كشفت صحيفة "ديلي ميل" أن ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان تفاخر أمام عدد المقربين منه بأنه حصل على دعم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لجهوده المتعلقة بمكافحة الفساد، والتي شملت اعتقالات لأمراء ورجال أعمال ومسؤولين حكوميين.
ونقلت "ديلي ميل" في التقرير عن مصادر أن الأمير ابن سلمان قال إن الرئيس ترامب يدعم سيطرته على أرصدة المشتبه بهم.
وكان مايكل وولف قد كشف في كتابه "نار وغضب: في داخل بيت ترامب الأبيض" أن الرئيس ترامب تفاخر أنه وصهره قاما بانقلاب داخل القصر الملكي في الرياض وعينا رجلهما فيه.
والتقى محمد بن سلمان بصهر ترامب، جاريد كوشنر عدة مرات وظلا في واحد من اللقاءات حتى الفجر يتحدثان، وذلك قبل أيام من حملة الاعتقالات في 4 تشرين الثاني/نوفمبر 2017.
وكشفت الصحيفة أن ابن سلمان؛ الحاكم الفعلي الآن في السعودية تفاخر بالانقلاب الذي قام به في تشرين الثاني/نوفمبر، وأنه حظي بدعم من الرئيس ترامب.
وقال مصدر مقرب من ولي العهد السعودي أن ابن سلمان تفاخر بالعلاقة القريبة والدافئة مع الرئيس الأمريكي وصهره.
وقالت الصحيفة إن ما قالته المصادر يتطابق مع الشهادة من الداخل التي قدمها وولف في كتابه حول "إنقلاب" أمريكي لتنصيب ولي العهد بدلا من ولي العهد السابق الأمير محمد بن نايف.
وشملت حملة اعتقالات العام الماضي 11 أميرا؛ منهم أحد أثرى أثرياء العالم؛ الأمير الوليد بن طلال، واعتقلوا في فندق ريتز كارلتون في الرياض. ونقلت الصحيفة الشهر الماضي عن مصدر قوله إنهم تعرضوا للتعذيب.
وتريد الحكومة السعودية استعادة 100 مليار دولار منهم حيث تم التوصل مع عدد منهم إلى تسويات مقابل الحصول على حريتهم.
ورفض البيت الأبيض التعليق على ما ورد في تقرير الصحيفة رغم ما كشفه كتاب وولف عن علاقة جيدة بين الأمير السعودي وترامب، والذي قال "استطاع جاريد الحصول على دعم العرب الكامل لنا، وعقد صفقة."
وكتب وولف أن ابن سلمان البالغ من العمر 32 عاما صادق كوشنر، (37 عاما) بعد الانتخابات الأمريكية "وقدم نفسه لكوشنر على أنه رجله في السعودية".
وكان ابن سلمان في حينه نائبا لولي العهد، ولكنه كان أول زعيم مسلم يلتقي مع الرئيس ترامب في البيت الأبيض، وذلك في آذار/مارس 2017.
وقال وولف إن العلاقة بين فريق ترامب والأمير السعودي قويت بعدما اختار الرئيس الأمريكي السعودية كأول محطة خارجية له. وفي أثناء الاحتفال الباذخ الذي نظمته المملكة له؛ نُقلت زوجتي ترامب وكوشنر؛ ميلانيا وإيفانكا في عربات ذهبية، وكلفت حفلة الاستقبال لترامب 75 مليون دولار، وتمت بعيدا عن الكاميرات.
ووقّع الملك سلمان والرئيس ترامب صفقات أسلحة بقيمة 350 مليار دولار. وفي حزيران/يونيو عيّن الملك سلمان ابنه وليا للعهد بعدما عزل ابن أخيه الامير محمد بن نايف.
وقام كوشنر في تشرين الأول/أكتوبر بثالث زيارة سرية للمملكة. وقالت صحيفة "واشنطن بوست" إن ابن سلمان وكوشنر ظلا حتى الساعة الرابعة صباحا، وأمضيا عددا من الليالي، وهما يتحدثان، وذلك قبل أيام من حملة التطهير.
وقالت المصدر الذي نقلت عنه الصحيفة إن دعم ترامب للأمير لم يتوقف عند هذا الحد، بل وامتد لخططه المالية، مضيفة أن ترامب وافق على السماح للزعيم السعودي بمصادرة كل الحسابات الموجودة في البنوك الأمريكية للمسؤولين السعوديين، وتضم عقارات وشركات وطائرات خاصة ويخوت وأموال ضخمة واستثمارات طويلة الأمد.
وأضاف: "وعد ترامب محمد بن سلمان بأن يقوم البيت الأبيض بتقديم كل الدعم وتسهيل نقل الاموال والأرصدة على التراب الأمريكي، والتي تعود للأمراء مباشرة إلى السفارة السعودية في واشنطن."
وقال المصدر إن ترامب وضع شرطين على الدعم؛ الأول: وهو بقاء الأموال في الولايات المتحدة، وعدم نقلها إلى السعودية. أما الشرط الثاني فهو أن يتم تحويل الأموال بناء على توكيلات موقعة من الأمراء المعتقلين ووزارتي الخارجية والعدل السعوديتين، وأن توقع عليها بطريقة قانونية السفارة الأمريكية في الرياض.
ومن الأرصدة التي تريد السعودية السيطرة عليها تلك الخاصة بشركة المملكة القابضة التي يملك الأمير الوليد بن طلال نسبة 95% منها. وتملك المملكة القابضة حصصا كبيرة في شركات التكنولوجيا مثل "تويتر" و"ليفت" و"سنابشات" و"إيبي"، بالإضافة إلى حصص في سلسلة فنادق "فورسيزونز" و"سيتي غروب". ويملك الوليد يختا اشتراه من دونالد ترامب وطائرة بوينغ 747. وكان الأمير الوليد من النقاد الأشداء لترامب في أثناء الحملة الانتخابية. ونقل الوليد في الفترة الأخيرة من فندق الريتز إلى سجن الحائر، جنوبي الرياض والذي يستخدم لسجن المشتبه بهم في قضايا إرهاب.