رئيسا الوزراء والنواب: غايتنا تنفيذ مضامين خطبة العرش السامي جيدكو تشارك في قمة الريادة بالدوحة الجمعية الأردنية للماراثونات: استكمال التحضيرات لسباق أيلة نصف ماراثون البحر الأحمر إطلاق حملة للتوعية بأهمية الأمن السيبراني في مكافحة الفساد يهود أوروبا، التضحية بنتنياهو لإنقاذ اسرائيل السفارة الأردنية في الرباط تقيم معرضا للفن التشكيلي مجلس الأعيان يُدين الاعتداء على رجال الأمن العام عشرات المستوطنين المتطرفين يقتحمون الأقصى بحراسة شرطة الاحتلال زين تطلق مبادرة لتمكين ذوي الإعاقة لبنان: شهيد اثر قصف إسرائيلي عنيف لبلدات جنوبية عمان الأهلية الثانية محلياً على الجامعات الاردنية بتصنيف التايمز لجودة البحوث العلمية متعددة التخصصات 2025 حماية المستهلك: ترفض تفرد نقابة الاطباء بتحديد الاجور الطبية وتطالب بتعديل التشريعات حزب عزم في بيان له هذا الحمى الاردني الهاشمي سيبقى عصيا شامخا على كل خوان جبان نظرة على الوضع المائي في الأردن مندوبا عن الملك.. العيسوي يطمئن على صحة مصابي رجال الأمن العام بحادثة الرابية المياه تواصل تنفيذ البرنامج التوعوي في مدارس المملكة مجلس النواب يعقد جلسة تشريعية لانتخاب لجانه الدائمة غدًا هذا الرجل يعجبني تنويه من مديرية الأمن العام بشأن تشكل الضباب في مختلف مناطق المملكة جلسة حوارية تناقش المنظومة التشريعية للحماية من العنف الأسري

لماذا تتضخم ارصدتنا الاخلاقية !!!

لماذا تتضخم ارصدتنا الاخلاقية
الأنباط -

           المهندس هاشم نايل المجالي

كلنا يعلم ان الجدري كان قديماً يقتل ملايين البشر ويصيب الباقين منهم بالاعاقة والتشوهات ، وذات يوم كان الطبيب الانجليزي ادوارد جينز يسير في احدى الاسواق حين سمع حديثاً بين بائعتي حليب ، حين اشتكت احداهما ان مرض الجدري منتشر بين الناس ويشكل خطورة على حياتهم ، فردت عليها الاخرى انني لا أخشى الاصابة به لأنني اصبت في طفولتي بجدري البقر .

لفت كلامها انتباه الطبيب ادوارد فسألها كيف ذلك فأخبرته ان مربي الماشية الابقار لا يصابون بالجدري الذي يقتل الناس كونهم يصابون به  وهم صغار ، وقام الطبيب باجراء فحوصات فوجد انها محصنة ضد المرض كونها اصيبت وهي صغيرة بجدري البقر ، واكتشف الطبيب ان من لا يموت بالمرض فانه يملك حصانة ضده اي انه اكتشف مبدأ التحصين ذاته وهو ما يعرف بعلم المناعة التي تحث الجهاز المناعي لديه لتوليد اجسام مضادة تمنحه حصانة ضد المرض ، وهذا استشهاد على ان ما لا يقتلك يقويك في اي جانب من جوانب حياتك .

 كذلك المصائب والأزمات والضربات التي تعجز عن تحطيمك وكسرك ، فانها ستمنحك مزيداً من الحصانة ضدها بل تزيدك ثباتاً وقوة وستكتشف ان اعداءك طالما لم ينجحوا في تدميرك وقتلك فانهم يمنحونك مناعة وتحصيناً ضد الجراثيم البشرية التي تسعى لقتلك ، لانها ايضاً تمنحنا مناعة نفسية وتحصينا للعقول والاذهان من الاساليب والممارسات التي يمارسها اعداؤك الظاهرون والباطنون وكما قال عمر المختار ( ان الضربة التي لا تقصم ظهرك تقويك ) .

ان العزيمة وقوة الارادة تعتبر من اهم الامور التي تشكل للانسان حياة ناجحة لتحقيق متطلباته ومواجهة الازمات والاعداء ، وتساعده في اعادة تحقيق ذاته ليتجاوز اخطاءه وهفواته ويتعلم منها وتوجه سلوكه نحو الافضل من الناحية العقلية والانسانية والمعرفية وعليه ان يبعد عن المصادر والسلوك الذي يسبب له الاذى والاحباط واليأس ، وان اي عزيمة تتعثر في طريق الخير والعطاء والبناء غير العزيمة التي استحكمت في طريق الاذى والشر .

ان ضربات الدول الكبرى لبعض الدول العربية ناتجة عن تحقيق مصالحها في تلك الدول مثل العراق وسوريا وليبيا وغيرها ، ولا تراعي ما ستخلفه من قتل ودمار وتشريد وسلب ونهب لمقدرات الاوطان , ولا من انتشار الفوضى والعنف وغيرها فانها تسعى لتحقيق مصالحها حتى ولو كانت على حساب تلك الشعوب الضعيفة التي تبقى تقاوم وتقاوم ذلك الظلم .

لكن الاقسى من ذلك والاشد ايلاماً ان تتلقى ضربات تأتي من اخيك او ابن عمك اي من الدول العربية الممولة لتلك الضربات لتقسم الجسم العربي ولتقصم الظهر اقساما ويصبح اجزاء منفصلة بعد ان هرست عظام شعوب عربية وطحنتها فلقد بات الوطن العربي مقسوماً الى قسمين دول تمول الضربات ودول تتلقى الضربات والدول الكبرى هي المستأثرة لفعل ذلك من قبل تلك الدول الممولة لتلك الضربات ، وهذا يشعرك بأنبذار بذرة وجع في سويداء القلب يسقونها بماء الخيبة  ، فتمسي ازهارها بادية على تقاسيم وجههم بعد ان فشلت مخططاتهم حتى وان سببت بعض الشروخ التي تحدثها تلك الخيبات والتي تسعى ايضاً لاستنزاف الطاقات البشرية وتدمير البنية التحتية  ، ان القصم الذي احدثوه أقل ألماً من الاحاسيس التي يشعر بها شعوب تلك البلدان المستهدفة فبالعزيمة والارادة سيتم ترميم كل شيء وستعود تلك البلدان المستهدفة اقوى مما كانت عليه .

لقد سعت كل من الدول الكبرى والدول الممولة للعدوان ان تجعل من تلك الدول المستهدفة مرجلا ضخما يغلي بسكانه ، وكأن اراضيهم لا ترتوي من الدماء التي تسيل عليها ، وكأن صوت الانفجارات والرصاص وقصف الطائرات ودوي الاسلحة تصوغ اذانهم بألحان الغناء تعلو حيناً وتخفت حيناً آخر ، وكلما صمتت يغذونها لتعود من جديد وستبقى تلك المواقف قصصاً قبيحة تحكي من جيل الى جيل لأن هناك عدالة للقضية .

فكل جيوش العالم لن تستطيع ان تمسح العراق عن الخريطة ولا سوريا ولا ليبيا ، وستبقى ضرباتهم العدوانية رتوشا لشعوب يواجهون العدوان بصدورهم العارية رافضين الاستسلام لقيودهم ، ويشكلون بصمودهم دافعاً للمضي في طريق اعادة البناء حتى ولو كان متعباً ، وسيجعلون من مشهد الشروق جمالاً في الاعين رغم زخات الصواريخ والرصاص والمدافع الذي يصم الاذان وهذه المواقف المؤذية تعتبر من مآسينا الفكرية عربياً ، التي لا تتوانى عن تمويل وتوجيه الضربات دون ان تبصر او لديها رؤية واقعية للمستقبل ، فهي تقرأ الخريطة بطريقة مقلوبة وعندما ستتعاكس الاتجاهات ستكون المأساة الكبرى العقيمة فهي جزء من لعبة النرد الشهيرة او تحقيقاً للعبة السلّم والثعبان ليكتشفوا ان السلم ليس الا خطوطاً على الورق وان الثعبان فزاعة .

وان توقفت عقارب الساعة فان الزمن سيمضي ولن يتوقف كما يعتقدون ،  ونحن تربينا على مبدأ ديننا الحنيف في اتخاذ مواقفنا الوطنية المشرقة فكنا الملجأ الآمن للمشردين من شعوب تلك الدول ، المعالجين لاصاباتهم وامراضهم ولن تنزلق الى حيث مستنقع الافك والضلال والتضليل ، ولم نكن يوماً تجاراً على حساب دماء تلك الشعوب العربية لهذا تتضخم ارصدتنا الاخلاقية بينما يفلس الآخرون .//

    

 

hashemmajali_56@yahoo.com

 

 

 

 

© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير