فارس شرعان
كثيرا ما يغطي مواقف البعض ازاء قضايا سياسية واجتماعية واقتصادية غلاف رقيق من الصفات والمواصفات يغلف علاقات الدول من حيث الصداقة والعداء ومن حيث الحياد دون ان تكون هناك علاقات صارخه واضحة بين الدول والمجموعات .
فعلى سبيل المثال هناك اصدقاء القضية الفلسطينية حيث تضم مجموعة كبيرة من دول العالم لا يقل عددها عن 150 دولة وهناك حلفاء الصهيونية وعددهم كثير بالمناسبة وان كان لا يرقى الى عدد اصدقاء فلسطين وطوال الثورة السورية ظهرت مجموعه من اصدقاء سوريا التي يفهم منها انها تعادي النظام وتصادق الشعب السوري او الثورة السورية وقد عقد اصدقاء سوريا اجتماعات عديدة طوال السنوات التي انقضت عن الثورة رغم ان من بينهم دول صديقة للنظام وحلفاؤه من الروس والايرانيين الا انها تسمى اصدقاء سوريا وهنالك دول اخرى تحمل هذا الاسم الا انها تعادي الثورة السورية وتحالف النظام وحلفاؤه ومن هذه الدول عديد من الدول العربية التي تعادي النظام علنا وتحالفه وتدعمه سرا
نحن لسنا بصدد حلفاء سوريا انما نحن بصدد حلفاء الصهيونية التي لها مجموعة من الحلفاء والاصدقاء عددهم كبير وان كان لا يرقى الى عدد اصدقاء فلسطين الذين يشكلون غالبية دول العالم
من ابرز حلفاء الصهيونية الرئيس الامريكي الملطخة يده بالدم دونالد ترامب الذي يبدي تعاطفا غير مسبوق مع الصهيونية ويبدي دعما غير محدود مع خططها وتحركاتها وهناك حليف جديد قديم للصهيونية يتمثل بالشعب الالماني والحكومة الالمانية وممثلي هذا الشعب البرلمان (الباند ستاغ ) قد عرفت المانيا منذ القدم بتأيدها للصهيونية على غرار الدول الغربية الاخرى التي وقفت مع الحركة الصهيونية للسنوات الاخيرة ودعمتها بالمال والسلاح ومن هذه الدول الولايات المتحده وبريطانيا وفرنسا التي ساهمت مساهمة فعالة في خلق اسرائيل تمهيدا لتوسيع حدودها بحيث تصبح من النيل الى الفرات .
في البداية كان الشعب الالماني لا يظهر تعاطفه مع الصهيونية وان كان يدعمها بلا حدود حيث كانت هناك المانيا اخرى هي المانيا الشرقية تقف الى جانب الفلسطينين والعرب في الصراع العربي الاسرائيلي .... الان وقد زالت المانيا الشرقية ( الشيوعية) لم يعد هنالك حرج امام الالمان في اظهار دعمهم للصهيونية وهذا ما فعله الباند ستاغ ( البرلمان الالماني ) في الايام الاخيرة الذي اصدر تشريعا يصادق فيه على تأييد اسرائيل كدولة يهودية في الشرق الاوسط رغم ان دول المنطقة بكاملها لا تتمنى هذا الطرح وترفضه جملة وتفصيلا سواء اكانت تدين بالاسلام مثل غالبية الدول العربية او المسيحية مثل لبنان
تأييد البرلمان الالماني والرئيس الامريكي للصهيونية فكرا وسياسة ودعم مخططاتها ياتي نتيجة ظهور اليمين المتطرف في كل من اوروبا وامريكا حيث هناك احزاب لا تخفي دعمها للصهيونية وتعلن ولاءها لهذه الحركة النازية بمجرد ان تطفو على السطح سياسات اليمين المتطرف او احزابه القوية ومثال ذلك ظهور الاحزاب اليمينية في بريطانيا والمانيا والحركات اليمينة في امريكا ومثال ذلك حملة الرئيس ترامب الانتخابية التي تمثل ظاهرة يمينية متطرفة !!!