زاوية سناء فارس شرعان
حزب الله ... منظمة ارهابية ... !!!
هذا ما خلص اليه وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم بالقاهرة يوم الاحد الماضي ما يجسد التناقض العربي في المواقف والآراء ازاء مختف الاحداث ... فالاجتماع الذي دعت اليه السعودية لمناقشة التدخلات الايرانية في شؤون الدول العربية بالاضافة الى ما تقوم به اذرعها في الوطن العربي كاد لبنان ان يتغيب عنه للاحراج الذي قد يحدث مع بعض الاطراف العربية لم يتسرب عنها ما يشير الى خلافات بين الدول المشاركة رغم المواقف المعلنة لبعض هذه الدول الرافضة لتوجيه ضربة لحزب الله بغية نزع سلاحه وتقليم اظافره.
فالدول المعادية لحزب الله والتي تصنفه منظمة ارهابية وتلك التي تعارض نزع سلاحه ومحاصرته واستخدام السلاح ضده وافقت علىالبيان الختامي للاجتماع الذي يصف الحزب بانه منظمة ارهابية ولم يعترض احد او يتحفظ على القرار باستثناء لبنان الذي لا يملك سوى التحفظ ... فلو وافق لبنان على البيان الختامي لدان نفسه واقنع العالم بمواقف الاطراف المعادية التي تطالب بتجريد حزب الله من سلاحه فعندها لن يستطيع ان يدافع عن مواقفه المتناقضة ... اما بقية الاطراف فالتزمت الصمت ووافقت على القرار الذي يدين التدخل الايراني بالشؤون العربية ويصف حزب الله بانه منظمة ارهابية ...
وفي حقيقة الأمر فانه لا يمكن انكار ان حزب الله احد اذرع ايران في الوطن العربي علما بان هذا الحزب لا علاقة له بالاحزاب سوى اسمه ... فالحزب عبارة عن حركة سياسية لها اهدافها ومنطلقاتها ولا علاقة لها بالسلاح او العمل العسكري خلافا للحزب المشار اليه الذي يضمن مجموعات مسلحة تحقق اهدافها من خلال العمليات العسكرية.
انشئ هذا الحزب في بداية الثمانينيات من القرن الماضي وضم اعضاء من الطائفة الشيعية في لبنان بتمويل وتدريب ودعم ايراني وذلك بهدف التصدي للاعتداءات الاسرائيلية على لبنان الذي كان يعيش حربا اهلية وفتنة طائفية بين المسلمين والمسيحيين وبين السنة والشيعة من المسلمين وكان مسرحا للمخابرات العالمية والاسرائيلية بعد الاجتماح الاسرائيلي لجنوبه ورحيل منظمة التحرير الفلسطينية الى تونس وقد حظي الحزب بتأييد شعبي لبنان وعربي في ضوء تصديه للاعتداءات الاسرائيلية وزادت الصواريخ التي اطلقها على اسرائيل من شعبيته التي بلغت الذروة خاصة وانه كان ينفذ عمليات باسم فلسطين ومن اجل تحريرها ...
وازدادت هذه الشعبية اللبنانية والعربية بعد ان تمكن من تحرير الجنوب اللبناني من الاحتلال الاسرائيلي فاضحى رمزا من رموز المقاومة التي تحلقت حوله واعلنت دول عربية دعمها للمقاومة وتبنيها لها ما ساعد على نشوء محول المقاومة.
الا ان هذا الدعم والتأييد قد خف وتدنى كثيرا بعد ان تحول الحزب الى سلاح بيد ايران تشهده تحقيقا لمصالحها ونشر نفوذها وقوتها في الوطن العربي بحيث اصبحت تهيمن على القرار في اربع عواصم عربية عندها تمزقت الهالة الشفافة التي تحيط بحزب الله بعد ان اتضحت تبعيته لايران وخاصة ان تسابق مع الميليشيات الايرانية الاخرى لحماية النظام السوري من غضب الشعب الهادف الى الاطاحة به واقامة نظام ديمقراطي على انقاضه.
والآن بعد قرار وزراء الخارجية العرب بان حزب الله منظمة ارهابية لا شك ان الخلافات العربية ترفض نزع سلاح الحزب رغم تأييد الغالبية العربية لهذا القرار ...