واشنطن – وكالات – رصد مامون العمري
العشرون من كانون الثاني 2017 مثل هذا اليوم دخل الرئيس الامريكي الرابع والاربعين للولايات المتحدة الامريكية ، وادخل العالم في سياسة ونهج جديد على واشنطن والعالم اجمع لم يعتد عليها ، واليوم ينهي دونالد ترمب عامه الأول في البيت الأبيض بإشعال حرائق بالشرق الأوسط وشبه الجزيرة الكورية إلى جانب مواجهته القانونية مع المهاجرين. وما زال تهديد" الاختراق الروسي" قائما ومخيما على ولايته.
وقد كانت " الانباط " حاضرة على مدى الاشهر والاسابيع الماضية حاضرة في قراءات لخطوات ترمب وقراراته وتغريداته وسياساته ، حاضرة تتابع وتحلل وتستقرئ واقع فرضه بالجدل الذي احدثه منذ لحظة ترشحه ، الرئيس المتوج يومها تعهد بان يكون نهج الولايات المتحدة نهج مختلفا ومخالفا لما عرفته السياسة الامريكية سابقا ، وهذا ما كان والذي نعيده عبر الانباط في ابرز محطات العام الماضي على وجود ترمب في البيت الابيض .
الاسبوع الاول ل ترمب قلب الطاولة في 10 قرارات مثيرة
في أسبوعه الأول بالبيت الأبيض، وقع الرئيس الأميركي دونالد ترمب عشرة قرارات تنفيذية مثيرة للجدل على الصعيدين الداخلي والخارجي جلها ضد المهاجرين، وتأتي تنفيذا لوعود أطلقها ضمن حملته الانتخابية.
وحرص ترمب على إعطاء رسالة قوية بأنه عازم على تطبيق وعوده الانتخابية التي اعتقد كثيرون أنها مجرد "دعاية انتخابية" ستتغير مع دخوله البيت الأبيض، لكن الملياردير المثير للجدل قلب الطاولة على الجميع، وخلال أسبوع واحد أشعل الأحداث العالمية بقرارات دفعت سياسيين وفنانين وكتاب لاتهامه بأنه "عنصري معاد للأقليات".
وفي ما يلي القرارات العشرة التي اتخذها ترمب:
تأشيرات الدخول: بموجب قرار تنفيذي علق ترمب وبشكل فوري برنامج الإعفاء من الحصول على تأشيرة لدخول الولايات المتحدة الأميركية، ما يعني أنه أصبح ضروريا على من كانوا معفيين من التأشيرة لسبب أو آخر الحصول عليها.
تعليق استقبال اللاجئين: وقع ترمب قرارا تنفيذيا بتعليق برنامج قبول اللاجئين في الولايات المتحدة لمدة ثلاثة شهور، ووقف استقبال اللاجئين السوريين إلى أجل غير مسمى.
وبعد فترة التعليق، ستعطي واشنطن الأولوية لطلبات اللاجئين على أساس الاضطهاد للأقليات الدينية. وهو استثناء قال ترمب إن المسيحيين السوريين سيستفيدون منه.
حظر الدخول: في الاتجاه ذاته، وقع الرئيس الجمهوري قرارا تنفيذيا يمنع لمدة ثلاثة شهور استقبال الزائرين من سوريا وبلدان إسلامية ستة هي: اليمن وليبيا والعراق وإيران والصومال والسودان.
تلك الخطوات -وفق ترمب- ستساعد في حماية الأميركيين من الهجمات "الإرهابية" معتبرا أن إدارته بحاجة إلى وقت لتطبيق عمليات فحص أكثر صرامة للاجئين والمهاجرين والزائرين.
ومنذ توقيعه تلك القرارات، يواجه ترمب انتقادات محلية وغربية وعربية، وسط اتهامات له بتبني سياسات عنصرية تجاه العرب والمسلمين.
جدار مع المكسيك: منفذا أحد أهم بنود حملته الانتخابية، وقع الرئيس الأميركي قرارا تنفيذيا ببناء جدار عازل مع المكسيك.
ومرارا، قال ترمب إن الهدف هو وقف تدفق المهاجرين غير النظاميين إلى الولايات المتحدة، والحيلولة دون وقوع عمليات تهريب البشر وتجارة المخدرات. وردا على دعوته المكسيك إلى تحمل تكاليف بناء هذا الجدار، ألغى الرئيس المكسيكي "إنريكي بينا نيتو" زيارة لواشنطن كان مقررا أن يلتقي خلالها ترمب.
ووفق المتحدث باسم البيت الأبيض "شون سبايسر" يفكر ترمب في فرض ضريبة بنسبة 20% على البضائع الواردة من المكسيك، لتوفير تكاليف بناء الجدار البالغ طوله 1600 كيلومتر، وسيتكلف قرابة 25 مليار دولار.
قطع التموين: على صلة بقضية المهاجرين، وقع ترمب قرارا تنفيذيا بقطع التمويل الفدرالي عن المدن الأميركية التي ترفض اعتقال المهاجرين غير النظاميين المقيمين فيها. لكن عددا من عمد المدن بينها نيويورك وبوسطن، أعلنوا رفضهم لهذا القرار الرئاسي، بينما أمر عمدة سياتل المسؤولين في مدينته بإعادة النظر في الميزانية لتغطية أي قطع محتمل في التمويل.
الجيش: خلال زيارته مقر وزارة الدفاع (البنتاغون) وقع الرئيس قرارا تنفيذيا يهدف إلى إطلاق عملية "إعادة بناء ضخمة" للجيش الأميركي، تتضمن تزويد القوة العسكرية الأولى في العالم بسفن حربية وطائرات وموارد جديدة.
اتفاقية الشراكة: على صعيد العلاقات التجارية، وقع ترمب قرارا تنفيذيا بالانسحاب من اتفاقية التجارة العابرة لـ المحيط الهادي، والتي تنص على التجارة الحرة بين 12 دولة، وتشمل نحو 40% من حجم اقتصاد العالمي. وانطلاقا من اعتبار أن تلك الاتفاقية "تضر بالصناعة الأميركية" قال خلال توقيعه القرار إن هذه الخطوة "شيء عظيم للعامل الأميركي".
خطا أنابيب: في مجالي الطاقة والاقتصاد، وقع الرئيس قرارا تنفيذيا باستئناف بناء خطيْ أنابيب النفط "كيستون أكس أل" و"داكوتا".
ويهدف "داكوتا" لنقل النفط من الولايات الشمالية إلى الجنوبية، بينما يهدف "كيستون أكس أل" إلى نقل النفط الخام من كندا إلى الولايات المتحدة. وكان أوباما أوقف تنفيذ الخطين بسبب مخاوف بيئية. ويواجه هذان المشروعان احتجاجات من منظمات ومشاهير ينشطون في مجال البيئة، فضلا عن جماعات محلية من السكان تمر الأنابيب عبر مناطقهم.
إلغاء "أوباماكير": في أول قرار تنفيذي بعيد توليه الرئاسة، أمر ترمب بتغيير عدد من بنود قانون "الرعاية الصحية بأسعار معقولة" المعروف باسم "أوباماكير" في أول خطوة نحو تنفيذ وعده بإلغاء هذا القانون. وقال البيت الأبيض إن هذا القرار يهدف إلى "التقليل من الثقل" المالي لذلك القانون قبل إلغائه. ومؤخرا، أعلن الرئيس أنه ينبغي سن قانون جديد في حال إلغاء "أوباماكير". ومن المرجح أن يتأثر قرابة 23 مليون مواطن سلبا في حال إلغاء القانون الذي يمثل الإرث الأبرز داخليا لسنوات حكم أوباما الثماني.
ضد الإجهاض: ضمن مطاردة بين الإدارات الجمهورية والديمقراطية، وقع الرئيس قرارا تنفيذيا يمنع بموجبه تمويل المنظمات الأهلية الأجنبية التي تدعم الإجهاض من الأموال الفيدرالية. وللمرة الأولى فُرض هذا القيد في عهد الرئيس الجمهوري رونالد ريغان، ثم ألغاه الديمقراطي بيل كلينتون، وبعدها أعاده الجمهوري جورج بوش الابن، ثم ألغاه الديمقراطي باراك أوباما، الذي سلم السلطة للجمهوري ترمب، فأعاد هذا القيد، الذي يثير جدلا بين الأميركيين، وانتقادا من المنظمات الحقوقية داخل وخارج الولايات المتحدة.
التدخلات الروسية بالانتخابات الامريكية
لم تكد عاصفة الانتخابات الرئاسية الأميركية تمر ويُختار ترمب رئيسا، حتى تفجرت الاتهامات حول تورط روسيا في توجيه الانتخابات لإفشال مهمة هيلاري كلينتون، وترجيح كفة ترمب.
وفي الوقت الذي سارع فيه الرئيس الجديد وعناصر إدارته لنفي كل الاتهامات الموجهة إليهم، تطورت الأحداث بالاتجاه المعاكس، فاضطرت وزارة العدل الأميركية للإعلان عن تعيين مدير مكتب التحقيقات الفدرالي السابق روبرت مولر مستشارا خاصا لرئاسة التحقيق بشأن التدخلات الروسية في الانتخابات الرئاسية الأميركية، مشددة على أن المصلحة العامة اقتضت وضع التحقيق تحت سلطة شخص يتمتع بالاستقلالية للإشراف على التحقيق.
وسرعان ما بدأت التحقيقات، وشملت كثيرا من معاوني الرئيس، وشهدت منعطفا نوعيا بداية كانون الأول 2017 باعتراف مستشار الأمن القومي الأميركي السابق في البيت الأبيض الجنرال مايكل فلين بكذبه أثناء التحقيقات.
أسابيع قليلة قبل ذلك، اتهمت السلطات الأميركية بول مانافورت المدير السابق لحملة ترمب بالتآمر ضد الولايات المتحدة وغسل الأموال، ليكون أول متهم في إطار التحقيق الخاص بالتدخل الروسي في الانتخابات.
وفي محاولة منه لترجيح كفة الميزان، تقدم بول مانافورت مع بداية العام الجديد 2018 بدعوى قضائية ضد مولر ووزارة العدل بتهم تخطي صلاحيات.
انشغل الإعلام العالمي والأميركي بالتصريح المهين الذي أدلى به يوم 12 كانون الثاني الجاري الرئيس دونالد ترمب بحق دول أفريقية ولاتينية يتحدر منها مهاجرون وفدوا إلى الولايات المتحدة الأميركية وحصلوا على ما يعرف بوضع "الحماية المؤقتة". وهو أمر يرجح أن يكون -للمفارقة- قد صبّ مزيدا من الماء في طاحونة الرئيس الأميركي المثير للجدل.
فالتصريح المدوي الذي وصف فيه هاييتي والسلفادور ودول أفريقية بـ"البؤر القذرة"، فضح عنصرية ترمب غير المعلنة. لكن -وهذا هو الأهم- أتى في سياق رده على مقترح قدمه عضوان في الكونغرس كانا يسعيان لاستعادة وضعية الحماية المؤقتة لنحو 200 ألف مهاجر من السلفادور كان ترمب قد وقع قرارا بإلغائها. علما أن القانون أتاح لهؤلاء الإقامة الشرعية بأميركا منذ تعرض بلادهم لزلزال مدمر عام 2001.
وشمل قرار ترمب عند توقيعه إلغاء وضع الحماية المؤقتة الممنوح لأشخاص من هاييتي ونيكاراغوا والسودان بحلول عام 2019، وجميعها متحدرة من دول عانت في العقود الأخيرة من كوارث طبيعية هائلة أو حروب أهلية. وربما يتبعهم -حسب مراقبين- في العام نفسه مواطنو هندوراس الذين يشكلون ثاني أكبر مجموعة في إطار برنامج الحماية.
تشويه الإعلام
أما بالنسبة للإعلام، فواصل ترمب هجومه على وسائل الإعلام الأميركية بأنواعها، معتبرا أنها لا تزال مصدرا رئيسيا للأخبار المزيفة وتقدم للعالم صورة سيئة عن الولايات المتحدة. وقال ترمب في تغريدة على تويتر -الذي يعتبره منصته المفضلة- إن "فوكس نيوز أهم بكثير في الولايات المتحدة، ولكن سي.أن.أن الدولية لا تزال مصدرا رئيسيا للأخبار المزيفة في الخارج".
وكانت صحيفة واشنطن بوست قد اعتبرت أن لحرب الرئيس ترمب على وسائل الإعلام حسابات إستراتيجية، فكبير مستشاريه السابق ستيفن بانون سبق أن وصف وسائل الإعلام بأنها تمثل "حزب المعارضة"، وقالت إن هذا الوصف سرعان ما راق للرئيس ترمب والتقطه.
وأضاف الكاتب كولبيرت كينغ في مقال نشر يوم 22 فبراير/شباط 2017 أن الرئيس ترمب يرى فينا خصوما خطيرين نقف بينه وبين ما يريد تحقيقه، وهو يعلم أننا سنشاهد أفعاله وننقلها للعالم دون هوادة، وأننا سنلقي الضوء على الزوايا المظلمة، وأنه لهذه الأسباب يريد الرئيس ترمب أن يحط من قيمة عملنا أمام الجمهور.
الصراع الامريكي – الكوري
التزم الرئيس الأميركي دونالد ترمب الضغط الدبلوماسي والعقوبات كوسائل لثني الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون عن سياساته القائمة على التصعيد مع واشنطن وحلفائها في آسيا عبر التجارب النووية والصاروخية، إضافة إلى الحرب الكلامية.
غير أن ما بدا تكرارا للتهديدات المتبادلة بين كيم وترمب في رأس السنة حول "جاهزية الزر النووي" لدى الطرفين، ترافق أيضا مع نذر انفراج بين سول وبيونغ يانغ قد تفرض نفسها على العام الثاني لولاية ترمب.
يذكر أن كوريا الشمالية أجرت خلال العام المنصرم 17 تجربة صاروخية ،
وفي إطار انفتاح مفاجئ على كوريا الجنوبية، عرض كيم في كلمته بمناسبة رأس السنة مشاركة رياضيين كوريين شماليين في دورة الألعاب الأولمبية الشتوية التي ستستضيفها كوريا الجنوبية في شباط المقبل. كما عرض إعادة العمل بالخط الساخن المتوقف منذ شباط 2016 بين البلدين.
وجاءت هذه التطورات بعد أقل من يوم واحد على نشر وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون مقالا في صحيفة نيويورك تايمز وصف فيه العقوبات الدولية المفروضة على بيونغ يانع بأنها "واحدة من النجاحات الدبلوماسية التي حققها رئيسه دونالد ترمب". وقال أيضا إن "الضغوط الأميركية السلمية على كوريا الشمالية أوقفت 90% من صادرات بيونغ يانغ التي كانت تسخّر عائداتها لصناعة الأسلحة غير القانونية".
وللعلم فإن ترمب أبدى في تغريدة قبل أيام عتبه على ما رآه خرقا صينيا للحظر المفروض على صادرات النفط إلى كوريا الشمالية، فكتب قائلا إنه يشعر بخيبة أمل من الصين بسبب "السماح بنقل نفط إلى كوريا الشمالية"، وهو ما ردت عليه الخارجية الصينية بالنفي.
ترمب يشعل تويتر
"لولا تويتر ربما ما كنت في البيت الأبيض"، قد يختصر هذا التصريح للرئيس الأميركي دونالد ترمب علاقته بمنصة التدوين القصير، الذي تحول حسابه فيها إلى الأكثر شهرة بعامه الأول في الرئاسة.
ولترمب حسابان على تويتر، الأول رسمي كرئيس للولايات المتحدة (@POTUS) ويتابعه نحو 22 مليونا، والثاني شخصي (@realDonaldTrump) ويتابعه أكثر من 46 مليونا، والأخير هو الحساب الأكثر شهرة والذي تثير تغريدات ترمب فيه جدلا بين الحين والآخر.
ودافع ترمب في مقابلة مع قناة "فوكس بيزنس" في تشرين الأول الماضي عن "حروبه" التي يشنها على تويتر، معتبرا أن الحساب يوفر له إمكانية تجاوز ما يراها تغطية إعلامية غير عادلة من قبل وسائل الإعلام لتصريحاته ومواقفه.
وقال أيضا "عندما يقول شخص ما شيئا ما عني، أستطيع أن أتحرك سريعا وأعتني بالأمر، بخلاف ذلك لن أستطيع التحدث أبدا".
ولا يصغي الرئيس الأميركي لنصائح أقر بأنها وجهتها له قيادات في الحزب الجمهوري للتوقف عن التغريد على تويتر ومنصات التواصل الأخرى.
كما سبق لوزير الخارجية الأميركي السابق جون كيري أن وصف تغريدات ترمب بأنها "سببت الفوضى".
ورغم أن حساب ترمب كان مثيرا للجدل حتى قبل وصوله للبيت الأبيض، فقد استخدم حسابه لشن هجمات على وسائل إعلام ومعارضين لسياساته.
ولا وقت مفضل لترمب لنشر تغريداته، فتجده يغرد في الصباح الباكر، أو في وقت متأخر في المساء.
ويتفاوت تعامل دول العالم مع تغريدات ترمب، لكن الكرملين أعلن مؤخرا أن روسيا تتعامل مع هذه التغريدات على أنها مواقف وتصريحات لرئيس الولايات المتحدة.
أشهر التغريدات
وفي عامه الأول بالبيت الأبيض، نشر ترمب العديد من التغريدات التي أحدثت جدلا داخليا، وتسبب بعضها بتوتر في علاقات واشنطن بدول حليفة.
فتغريدة التي هاجم فيها شبكة سي إن إن، ودخل في جدل معها على تويتر، فقد اتهمها في التغريدة بأنها "مصدر للأخبار الكاذبة".
وفي المركزين الثاني والثالث من حيث الأكثر تفاعلا حلت تغريدات ترمب ردا على الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون.
والتغريدة التي حازت على المركز الثالث كانت تلك التي رد فيها على تصريح أون الذي قال فيه إن زر إطلاق الأسلحة النووية موجود على طاولته في كل الأوقات. فقال ترمب "هل يخبره أحد من المسؤولين في نظامه المنهك والجائع أنني أيضا أمتلك زرا نوويا، لكنه أكبر وأقوى من زره".
ودخلت تغريدتان لترمب عن السعودية في قائمة الأعلى تفاعلا، حيث عبر ترمب عن ثقته بالملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد محمد بن سلمان، بعد حملة توقيفات شملت أمراء ومسؤولين كبارا تحت شعار مكافحة الفساد.
والتغريدة الأخرى في هذا الإطار كانت تلك التي وصف فيها بعض الموقوفين من الأمراء في السعودية بأنهم "كانوا يحلبون وطنهم لسنوات".
وأواخر العام الماضي، أثار ترمب جدلا كبيرا بعد أن أعاد نشر ثلاثة فيديوهات عدتها منظمات إسلامية عنصرية ومسيئة للمسلمين.
ونشرت مقاطع الفيديو الثلاثة جايدا فرانسن، نائبة زعيم حركة "بريطانيا أولا" العنصرية، التي أدانتها محكمة في المملكة المتحدة عام 2016 بارتكاب "مضايقات دينية متشددة".
وبينما أشادت فرانسن بإعادة ترمب نشر المقاطع من حسابها، انتقد متحدث باسم رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي مشاركة ترمب، واعتبرت أنه قام بفعل خاطئ.
لكن ترمب رفض انتقادات ماي، وغرد على حسابه "يا تيريزا، لا تركزي عليّ وركزي على إرهاب الإسلام الراديكالي المدمر، والذي يحدث في المملكة المتحدة، وكل شيء على ما يرام لدينا".
وهاجم المجلس الإسلامي نشر ترمب للتغريدات، واصفا ذلك في بيان بأنه "أوضح تأييد حتى الآن من الرئيس الأميركي لليمين المتطرف ودعايته المناهضة للمسلمين".
"نار وغضب"
الكتاب الذي يقول مؤلفه إنه خلاصة مقابلات أجريت مع مئتي شخصية أثار غضب ترمب الذي هاجمه بضراوة ووصفه بأنه مليء بالأكاذيب، ووصفته متحدثة باسم البيت الأبيض بأنه مجرد "تجميع لقمامة الصحافة الصفراء".
وسجل ترمب سابقة عندما حاول عبر محاميه منع نشر الكتاب، حيث وجه إنذارا للمؤلف ودار النشر، واعتبر وولف مع شبكة "أن بي سي" أن هجوم ترمب على الكتاب منحه دعاية كبيرة له، حيث نفد بسرعة من منافذ البيع في الولايات المتحدة وتصدر قائمة الأكثر مبيعا في المتجر الإلكتروني "أمازون".
وأبرز ما يركز عليه الكتاب هو أهلية ترمب لمنصب الرئاسة، حيث يركز على ما يصفه بالخلل في عمل الرئاسة الأميركية وتصرفات الرئيس الذي لا يحب القراءة أبدا، وينعزل داخل غرفته ابتداء من الساعة 18:30 ليتسمر أمام ثلاثة أجهزة تلفزيونية.
وقال وولف إن كل المحيطين بترمب يتساءلون عن قدرته على الحكم، وأضاف أنهم "يقولون عنه إنه كالطفل، وإنه لا بد من إرضائه سريعا، وإن كل الأمور يجب أن تجري حوله".
وكان السيناتور الجمهوري جون ماكين وصف قبل فترة ترمب بأنه "متهور وغير مطلع"، في حين قال رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ بوب كوركر "أعرف من مصدر موثوق أن الجميع يعملون كل يوم في البيت الأبيض على إيجاد الطريقة الفضلى لاستيعابه".
ويبدو أن الأهلية العقلية لترمب -والتي ركز عليها الكتاب- لم تعد من المحرمات داخل الكونغرس كما كان الأمر حتى الآن، حيث قام نحو عشرة نواب ديمقراطيين مع جمهوري واحد باستشارة طبيبة نفسية من جامعة ييل في ديسمبر/كانون الأول الماضي بشأن حالة ترمب العقلية، وتتساءل هذه الطبيبة علنا عن الأهلية العقلية له.
حريق القدس
منذ أن بدأ حملته الانتخابية، لم يتوقف دونالد ترمب عن إشغال الرأي العام الأميركي والعالمي بقراراته الصادمة، متحررا بقدر كبير من قيود وضوابط الدبلوماسية والرصانة السياسية المعتادة لساكن المكتب البيضاوي في البيت الأبيض. وكانت القدس واحدا من الملفات التي صدم الرئيس الأميركي بها العالم، وأثار ضجة سياسية واسعة في العالمين الإسلامي والمسيحي.
ففي 6/12/2017 خطا ترمب الخطوة التي أحجم عنها أسلافه من الرؤساء الأميركيين، وهي اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس، بما يخالف القرارات الدولية واتفاقيات السلام الفلسطينية الإسرائيلية، ومتطلبات عملية التسوية السياسية للصراع العربي الإسرائيلي.
وبذلك ختم الرئيس الأميركي عام 2017 وعامه الأول في منصبه بتأليب الشارعين العربي والإسلامي، وسخط الغالبية الساحقة من دول العالم، من خلال مسه القضية الأهم في القضية الفلسطينية، لما للقدس من رمزية وقداسة لدى المسلمين والمسيحيين، وهم قرابة نصف سكان العالم.
على صعيد الشارع، تفاعلت الجماهير بشكل واسع في معظم الدول العربية والإسلامية وكذلك الجاليات العربية في أوروبا وأميركا مستنكرة القرار الأميركي، ونادت بالقدس عاصمة أبدية للدولة الفلسطينية.
أما سياسيا، فقد توحدت المواقف الدولية بشكل شبه كامل، رافضة قرار ترمب، ففي مجلس الأمن صوتت 14 دولة ضد قرار ترمب، لكن حال الفيتو الأميركي دون تمرير مشروع القرار العربي الذي تقدمت به مصر في 18/12/2017.
وعندما أحالت السلطة الفلسطينية القضية إلى الجمعية العمومية للأمم المتحدة في 21/12/2017، أكد المجتمع الدولي وقوفه بقوة ضد قرار الرئيس الأميركي، فصوتت 128 دولة لصالح المشروع الفلسطيني، مما اعتبر صفعة سياسية لترمب وتوجهاته. إلا أن القرار الأممي يبقى غير ذي جدوى عملية، رغم دلالته السياسية، وكونه وثيقة دولية مهمة في مسيرة الصراع العربي الإسرائيلي.
الإقالات والاستقالات في إدارة ترمب
لم تعرف إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب منذ توليه الرئاسة في 20 يناير/كانون الثاني 2017 استقرارا في الفريق الذي يدير دفة الولايات المتحدة الأميركية، فقد انسحب مسؤولون الواحد تلو الآخر من البيت الأبيض، وبينما أقال ترمب بعض مسؤولي إدارته فضل آخرون الانسحاب منها بإرادته.
وهكذا دخل عدد كبير من مساعدي ترمب البيت الأبيض في تلك الفترة وخرجوا قبل أن يتسنى للأميركيين معرفتهم.
وفيما يلي أبرز هؤلاء المسؤولين التي أٌقالهم ترمب أو قدموا استقالاتهم:
18 آب 2017: كبير المستشارين الاستراتيجيين ستيف بانون
مهندس مواقف ترمب القومية الشعبوية وانتصاره الانتخابي، لقب بـ"أمير الظلام" وحتى "الرئيس الظل".
أقال دونالد ترمب كبير مخططي الاستراتيجيات السياسية بإدارته ستيف بانون بعد أن تحدثت تقارير إعلامية عن خلاف شديد بين بانون وعدد من كبار مساعدي الرئيس منهم صهره جاريد كوشنر.
وأكد ترمب في حينه بشكل غير مباشر وجود صراع على السلطة بين بانون وكوشنر، وقال في مقابلة مع صحيفة نيويورك بوست إنه طالبهما بتسوية الأمور بينهما، وإلا فإنه سيفعل ذلك بنفسه.
وقد قرر ترمب تسوية الأمر بإقالة بانون الذي قال عنه من قبل: أنا أحبه ولكن عليكم أن تتذكروا أنه لم يشارك في الحملة الانتخابية إلا في مرحلة متأخرة جدا".
في الاول آب 2017: أنطوني سكاراموتشي، مدير الاتصالات في البيت الأبيض
أعلن البيت الأبيض إقالة أنطوني سكاراموتشي من منصبه، وذلك بعد أيام فقط من تعيينه. وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن سكاراموتشي خسر منصبه بطلب من كبير موظفي البيت الأبيض الجديد جون كيلي قادما من وزارة الأمن الداخلي.
عين الخبير المالي النيويوركي في 21 تموز مكان راينس بريبوس، وخلال أيام كان كل الاهتمام ينصب على سكاراموتشي نجم البرامج التلفزيونية الليلية بستراته الأنيقة ونظاراته وشعره الأملس المسرح إلى الخلف، صمد الرجل أقصر فترة في ولاية ترمب، وهي عشرة أيام.
تموز 2017: أقال ترمب كبير موظفي البيت الأبيض راينس بريبوس كبير موظفي إدارته، وكان يفترض أن تقوم هذه الشخصية المجهولة، الرئيس السابق للجنة الوطنية للجمهوريين، بإدارة البيت الأبيض وضبط الدخول إلى مكتب ترمب.
لكنه لم يتمكن من إدارة الرئيس نفسه، وبالتالي فشل في أي محاولة لضبط الفوضى التي تعصف بالجناح الغربي بالبيت الأبيض. ولأنه حليف مقرب إلى سبايسر، تعرض بريبوس لسقوط مؤلم عندما عين ترمب سكاراموتشي مديرا جديدا للإعلام.
وصف سكاراموتشي بريبوس علنا بأنه مصاب بالهوس وانفصام الشخصية، وعندما لم يدافع ترمب عن بريبوس، غادر الأخير البيت الأبيض في 31 تموز بعد 189 يوما على دخوله.
تموز 2017: أعلن المتحدث باسم البيت الأبيض شون سبايسر استقالته بعد اعتراضه على تعيين أنتوني سكاراموتشي مديرا للاتصالات.
بدأت مشكلات سبايسر عندما سأله الدفاع عن تأكيدات غير صحيحة لحجم الحشود التي حضرت مراسم تنصيب ترمب. وصف سبايسر الحشد بأنه "الأكبر على الإطلاق في مراسم تنصيب الرؤساء". لكن صورا التقطت من الجو أظهرت بوضوح أن الحشد أقل بكثير من ذاك الذي حضر مراسم أداء أوباما القسم لولايته الأولى في 2009. خسر سبايسر على الفور المصداقية لدى وسائل الإعلام.
أيار 2017: أقال ترمب مدير مكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي آي) جيمس كومي المكلف بالتحقيق في التدخلات الروسية المحتملة بـالانتخابات الأميركية. بينما بدا للجميع أن العلاقة تسير على تناغم تام بين كومي والإدارة الجديدة للبيت الأبيض، خاصة أنه أمر بفتح تحقيق في قضية البريد الإلكتروني للمرشحة الرئاسية هيلاري كلينتون التي كانت استطلاعات الرأي ترجح فوزها بالرئاسيات قبل الاستحقاق الرئاسي بأيام قليلة.
وقال ترمب إن مدير أف بي أي لم يعد قادرا على إدارة المكتب بفاعلية وقال في رسالة إلى كومي نشرها البيت الأبيض "من الضروري أن نجد زعامة جديدة لمكتب التحقيقات الاتحادي تستعيد الثقة العامة في مهمتها الحيوية لإنفاذ القانون".
أيار 2017: كشفت صحيفة ديلي ميل البريطانية أن ترمب فصل كبيرة فريق المراسم المنزلية في البيت الأبيض أنجيلا ريد، لتأييدها لمرشحة الرئاسة السابقة هيلاري كلينتون.
شباط 2017: دافع ترمب بثبات عن مستشاره للأمن القومي، رغم أن الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما أقاله من منصبه مديرا للاستخبارات الدفاعية، ولم يكن يحظى بثقة كبيرة في دائرة الاستخبارات.
وفي منتصف شباط وبعد أقل من شهر من تعيينه استقال مستشار الأمن القومي الأميركي مايكل فلين بعد أربعة أيام من كشف اتصالات أجراها مع روسيا. وهكذا بقي فلين في منصبه 22 يوما فقط.
كانون الثاني 2017: في الأيام الأولى من تسلمه السلطة أقال الرئيس دونالد ترمب وزيرة العدل بالوكالة سالي يايتس لرفضها الدفاع عن قراره التنفيذي منع دخول مواطني سبع دول إسلامية إلى أميركا.
كانون الثاني 2017: بعد أقل من ساعة من إقالة وزيرة العدل، أقال ترمب المسؤول بالوكالة عن إدارة الهجرة والجمارك دانيال راغسديل.
شخصيات أخرى
من الشخصيات الأخرى التي غادرت البيت الأبيض في الأشهر السبعة الأولى لترمب: ديريك هارفي المستشار في مجلس الأمن القومي لشؤون الشرق الأوسط، ومايك دوبكي مدير الإعلام بداية ولاية ترمب، وكي تي ماكفارلاند نائب مستشار الأمن القومي، وكايتي والش المسؤولة الثانية في فريق بريبوس، وكريغ دير المدير في مجلس الأمن القومي لشؤون نصف الأرض الغربي.
كما استقال منتصف آب 2017، الأعضاء الـ17 في لجنة الفنون والإنسانيات، وهي هيئة استشارية في البيت الأبيض تتولى ميلانيا ترمب زوجة الرئيس الأميركي رئاستها الشرفية.
ووصف المستشارون المستقيلون تعليقات ترمب على أحداث تشارلوتسفيل بالخطاب الحقود، وقالوا إنه لا يمكنهم تجاهل هذا الخطاب.
وكان أعضاء في هيئتين استشاريتين أخريين، هما لجنة مبادرة الوظائف الصناعية ولجنة منتدى الاستراتيجيات والسياسات استقالوا قبل ذلك احتجاجا على موقف ترمب "المتراخي" من اليمين المتطرف.
عام مضى على ترمب رئيسا للولايات المتحدة الامريكية
واشنطن – وكالات – رصد مامون العمري
العشرون من كانون الثاني 2017 مثل هذا اليوم دخل الرئيس الامريكي الرابع والاربعين للولايات المتحدة الامريكية ، وادخل العالم في سياسة ونهج جديد على واشنطن والعالم اجمع لم يعتد عليها ، واليوم ينهي دونالد ترمب عامه الأول في البيت الأبيض بإشعال حرائق بالشرق الأوسط وشبه الجزيرة الكورية إلى جانب مواجهته القانونية مع المهاجرين. وما زال تهديد" الاختراق الروسي" قائما ومخيما على ولايته.
وقد كانت " الانباط " حاضرة على مدى الاشهر والاسابيع الماضية حاضرة في قراءات لخطوات ترمب وقراراته وتغريداته وسياساته ، حاضرة تتابع وتحلل وتستقرئ واقع فرضه بالجدل الذي احدثه منذ لحظة ترشحه ، الرئيس المتوج يومها تعهد بان يكون نهج الولايات المتحدة نهج مختلفا ومخالفا لما عرفته السياسة الامريكية سابقا ، وهذا ما كان والذي نعيده عبر الانباط في ابرز محطات العام الماضي على وجود ترمب في البيت الابيض .
الاسبوع الاول ل ترمب قلب الطاولة في 10 قرارات مثيرة
في أسبوعه الأول بالبيت الأبيض، وقع الرئيس الأميركي دونالد ترمب عشرة قرارات تنفيذية مثيرة للجدل على الصعيدين الداخلي والخارجي جلها ضد المهاجرين، وتأتي تنفيذا لوعود أطلقها ضمن حملته الانتخابية.
وحرص ترمب على إعطاء رسالة قوية بأنه عازم على تطبيق وعوده الانتخابية التي اعتقد كثيرون أنها مجرد "دعاية انتخابية" ستتغير مع دخوله البيت الأبيض، لكن الملياردير المثير للجدل قلب الطاولة على الجميع، وخلال أسبوع واحد أشعل الأحداث العالمية بقرارات دفعت سياسيين وفنانين وكتاب لاتهامه بأنه "عنصري معاد للأقليات".
وفي ما يلي القرارات العشرة التي اتخذها ترمب:
تأشيرات الدخول: بموجب قرار تنفيذي علق ترمب وبشكل فوري برنامج الإعفاء من الحصول على تأشيرة لدخول الولايات المتحدة الأميركية، ما يعني أنه أصبح ضروريا على من كانوا معفيين من التأشيرة لسبب أو آخر الحصول عليها.
تعليق استقبال اللاجئين: وقع ترمب قرارا تنفيذيا بتعليق برنامج قبول اللاجئين في الولايات المتحدة لمدة ثلاثة شهور، ووقف استقبال اللاجئين السوريين إلى أجل غير مسمى.
وبعد فترة التعليق، ستعطي واشنطن الأولوية لطلبات اللاجئين على أساس الاضطهاد للأقليات الدينية. وهو استثناء قال ترمب إن المسيحيين السوريين سيستفيدون منه.
حظر الدخول: في الاتجاه ذاته، وقع الرئيس الجمهوري قرارا تنفيذيا يمنع لمدة ثلاثة شهور استقبال الزائرين من سوريا وبلدان إسلامية ستة هي: اليمن وليبيا والعراق وإيران والصومال والسودان.
تلك الخطوات -وفق ترمب- ستساعد في حماية الأميركيين من الهجمات "الإرهابية" معتبرا أن إدارته بحاجة إلى وقت لتطبيق عمليات فحص أكثر صرامة للاجئين والمهاجرين والزائرين.
ومنذ توقيعه تلك القرارات، يواجه ترمب انتقادات محلية وغربية وعربية، وسط اتهامات له بتبني سياسات عنصرية تجاه العرب والمسلمين.
جدار مع المكسيك: منفذا أحد أهم بنود حملته الانتخابية، وقع الرئيس الأميركي قرارا تنفيذيا ببناء جدار عازل مع المكسيك.
ومرارا، قال ترمب إن الهدف هو وقف تدفق المهاجرين غير النظاميين إلى الولايات المتحدة، والحيلولة دون وقوع عمليات تهريب البشر وتجارة المخدرات. وردا على دعوته المكسيك إلى تحمل تكاليف بناء هذا الجدار، ألغى الرئيس المكسيكي "إنريكي بينا نيتو" زيارة لواشنطن كان مقررا أن يلتقي خلالها ترمب.
ووفق المتحدث باسم البيت الأبيض "شون سبايسر" يفكر ترمب في فرض ضريبة بنسبة 20% على البضائع الواردة من المكسيك، لتوفير تكاليف بناء الجدار البالغ طوله 1600 كيلومتر، وسيتكلف قرابة 25 مليار دولار.
قطع التموين: على صلة بقضية المهاجرين، وقع ترمب قرارا تنفيذيا بقطع التمويل الفدرالي عن المدن الأميركية التي ترفض اعتقال المهاجرين غير النظاميين المقيمين فيها. لكن عددا من عمد المدن بينها نيويورك وبوسطن، أعلنوا رفضهم لهذا القرار الرئاسي، بينما أمر عمدة سياتل المسؤولين في مدينته بإعادة النظر في الميزانية لتغطية أي قطع محتمل في التمويل.
الجيش: خلال زيارته مقر وزارة الدفاع (البنتاغون) وقع الرئيس قرارا تنفيذيا يهدف إلى إطلاق عملية "إعادة بناء ضخمة" للجيش الأميركي، تتضمن تزويد القوة العسكرية الأولى في العالم بسفن حربية وطائرات وموارد جديدة.
اتفاقية الشراكة: على صعيد العلاقات التجارية، وقع ترمب قرارا تنفيذيا بالانسحاب من اتفاقية التجارة العابرة لـ المحيط الهادي، والتي تنص على التجارة الحرة بين 12 دولة، وتشمل نحو 40% من حجم اقتصاد العالمي. وانطلاقا من اعتبار أن تلك الاتفاقية "تضر بالصناعة الأميركية" قال خلال توقيعه القرار إن هذه الخطوة "شيء عظيم للعامل الأميركي".
خطا أنابيب: في مجالي الطاقة والاقتصاد، وقع الرئيس قرارا تنفيذيا باستئناف بناء خطيْ أنابيب النفط "كيستون أكس أل" و"داكوتا".
ويهدف "داكوتا" لنقل النفط من الولايات الشمالية إلى الجنوبية، بينما يهدف "كيستون أكس أل" إلى نقل النفط الخام من كندا إلى الولايات المتحدة. وكان أوباما أوقف تنفيذ الخطين بسبب مخاوف بيئية. ويواجه هذان المشروعان احتجاجات من منظمات ومشاهير ينشطون في مجال البيئة، فضلا عن جماعات محلية من السكان تمر الأنابيب عبر مناطقهم.
إلغاء "أوباماكير": في أول قرار تنفيذي بعيد توليه الرئاسة، أمر ترمب بتغيير عدد من بنود قانون "الرعاية الصحية بأسعار معقولة" المعروف باسم "أوباماكير" في أول خطوة نحو تنفيذ وعده بإلغاء هذا القانون. وقال البيت الأبيض إن هذا القرار يهدف إلى "التقليل من الثقل" المالي لذلك القانون قبل إلغائه. ومؤخرا، أعلن الرئيس أنه ينبغي سن قانون جديد في حال إلغاء "أوباماكير". ومن المرجح أن يتأثر قرابة 23 مليون مواطن سلبا في حال إلغاء القانون الذي يمثل الإرث الأبرز داخليا لسنوات حكم أوباما الثماني.
ضد الإجهاض: ضمن مطاردة بين الإدارات الجمهورية والديمقراطية، وقع الرئيس قرارا تنفيذيا يمنع بموجبه تمويل المنظمات الأهلية الأجنبية التي تدعم الإجهاض من الأموال الفيدرالية. وللمرة الأولى فُرض هذا القيد في عهد الرئيس الجمهوري رونالد ريغان، ثم ألغاه الديمقراطي بيل كلينتون، وبعدها أعاده الجمهوري جورج بوش الابن، ثم ألغاه الديمقراطي باراك أوباما، الذي سلم السلطة للجمهوري ترمب، فأعاد هذا القيد، الذي يثير جدلا بين الأميركيين، وانتقادا من المنظمات الحقوقية داخل وخارج الولايات المتحدة.
التدخلات الروسية بالانتخابات الامريكية
لم تكد عاصفة الانتخابات الرئاسية الأميركية تمر ويُختار ترمب رئيسا، حتى تفجرت الاتهامات حول تورط روسيا في توجيه الانتخابات لإفشال مهمة هيلاري كلينتون، وترجيح كفة ترمب.
وفي الوقت الذي سارع فيه الرئيس الجديد وعناصر إدارته لنفي كل الاتهامات الموجهة إليهم، تطورت الأحداث بالاتجاه المعاكس، فاضطرت وزارة العدل الأميركية للإعلان عن تعيين مدير مكتب التحقيقات الفدرالي السابق روبرت مولر مستشارا خاصا لرئاسة التحقيق بشأن التدخلات الروسية في الانتخابات الرئاسية الأميركية، مشددة على أن المصلحة العامة اقتضت وضع التحقيق تحت سلطة شخص يتمتع بالاستقلالية للإشراف على التحقيق.
وسرعان ما بدأت التحقيقات، وشملت كثيرا من معاوني الرئيس، وشهدت منعطفا نوعيا بداية كانون الأول 2017 باعتراف مستشار الأمن القومي الأميركي السابق في البيت الأبيض الجنرال مايكل فلين بكذبه أثناء التحقيقات.
أسابيع قليلة قبل ذلك، اتهمت السلطات الأميركية بول مانافورت المدير السابق لحملة ترمب بالتآمر ضد الولايات المتحدة وغسل الأموال، ليكون أول متهم في إطار التحقيق الخاص بالتدخل الروسي في الانتخابات.
وفي محاولة منه لترجيح كفة الميزان، تقدم بول مانافورت مع بداية العام الجديد 2018 بدعوى قضائية ضد مولر ووزارة العدل بتهم تخطي صلاحيات.
انشغل الإعلام العالمي والأميركي بالتصريح المهين الذي أدلى به يوم 12 كانون الثاني الجاري الرئيس دونالد ترمب بحق دول أفريقية ولاتينية يتحدر منها مهاجرون وفدوا إلى الولايات المتحدة الأميركية وحصلوا على ما يعرف بوضع "الحماية المؤقتة". وهو أمر يرجح أن يكون -للمفارقة- قد صبّ مزيدا من الماء في طاحونة الرئيس الأميركي المثير للجدل.
فالتصريح المدوي الذي وصف فيه هاييتي والسلفادور ودول أفريقية بـ"البؤر القذرة"، فضح عنصرية ترمب غير المعلنة. لكن -وهذا هو الأهم- أتى في سياق رده على مقترح قدمه عضوان في الكونغرس كانا يسعيان لاستعادة وضعية الحماية المؤقتة لنحو 200 ألف مهاجر من السلفادور كان ترمب قد وقع قرارا بإلغائها. علما أن القانون أتاح لهؤلاء الإقامة الشرعية بأميركا منذ تعرض بلادهم لزلزال مدمر عام 2001.
وشمل قرار ترمب عند توقيعه إلغاء وضع الحماية المؤقتة الممنوح لأشخاص من هاييتي ونيكاراغوا والسودان بحلول عام 2019، وجميعها متحدرة من دول عانت في العقود الأخيرة من كوارث طبيعية هائلة أو حروب أهلية. وربما يتبعهم -حسب مراقبين- في العام نفسه مواطنو هندوراس الذين يشكلون ثاني أكبر مجموعة في إطار برنامج الحماية.
تشويه الإعلام
أما بالنسبة للإعلام، فواصل ترمب هجومه على وسائل الإعلام الأميركية بأنواعها، معتبرا أنها لا تزال مصدرا رئيسيا للأخبار المزيفة وتقدم للعالم صورة سيئة عن الولايات المتحدة. وقال ترمب في تغريدة على تويتر -الذي يعتبره منصته المفضلة- إن "فوكس نيوز أهم بكثير في الولايات المتحدة، ولكن سي.أن.أن الدولية لا تزال مصدرا رئيسيا للأخبار المزيفة في الخارج".
وكانت صحيفة واشنطن بوست قد اعتبرت أن لحرب الرئيس ترمب على وسائل الإعلام حسابات إستراتيجية، فكبير مستشاريه السابق ستيفن بانون سبق أن وصف وسائل الإعلام بأنها تمثل "حزب المعارضة"، وقالت إن هذا الوصف سرعان ما راق للرئيس ترمب والتقطه.
وأضاف الكاتب كولبيرت كينغ في مقال نشر يوم 22 فبراير/شباط 2017 أن الرئيس ترمب يرى فينا خصوما خطيرين نقف بينه وبين ما يريد تحقيقه، وهو يعلم أننا سنشاهد أفعاله وننقلها للعالم دون هوادة، وأننا سنلقي الضوء على الزوايا المظلمة، وأنه لهذه الأسباب يريد الرئيس ترمب أن يحط من قيمة عملنا أمام الجمهور.
الصراع الامريكي – الكوري
التزم الرئيس الأميركي دونالد ترمب الضغط الدبلوماسي والعقوبات كوسائل لثني الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون عن سياساته القائمة على التصعيد مع واشنطن وحلفائها في آسيا عبر التجارب النووية والصاروخية، إضافة إلى الحرب الكلامية.
غير أن ما بدا تكرارا للتهديدات المتبادلة بين كيم وترمب في رأس السنة حول "جاهزية الزر النووي" لدى الطرفين، ترافق أيضا مع نذر انفراج بين سول وبيونغ يانغ قد تفرض نفسها على العام الثاني لولاية ترمب.
يذكر أن كوريا الشمالية أجرت خلال العام المنصرم 17 تجربة صاروخية ،
وفي إطار انفتاح مفاجئ على كوريا الجنوبية، عرض كيم في كلمته بمناسبة رأس السنة مشاركة رياضيين كوريين شماليين في دورة الألعاب الأولمبية الشتوية التي ستستضيفها كوريا الجنوبية في شباط المقبل. كما عرض إعادة العمل بالخط الساخن المتوقف منذ شباط 2016 بين البلدين.
وجاءت هذه التطورات بعد أقل من يوم واحد على نشر وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون مقالا في صحيفة نيويورك تايمز وصف فيه العقوبات الدولية المفروضة على بيونغ يانع بأنها "واحدة من النجاحات الدبلوماسية التي حققها رئيسه دونالد ترمب". وقال أيضا إن "الضغوط الأميركية السلمية على كوريا الشمالية أوقفت 90% من صادرات بيونغ يانغ التي كانت تسخّر عائداتها لصناعة الأسلحة غير القانونية".
وللعلم فإن ترمب أبدى في تغريدة قبل أيام عتبه على ما رآه خرقا صينيا للحظر المفروض على صادرات النفط إلى كوريا الشمالية، فكتب قائلا إنه يشعر بخيبة أمل من الصين بسبب "السماح بنقل نفط إلى كوريا الشمالية"، وهو ما ردت عليه الخارجية الصينية بالنفي.
ترمب يشعل تويتر
"لولا تويتر ربما ما كنت في البيت الأبيض"، قد يختصر هذا التصريح للرئيس الأميركي دونالد ترمب علاقته بمنصة التدوين القصير، الذي تحول حسابه فيها إلى الأكثر شهرة بعامه الأول في الرئاسة.
ولترمب حسابان على تويتر، الأول رسمي كرئيس للولايات المتحدة (@POTUS) ويتابعه نحو 22 مليونا، والثاني شخصي (@realDonaldTrump) ويتابعه أكثر من 46 مليونا، والأخير هو الحساب الأكثر شهرة والذي تثير تغريدات ترمب فيه جدلا بين الحين والآخر.
ودافع ترمب في مقابلة مع قناة "فوكس بيزنس" في تشرين الأول الماضي عن "حروبه" التي يشنها على تويتر، معتبرا أن الحساب يوفر له إمكانية تجاوز ما يراها تغطية إعلامية غير عادلة من قبل وسائل الإعلام لتصريحاته ومواقفه.
وقال أيضا "عندما يقول شخص ما شيئا ما عني، أستطيع أن أتحرك سريعا وأعتني بالأمر، بخلاف ذلك لن أستطيع التحدث أبدا".
ولا يصغي الرئيس الأميركي لنصائح أقر بأنها وجهتها له قيادات في الحزب الجمهوري للتوقف عن التغريد على تويتر ومنصات التواصل الأخرى.
كما سبق لوزير الخارجية الأميركي السابق جون كيري أن وصف تغريدات ترمب بأنها "سببت الفوضى".
ورغم أن حساب ترمب كان مثيرا للجدل حتى قبل وصوله للبيت الأبيض، فقد استخدم حسابه لشن هجمات على وسائل إعلام ومعارضين لسياساته.
ولا وقت مفضل لترمب لنشر تغريداته، فتجده يغرد في الصباح الباكر، أو في وقت متأخر في المساء.
ويتفاوت تعامل دول العالم مع تغريدات ترمب، لكن الكرملين أعلن مؤخرا أن روسيا تتعامل مع هذه التغريدات على أنها مواقف وتصريحات لرئيس الولايات المتحدة.
أشهر التغريدات
وفي عامه الأول بالبيت الأبيض، نشر ترمب العديد من التغريدات التي أحدثت جدلا داخليا، وتسبب بعضها بتوتر في علاقات واشنطن بدول حليفة.
فتغريدة التي هاجم فيها شبكة سي إن إن، ودخل في جدل معها على تويتر، فقد اتهمها في التغريدة بأنها "مصدر للأخبار الكاذبة".
وفي المركزين الثاني والثالث من حيث الأكثر تفاعلا حلت تغريدات ترمب ردا على الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون.
والتغريدة التي حازت على المركز الثالث كانت تلك التي رد فيها على تصريح أون الذي قال فيه إن زر إطلاق الأسلحة النووية موجود على طاولته في كل الأوقات. فقال ترمب "هل يخبره أحد من المسؤولين في نظامه المنهك والجائع أنني أيضا أمتلك زرا نوويا، لكنه أكبر وأقوى من زره".
ودخلت تغريدتان لترمب عن السعودية في قائمة الأعلى تفاعلا، حيث عبر ترمب عن ثقته بالملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد محمد بن سلمان، بعد حملة توقيفات شملت أمراء ومسؤولين كبارا تحت شعار مكافحة الفساد.
والتغريدة الأخرى في هذا الإطار كانت تلك التي وصف فيها بعض الموقوفين من الأمراء في السعودية بأنهم "كانوا يحلبون وطنهم لسنوات".
وأواخر العام الماضي، أثار ترمب جدلا كبيرا بعد أن أعاد نشر ثلاثة فيديوهات عدتها منظمات إسلامية عنصرية ومسيئة للمسلمين.
ونشرت مقاطع الفيديو الثلاثة جايدا فرانسن، نائبة زعيم حركة "بريطانيا أولا" العنصرية، التي أدانتها محكمة في المملكة المتحدة عام 2016 بارتكاب "مضايقات دينية متشددة".
وبينما أشادت فرانسن بإعادة ترمب نشر المقاطع من حسابها، انتقد متحدث باسم رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي مشاركة ترمب، واعتبرت أنه قام بفعل خاطئ.
لكن ترمب رفض انتقادات ماي، وغرد على حسابه "يا تيريزا، لا تركزي عليّ وركزي على إرهاب الإسلام الراديكالي المدمر، والذي يحدث في المملكة المتحدة، وكل شيء على ما يرام لدينا".
وهاجم المجلس الإسلامي نشر ترمب للتغريدات، واصفا ذلك في بيان بأنه "أوضح تأييد حتى الآن من الرئيس الأميركي لليمين المتطرف ودعايته المناهضة للمسلمين".
"نار وغضب"
الكتاب الذي يقول مؤلفه إنه خلاصة مقابلات أجريت مع مئتي شخصية أثار غضب ترمب الذي هاجمه بضراوة ووصفه بأنه مليء بالأكاذيب، ووصفته متحدثة باسم البيت الأبيض بأنه مجرد "تجميع لقمامة الصحافة الصفراء".
وسجل ترمب سابقة عندما حاول عبر محاميه منع نشر الكتاب، حيث وجه إنذارا للمؤلف ودار النشر، واعتبر وولف مع شبكة "أن بي سي" أن هجوم ترمب على الكتاب منحه دعاية كبيرة له، حيث نفد بسرعة من منافذ البيع في الولايات المتحدة وتصدر قائمة الأكثر مبيعا في المتجر الإلكتروني "أمازون".
وأبرز ما يركز عليه الكتاب هو أهلية ترمب لمنصب الرئاسة، حيث يركز على ما يصفه بالخلل في عمل الرئاسة الأميركية وتصرفات الرئيس الذي لا يحب القراءة أبدا، وينعزل داخل غرفته ابتداء من الساعة 18:30 ليتسمر أمام ثلاثة أجهزة تلفزيونية.
وقال وولف إن كل المحيطين بترمب يتساءلون عن قدرته على الحكم، وأضاف أنهم "يقولون عنه إنه كالطفل، وإنه لا بد من إرضائه سريعا، وإن كل الأمور يجب أن تجري حوله".
وكان السيناتور الجمهوري جون ماكين وصف قبل فترة ترمب بأنه "متهور وغير مطلع"، في حين قال رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ بوب كوركر "أعرف من مصدر موثوق أن الجميع يعملون كل يوم في البيت الأبيض على إيجاد الطريقة الفضلى لاستيعابه".
ويبدو أن الأهلية العقلية لترمب -والتي ركز عليها الكتاب- لم تعد من المحرمات داخل الكونغرس كما كان الأمر حتى الآن، حيث قام نحو عشرة نواب ديمقراطيين مع جمهوري واحد باستشارة طبيبة نفسية من جامعة ييل في ديسمبر/كانون الأول الماضي بشأن حالة ترمب العقلية، وتتساءل هذه الطبيبة علنا عن الأهلية العقلية له.
حريق القدس
منذ أن بدأ حملته الانتخابية، لم يتوقف دونالد ترمب عن إشغال الرأي العام الأميركي والعالمي بقراراته الصادمة، متحررا بقدر كبير من قيود وضوابط الدبلوماسية والرصانة السياسية المعتادة لساكن المكتب البيضاوي في البيت الأبيض. وكانت القدس واحدا من الملفات التي صدم الرئيس الأميركي بها العالم، وأثار ضجة سياسية واسعة في العالمين الإسلامي والمسيحي.
ففي 6/12/2017 خطا ترمب الخطوة التي أحجم عنها أسلافه من الرؤساء الأميركيين، وهي اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس، بما يخالف القرارات الدولية واتفاقيات السلام الفلسطينية الإسرائيلية، ومتطلبات عملية التسوية السياسية للصراع العربي الإسرائيلي.
وبذلك ختم الرئيس الأميركي عام 2017 وعامه الأول في منصبه بتأليب الشارعين العربي والإسلامي، وسخط الغالبية الساحقة من دول العالم، من خلال مسه القضية الأهم في القضية الفلسطينية، لما للقدس من رمزية وقداسة لدى المسلمين والمسيحيين، وهم قرابة نصف سكان العالم.
على صعيد الشارع، تفاعلت الجماهير بشكل واسع في معظم الدول العربية والإسلامية وكذلك الجاليات العربية في أوروبا وأميركا مستنكرة القرار الأميركي، ونادت بالقدس عاصمة أبدية للدولة الفلسطينية.
أما سياسيا، فقد توحدت المواقف الدولية بشكل شبه كامل، رافضة قرار ترمب، ففي مجلس الأمن صوتت 14 دولة ضد قرار ترمب، لكن حال الفيتو الأميركي دون تمرير مشروع القرار العربي الذي تقدمت به مصر في 18/12/2017.
وعندما أحالت السلطة الفلسطينية القضية إلى الجمعية العمومية للأمم المتحدة في 21/12/2017، أكد المجتمع الدولي وقوفه بقوة ضد قرار الرئيس الأميركي، فصوتت 128 دولة لصالح المشروع الفلسطيني، مما اعتبر صفعة سياسية لترمب وتوجهاته. إلا أن القرار الأممي يبقى غير ذي جدوى عملية، رغم دلالته السياسية، وكونه وثيقة دولية مهمة في مسيرة الصراع العربي الإسرائيلي.
الإقالات والاستقالات في إدارة ترمب
لم تعرف إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب منذ توليه الرئاسة في 20 يناير/كانون الثاني 2017 استقرارا في الفريق الذي يدير دفة الولايات المتحدة الأميركية، فقد انسحب مسؤولون الواحد تلو الآخر من البيت الأبيض، وبينما أقال ترمب بعض مسؤولي إدارته فضل آخرون الانسحاب منها بإرادته.
وهكذا دخل عدد كبير من مساعدي ترمب البيت الأبيض في تلك الفترة وخرجوا قبل أن يتسنى للأميركيين معرفتهم.
وفيما يلي أبرز هؤلاء المسؤولين التي أٌقالهم ترمب أو قدموا استقالاتهم:
18 آب 2017: كبير المستشارين الاستراتيجيين ستيف بانون
مهندس مواقف ترمب القومية الشعبوية وانتصاره الانتخابي، لقب بـ"أمير الظلام" وحتى "الرئيس الظل".
أقال دونالد ترمب كبير مخططي الاستراتيجيات السياسية بإدارته ستيف بانون بعد أن تحدثت تقارير إعلامية عن خلاف شديد بين بانون وعدد من كبار مساعدي الرئيس منهم صهره جاريد كوشنر.
وأكد ترمب في حينه بشكل غير مباشر وجود صراع على السلطة بين بانون وكوشنر، وقال في مقابلة مع صحيفة نيويورك بوست إنه طالبهما بتسوية الأمور بينهما، وإلا فإنه سيفعل ذلك بنفسه.
وقد قرر ترمب تسوية الأمر بإقالة بانون الذي قال عنه من قبل: أنا أحبه ولكن عليكم أن تتذكروا أنه لم يشارك في الحملة الانتخابية إلا في مرحلة متأخرة جدا".
في الاول آب 2017: أنطوني سكاراموتشي، مدير الاتصالات في البيت الأبيض
أعلن البيت الأبيض إقالة أنطوني سكاراموتشي من منصبه، وذلك بعد أيام فقط من تعيينه. وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن سكاراموتشي خسر منصبه بطلب من كبير موظفي البيت الأبيض الجديد جون كيلي قادما من وزارة الأمن الداخلي.
عين الخبير المالي النيويوركي في 21 تموز مكان راينس بريبوس، وخلال أيام كان كل الاهتمام ينصب على سكاراموتشي نجم البرامج التلفزيونية الليلية بستراته الأنيقة ونظاراته وشعره الأملس المسرح إلى الخلف، صمد الرجل أقصر فترة في ولاية ترمب، وهي عشرة أيام.
تموز 2017: أقال ترمب كبير موظفي البيت الأبيض راينس بريبوس كبير موظفي إدارته، وكان يفترض أن تقوم هذه الشخصية المجهولة، الرئيس السابق للجنة الوطنية للجمهوريين، بإدارة البيت الأبيض وضبط الدخول إلى مكتب ترمب.
لكنه لم يتمكن من إدارة الرئيس نفسه، وبالتالي فشل في أي محاولة لضبط الفوضى التي تعصف بالجناح الغربي بالبيت الأبيض. ولأنه حليف مقرب إلى سبايسر، تعرض بريبوس لسقوط مؤلم عندما عين ترمب سكاراموتشي مديرا جديدا للإعلام.
وصف سكاراموتشي بريبوس علنا بأنه مصاب بالهوس وانفصام الشخصية، وعندما لم يدافع ترمب عن بريبوس، غادر الأخير البيت الأبيض في 31 تموز بعد 189 يوما على دخوله.
تموز 2017: أعلن المتحدث باسم البيت الأبيض شون سبايسر استقالته بعد اعتراضه على تعيين أنتوني سكاراموتشي مديرا للاتصالات.
بدأت مشكلات سبايسر عندما سأله الدفاع عن تأكيدات غير صحيحة لحجم الحشود التي حضرت مراسم تنصيب ترمب. وصف سبايسر الحشد بأنه "الأكبر على الإطلاق في مراسم تنصيب الرؤساء". لكن صورا التقطت من الجو أظهرت بوضوح أن الحشد أقل بكثير من ذاك الذي حضر مراسم أداء أوباما القسم لولايته الأولى في 2009. خسر سبايسر على الفور المصداقية لدى وسائل الإعلام.
أيار 2017: أقال ترمب مدير مكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي آي) جيمس كومي المكلف بالتحقيق في التدخلات الروسية المحتملة بـالانتخابات الأميركية. بينما بدا للجميع أن العلاقة تسير على تناغم تام بين كومي والإدارة الجديدة للبيت الأبيض، خاصة أنه أمر بفتح تحقيق في قضية البريد الإلكتروني للمرشحة الرئاسية هيلاري كلينتون التي كانت استطلاعات الرأي ترجح فوزها بالرئاسيات قبل الاستحقاق الرئاسي بأيام قليلة.
وقال ترمب إن مدير أف بي أي لم يعد قادرا على إدارة المكتب بفاعلية وقال في رسالة إلى كومي نشرها البيت الأبيض "من الضروري أن نجد زعامة جديدة لمكتب التحقيقات الاتحادي تستعيد الثقة العامة في مهمتها الحيوية لإنفاذ القانون".
أيار 2017: كشفت صحيفة ديلي ميل البريطانية أن ترمب فصل كبيرة فريق المراسم المنزلية في البيت الأبيض أنجيلا ريد، لتأييدها لمرشحة الرئاسة السابقة هيلاري كلينتون.
شباط 2017: دافع ترمب بثبات عن مستشاره للأمن القومي، رغم أن الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما أقاله من منصبه مديرا للاستخبارات الدفاعية، ولم يكن يحظى بثقة كبيرة في دائرة الاستخبارات.
وفي منتصف شباط وبعد أقل من شهر من تعيينه استقال مستشار الأمن القومي الأميركي مايكل فلين بعد أربعة أيام من كشف اتصالات أجراها مع روسيا. وهكذا بقي فلين في منصبه 22 يوما فقط.
كانون الثاني 2017: في الأيام الأولى من تسلمه السلطة أقال الرئيس دونالد ترمب وزيرة العدل بالوكالة سالي يايتس لرفضها الدفاع عن قراره التنفيذي منع دخول مواطني سبع دول إسلامية إلى أميركا.
كانون الثاني 2017: بعد أقل من ساعة من إقالة وزيرة العدل، أقال ترمب المسؤول بالوكالة عن إدارة الهجرة والجمارك دانيال راغسديل.
شخصيات أخرى
من الشخصيات الأخرى التي غادرت البيت الأبيض في الأشهر السبعة الأولى لترمب: ديريك هارفي المستشار في مجلس الأمن القومي لشؤون الشرق الأوسط، ومايك دوبكي مدير الإعلام بداية ولاية ترمب، وكي تي ماكفارلاند نائب مستشار الأمن القومي، وكايتي والش المسؤولة الثانية في فريق بريبوس، وكريغ دير المدير في مجلس الأمن القومي لشؤون نصف الأرض الغربي.
كما استقال منتصف آب 2017، الأعضاء الـ17 في لجنة الفنون والإنسانيات، وهي هيئة استشارية في البيت الأبيض تتولى ميلانيا ترمب زوجة الرئيس الأميركي رئاستها الشرفية.
ووصف المستشارون المستقيلون تعليقات ترمب على أحداث تشارلوتسفيل بالخطاب الحقود، وقالوا إنه لا يمكنهم تجاهل هذا الخطاب.
وكان أعضاء في هيئتين استشاريتين أخريين، هما لجنة مبادرة الوظائف الصناعية ولجنة منتدى الاستراتيجيات والسياسات استقالوا قبل ذلك احتجاجا على موقف ترمب "المتراخي" من اليمين المتطرف.