البث المباشر
مؤتمر قادة الشرطة والأمن العرب يدعو إلى تحديث تشريعات مكافحة المخدرات التصنيعية الفيصلي يفوز على الرمثا ويبتعد بصدارة الدرع جريدة الأنباط … ذاكرة وطن وصوت الحقيقة الأرصاد العالمية: العام الماضي كان الأكثر حرارة على الإطلاق في الوطن العربي الاتحاد الأردني للكراتيه يكرّم المهندس أمجد عطية تقديرًا لدعم شركة محمد حسين عطية وشركاه لمسيرة اللعبة جنوب إفريقيا تنظم فعالية للترويج للمجلد الخامس من كتاب "شي جين بينغ: حوكمة الصين" العيسوي ينقل تمنيات الملك وولي العهد للنائب الخلايلة والمهندس الطراونة بالشفاء الشواربة يتسلم جائزة أفضل مدير بلدية في المدن العربية ضمن جائزة التميز الحكومي العربي 2025 شركة زين تطلق دليل إمكانية الوصول الشامل لتهيئة مبانيها ومرافقها للأشخاص ذوي الإعاقة مديرية الأمن العام تطلق خدمة “التدقيق الأمني للمركبات” عبر الرقم الموحد "117111" موهبة استثنائية .. جامعة روشستر في دبي تقبل طالبا بعمر 12 عامًا وزارة الصناعة والتجارة والتموين تفوز بجائزة التميز الحكومي العربي .. أفضل وزارة عربية خبراء بمنتدى القطاع غير الربحي: الذكاء الاصطناعي يقود استثمارات خيرية تتجاوز 10 مليارات دولار عالميًا المساعد للعمليات والتدريب يلتقي وفداً عسكرياً سعودياً الصداقة الأردنية الإسبانية في الأعيان تلتقي السفير الإسباني المساعد للعمليات والتدريب يلتقي وفداً عسكرياً سعودياً رئيس هيئة الأركان المشتركة يستقبل السفير القطري دوجان: الأردن ملتزم بحماية الاطفال من كافة أشكال الاستغلال الاقتصادي "الصناعة والتجارة" أفضل وزارة عربية رئيس الديوان الملكي يرعى إطلاق المرحلة الثانية للمبادرة الملكية لتمكين وتفعيل القطاع التعاوني

اليمن.. عندما تُهان صورة الرمز

اليمن عندما تُهان صورة الرمز
الأنباط -

 بلال العبويني

يبدو أن الحوثيين تعمدوا نشر صور وفيديو للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح بعد اغتياله وذلك لعدة أسباب أولها، لتأكيد مقتله ومنعا للتكهنات حول إن كان قتل أو أسر أو اختبأ أو غير ذلك، وثانيها لقتل صورة الرمز لدى أنصاره وتثبيط الروح المعنوية لديهم وهم يرون زعيمهم مضرجا بدمائه محمولا بغطاء نوم وعلى متن سيارة "بك أب".

صورة صالح وهو مقتول تشبه صورة الرئيس الليبي السابق معمر القذافي، الذي تعمد قاتلوه إظهار صورته على نحو مذل، وذلك لذات الغايات السابقة، وهي الغايات التي استمدها على ما يبدو قاتلو صالح والقذافي من الأمريكان الذين تعمدوا إظهار صورة الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين لحظة اعتقاله وبعد استشهاده.

الصور، التي انتشرت منافية لأبسط حقوق الإنسان في حقه بإظهاره على الصورة الحسنة والمعتادة لدى الناس قبل وفاته، لكن الحرب، بطبيعة الحال، لا تخضع لأي منطق، وبالتالي فإن نشر الصور على نطاق واسع والتمثيل بالجثث يدخل ضمن الاستثمار العسكري والسياسي في الحرب، وقد نجح ذلك في ليبيا، التي كان سقوط الرمز لدى أتباع القذافي بمثابة سقوط لمشروعهم ما أدى إلى تشتيت شملهم.

وكذا الحال بالنسبة للرئيس الشهيد صدام حسين، الذي أثرت صورته بعد اعتقاله على أنصاره، لكنها لم تصل إلى قتل الروح المعنوية لدى الكثيرين منهم بل على العكس حاولوا كثيرا تنظيم صفوفهم لقيادة المقاومة العسكرية المسلحة ضد الاحتلال الأمريكي.

وهذه الحالة، أيضا تعززت بعد الصور التي تم بثها بعد استشهاده، غير أنها أخذت منحى مختلفا، عندما أصبح العنوان في الحرب عنوانا طائفيا ضد الشيعة الذين استولوا على المناصب في العراق والذين ظهرت صورهم إلى جانب جثة الشهيد صدام حسين.

في اليمن، من المؤكد أن صورة علي عبدالله صالح، أثرت في نفوس كثيرين من أتباعه، بالمعنيين "تثبيط المعنوية" و"العزم على الانتقام"، غير أن العزم على الانتقام سيكون الطاغي للثأر لمقتل صالح الذي ينظر إليه أبناء عشيرته على أنه شيخهم ورمزهم، وكذا الحال بالنسبة لاتباعه في الجيش والحزب.

بالتالي، فإن الفترة المقبلة، وأظنها ستطول، ستكون صعبة جدا على اليمن عندما يكون العنوان حربا أهلية بين الحوثيين وغيرهم من قبائل اليمن الموالية لصالح، وغيرها ممن ستدخل الحرب على أرضية طائفية سنية، في مقابل الشيعة الحوثيين.

بث صور صالح، وإن أراد الحوثيون استثمارها لتثبيط الروح المعنوية لدى أنصار الرئيس السابق، إلا أنها ستكون الشرارة التي ستقود إلى بحر الدماء، الذي ليس بمقدور أحد التوقع بمتى يجف.

على كل، سيظل الخاسر الأوحد مما جرى ويجري في اليمن هم المدنيون وتحديدا الأطفال منهم الذين رسم مستقبلهم منذ اليوم الأول لبدء الحرب في اليمن عام 2014، بل ولعل مستقبل اليمنيين جميعا قد رسم قبل ذلك بكثير وهم الذين يرزحون تحت وطأة الفقر والعوز والتخلف في ظل دولة فاشلة وستظل كذلك إلى أجل غير معلوم.

من يتحمل المسؤولية؟ علي عبدالله صالح يتحمل المسؤولية بالدرجة الأولى وهو الذي حكم البلاد 33 عاما لم يستطع فيها تشكيل هوية حضرية للبلاد، ويتحمل المسؤولية بعد ذلك كافة الفرقاء اليمنيين منذ الانقسام إلى الوحدة إلى بروز جماعة الحوثي، ويتحمل المسؤولية كذلك كافة الدول التي ساهمت في العبث بأمن ومستقبل ومصير اليمن.//

© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير