدخال البهجة والسرور والامل بالغفران.
واعتبر أن الناس يلجأون للتعبير عن بهجتهم وافراحهم في هذا الشهر ومن بينها اختيار الزينة.
وقالت الطفلة حلا ذات السبع سنوات أنها تصوم رمضان وتطلب من والدها قبل بداية الشهر تعليق الزينة، فتصبح كل بيوت الحي جميلة ومليئة بالفرح الذي يستمر حتى انتهاء اليوم الثالث من عيد الفطر السعيد.
وتستخدم ربة الأسرة (شذى عليان)،الزينة الرمضانية منذ ما يقارب سبع سنوات، حيث ينتظر الأطفال الشهر الفضيل لينسجموا بكل تفاصيل اللحظات الجميلة، وخاصة مظاهر الزينة وتركيبها على نوافذ المنزل، معتبرة ان استخدام الزينة الرمضانية بات عادة من عادات الشعب الأردني، فتضفي أجواء من الفرح الرمضاني كمظهر من مظاهر استقبال الشهر الفضيل.
وتقول إن هذه الظاهرة ورغم ان هنالك تكلفة مادية اضافية تترتب على الأسر لكنها أصبحت عادة في الحي الذي تسكنه ككثير من الاحياء والمناطق الاردنية.
ويجد رب الاسرة حسن عليان، أن اضفاء البهجة والفرح داخل المنزل وفي نفوس الكبار قبل الصغار، دفعه لشراء الزينة الرمضانية، معتبرا انها اشارة الى اقتراب الشهر الفضيل وبركاته على المسلمين عامة.
يشير التاجر بلال زهير الى اقبال من المواطنين على شراء الزينة الرمضانية، معللا ذلك برضا المواطن عن اسعار الزينة بمختلف اصنافها.
لكن التاجر رياض القيسي يصف الحركة التجارية هذا العام بالاقل نشاطا مقارنة مع العام الماضي، بالرغم من ان الاسعار هذا العام اقل مقارنة مع اسعار العام الماضي.
{قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ} (سورة يونس 58)، من هذه الآية القرآنية الكريمة اشتقت دائرة الافتاء العام رأيها الشرعي في استخدام الزينة الرمضانية، وفقا لمدير العلاقات العامة والتعاون الدولي في دائرة الافتاء العام الدكتور حسان عوض أبوعرقوب.
وأضاف "يجوز تعليق الزينة ابتهاجا بشهر رمضان، حيث يعبّر المؤمنون عن فرحهم بدخول هذا الشهر المبارك، الذي تكثر فيه العبادات والصدقات، ويتجه المؤمنون لطاعة ربهم، فهم في الحقيقة يعبرون عن فرحهم بطاعة الله وفضله ورضوانه".
يذكر ان شهر رمضان تنتشر فيه العديد من العادات الرمضانية، منها توزيع الهدايا على الأطفال في الأسواق لحظة اعلان غُرة رمضان، وتوزيع الماء والتمر عند موعد الافطار، إضافة الى تزيين الشوارع الرئيسة في مختلف محافظات المملكة.