فاعليات تحتفل بمناسبة اليوبيل الفضي الوزير بلينكن في زيارة إلى فرنسا ومصر وإسرائيل والأردن وقطر وإيطاليا بوتين : روسيا ليست بحاجة لإجراء تجارب عسكرية نووية بوتين : روسيا ليست بحاجة لإجراء تجارب عسكرية نووية العمل الدولية: أطفال غزة يضطرون للعمل من أجل البقاء الصحة العالمية توثق 464 هجومًا على المرافق الصحية في غزة اختتام سباق السيدات "اركضي عشانك"بنسخته الثالثة المواءمة بين التعليم واحتياجات سوق العمل – مبدأ جوهري "الغد" ترد على بيان "كرة القدم" : حين يحقق الاتحاد مع نفسه ويبرئ موظفيه روسيا : إسقاط 28 طائرة مسيرة أوكرانية فعاليات احتفالية في الكرك بحضور المحافظ انطلاق الفعاليات الاحتفالية بمناسبة اليوبيل الفضي ويوم الجلوس الملكي في البلقاء قطر تدين قصف الاحتلال الإسرائيلي لمدرسة تابعة لـ"الأونروا" وسط غزة لاعبو النشامى يهنئون ولي العهد بالترفيع وسموه يرد: شكراً لكم بحجم ما اسعدتمونا نفرح بالإنجاز ... تعيين الأردني الحتاملة أول رئيس تنفيذي للذكاء الاصطناعي في ناسا الجمعية الأردنية للبحث العلمي والريادة تهنئ الملك بعيد الجلوس مندوبًا عن الملك.. العيسوي يودع بعثة حج المكرمة الملكية لذوي الشهداء والمصابين العسكريين استطلاع: نصف الشباب البريطاني يحملون إسرائيل مسؤولية الحرب على غزة روسيا توقف مواطنا فرنسيا بشبهة جمع بيانات عسكرية
مقالات مختارة

وبعـدهــا قـرر مـا تـشــاء

{clean_title}
الأنباط -

أستأذن بالتذكير في بعض القضايا والهموم الاساسية التي تشغل أغلبية المواطنين في بلادنا.
احدى هذه القضايا وأهمها العيش الكريم، وقد تبدو هذه المشكلة للمسؤول الذي يعتمد على الأرقام الصماء، سواءً تعلقت بمعدلات البطالة أو الفقر، بسيطة وفي اطار التوقعات، لكنها غير ذلك تماماً، ولو قدر لأحدنا ان يخرج من عمان الى الأطراف البعيدة ويتفحص في أحوال الناس لرأى بعينيه مشاهد مؤلمة لأسر لا تجد ما يكفيها من طعام او من دخل للانفاق على مستلزمات الحياة الضرورية، بل ان بعض الذين كانوا محسوبين على الطبقة الوسطى والمستورة وجدوا أنفسهم في عداد الطبقة الفقيرة، بعد ان تآكلت دخولهم، وتوسعت دوائر انفاقهم على تعليم أولادهم في الجامعات وعلى تلبية المتطلبات الأساسية لأبنائهم.

اذا دققنا اكثر في مشكلة العيش الكريم سنكتشف أن ثمة ارتباطاً بين الرضا والكرامة، او بين الشعور بالاكتفاء والاحساس باحترام الذات، كما سنكتشف بأن المسألة لا تتعلق فقط بالفقر، الذي كان فيما مضى مقبولاً بدافع القدرية والعصامية، انما تتعلق باتساع الفجوة بين الطبقتين: طبقة الاثرياء التي تمثلها الاقلية، وطبقة الفقراء التي اتسعت لتشمل الأغلبية، وتتعلق بتفاوت الأجور والرواتب مع غياب معايير العدالة والكفاءة وانتشار المحسوبية، كما تتعلق بالاحساس العام لدى هؤلاء بشيوع ممارسات الفساد، وانتشار ثقافة النهب وقيم الشطارة، التي مكنت البعض من الاثراء على حساب الآخرين ومن جيوبهم.

اذا اضفنا ما يشعر به اغلبية المهمشين من رغبة بإعادة الاعتبار لهم، باعتبارهم ضحايا لتراكمات من الأخطاء والتقصير السياسي، ومن ارادة على تغيير اوضاعهم وتصحيح المعادلات التي اوصلتهم الى هذه النتيجة، ورفع المظلومية التي يعانون منها، فإن أمامنا فرصة لفهم حالة مجتمعنا واسباب احتجاجاته وخروجه للشارع على مدى الايام الماضية.

صحيح ان للمطالب السياسية حضوراً لافتاً في الشارع، وصحيح ان صوت الناشط يبدو أعلى من انين للناس، لكن الصحيح ايضاً ان وراء كل ما نراه، وما نخشاه ايضاً، أزمة معيشية واقتصادية تزامنت مع انغلاق لأبواب الحوار، واستمرار باعتماد منطق الانكار ومحاولات لاستفزاز وجع الناس، وهذه كلها ولدت لدى المواطن حالة من اليأس والرغبة في الانتقام من انفسهم احيانا ومن الاخرين ايضا.

الخطر الذي يواجهنا اليوم لا يتعلق بالاشتباكات السياسية بين النخب سواءً أكانت في موقع القرار او المعارضة، ولا بالرياح الساخنة التي تهب علينا من الخارج، انما يتعلق بافتقاد المواطن القدرة على توفير العيش الكريم لمن يتحمل مسؤوليتهم، واحساسه بغياب العدالة وبالتهميش واستنزاف ما يأتيه من دخل اكثر واكثر.

الآن، امام الحكومة مقررات اخرى لتحصيل المزيد من الاموال للخزينة (تعديل قانون ضريبة الدخل مثلا)، واعتقد ان تمريرها يحتاج الى وقفة طويلة، ولو كان بمقدوري ان اقدم للرئيس نصيحة لقلت له: قبل ان تصدر هذه القرارات ارجوك خصص اسبوعاً كاملا لزيارة كل المحافظات وتعمد ان تذهب بلا ترتيبات ثم دقق في احوال الناس واستمع الى معاناتهم.. وبعدها قرر ما تشاء.

أعرف ان المشكلة الاقتصادية معقدة، وان ثمة مديونية وعجزا في الموازنة وانقطاعا للمساعدات الخارجية الموعودة، ومخاوف مشروعة من ازمة يصعب السيطرة عليها، لكن ذلك كله لا يمنع، بل يستدعي التفكير جدياً في معيشة المواطن باعتبارها خطا أحمر لا يجوز تجاوزه ابداً.

الدستور