ثلاثة عناوين لمواجهة التغيرات المتسارعة في المنطقة. إيران وسورية الجديدة نائب الملك يشارك مرتبات قوات الملك عبدالله الثاني الخاصة الملكية مأدبة الإفطار الخلط بين الدين والإشخاص ... وزيرة التنمية الإجتماعية ترعى افتتاح الجلسة الحوارية مع جمعية إئتلاف البرلمانيات ولي العهد: أجواء رمضانية جميلة جمعتني بالزملاء الملكة: مادبا نموذج للتنوع والأصالة والجمال من القصر إلى الحدود: كيف تصنع القيادة الهاشمية والأجهزة الأمنية استثناءً أردنياً؟ الامن العام : الفيديو المتداول لحادث الدهس المفتعل قديم ومضى عليه اكثر من عامين تشكيل لجنة خماسية لتنفيذ الاتفاق بين الحكومة السورية وقسد "مبادرة" .. مهارات كيفية التعامل مع المجتمع ما بعد التخرج مدير الأمن العام يشارك مرتبات الدفاع المدني مأدبة الإفطار مجلس النواب يعتذر لموقع سرايا وللزميل الخالدي بسبب المشادة التي حصلت بين مندوبها العنانزة والنائب القباعي مندوبا عن الملك وولي العهد.. العيسوي يعزي عشيرتي البطوش والعدوان اللجنة المشتركة تواصل مناقشة تعديلات قانون شؤون المرأة 2024 " الاقتصاد النيابية" تقر مشروع القانون المعدل لقانون الجمارك لسنة 2025 أمانة عمان ووزارة الزراعة توقعان اتفاقية لتحريج الأراضي الجرداء ضمن حدود الامانة طالب عمان الأهلية الجعفري يفوز بفضية الدوري العالمي للكراتيه "هانغزو" 2025 الأردن يدعو مواطني ومقيمي دول مجلس التعاون الخليجي لاكتشاف روائع المواقع التراثية المصنّفة ضمن قائمة اليونسكو العيسوي: الأردن، بقيادة الملك، قصة تروى ورمزًا يحتذى

الموت المجاني في مستشفى "عين الباشا"

الموت المجاني في مستشفى عين الباشا
الأنباط -

الموت المجاني في مستشفى "عين الباشا"

وليد حسني

مات الشاب ثائر هكذا نتيجة اهمال طبي في مستشفى الأمير حسين في لواء عين الباشا..

مات امس الأول بعد أن ادخل الى المستشفى ليلة وفاته وهو يشكو من ارتفاع عال في درجة الحرارة وما يشبه الغيبوبة وكل ما تلقاه من كادر المستشفى إبقاءه في حالة انتظار ريثما يحضر  الأطباء في صباح اليوم التالي لينظروا في حالته الحرجة جدا.

الشاب ثائر في العشرينات من عمره مات داخل المستشفى الذي يصفه اهالي عين الباشا بـ"المسلخ "، أو "سرير الموتى "، ولم أصدق تلك التوصيفات حتى زرته الأسبوع الماضي مراجعا في طفلين لي وقد تحدثت عن قصتي مع المستشفى تلميحا لا تصريحا في مقالة لي الأسبوع الماضي.

هذا المستشفى الذي تبرعت الصين ببنائه وتجهيزه باحدث الأجهزة الطبية التي اختفت سريعا وتم نقلها الى أماكن اخرى مجهولة، لكن الأهم اختفاء الكوادر الطبية المدربة والمؤهلة التي تمتلك الخبرة والايمان برسالتها الطبية حتى تستطيع تقديم الحد الأدنى من المعالجة لمئات المرضى من المواطنين الذين يراجعون هذا المستشفى الذي يخدم أكثر من 350 الف مواطن في محيط لواء عين الباشا عدا عن المراجعين الآخرين من مناطق أخرى.

أدعو وزير الصحة لزيارة المستشفى ليرى بأم عينيه الحال التي يعيشها هذا المبنى، وحجم العذابات التي يتلقاها المرضى والمواطنون الذين يراجعونه ، وحجم الخدمات الطبية المتدنية والمتهالكة التي يتلقاها المرضى وتنعكس سلبا على العلاقة بين طاقم المستشفى الطبي والإداري مع المواطنين.

وقبل أن يذهب الوزير لزيارة هذا "المسلخ الطبي" عليه التعريج قليلا على المواطنين في اي مكان يختاره عشوائيا في لواء عين الباشا ليسألهم عن رأيهم في المستشفى، وسيسمع باذنيه ما لا يتوقعه أبدا.

الاف التجارب المؤلمة يختزنها اهالي لواء عين الباشا مع المستشفى الوحيد الذي يخدمهم في منطقتهم، تقابلها الاف القصص والحكايات المؤلمة والمبكية التي ولدت في رحم هذا المستشفى الذي يحتاج لقرار يستهدف تطويره ومعالجة الإختلالات التي يعاني منها إداريا وطبيا وعلاجيا.

المطلوب بكل بساطة تغيير المسارات السيئة في مستشفى كان ولم يزل حلم مئات الاف المواطنين في لواء عين الباشا، حتى إذا ما تحقق هذا الحلم، إذ به يتحول إلى كابوس مؤلم، وحلم مزعج أصبح جزءا من مآسي المواطنين بدلا من أن يكون حلا لمشاكلهم ولماسيهم ولإحتياجاتهم الطبية والعلاجية.

في لواء عين الباشا ثمة اتفاق شعبي لا يختلف عليه اثنان حين يكون الموضوع مستشفى الامير حسين، فقاعدة"الداخل مفقود والخارج مولود" تختزل كامل القصة هناك في مستشفى حديث جدا يفتقد لأدنى الحدود الممكنة لأية خبرات طبية قد يحتاجها مواطن يعاني من الانفلونزا.

هناك في لواء عين الباشا مستشفى بني حديثا قبيل بضع سنوات فقط وعلى احدث تصاميم بناء المستشفيات في العالم، لكنك حين تدخله تشعر وكأنك تدخل إلى أي مكان غير أن يكون مستشفى، وتلك مشكلة تقترب من المأساة وعلى وزارة الصحة ووزيرها التدخل لمعالجة كل ما يعانيه هذا المستشفى من مشكلات تبدا بدخوله وانت تعاني من الام رشح وانفلونزا، ولن تفاجأ أنت واهلك إذا خرجت منه ميتا وجثة قد تحتاج للتشريح لمعرفة سبب الوفاة الغامض..

هناك في مستشفى الامير حسين في لواء عين الباشا مشكلة في غاية الخطورة تحتاج فقط لحكمة وزير الصحة ومبادرته للتدخل الجراحي لمعالجة كل ما يعانيه المستشفى من أمراض إدارية وتقصير علاجي يصل الى حد الإهمال...

المشكلة أيضا..

ماذا سنقول لأم ثائر.. الشاب العشريني الذي مات وهو ينتظر قدوم الأطباء في صباح اليوم التالي..

يا أمه..

قتله الإنتظار.. فقط أطال ثائر الإنتظار قليلا..//

© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير