الجزائر: انطلاق أعمال الدورة الـ34 للجنة التنفيذية للاتحاد البرلماني العربي وزيرة الثقافة تنعى الشاعر زياد العناني الأمير علي يترأس اجتماع اللجنة التنفيذية لاتحاد عرب اسيا وزيرة الثقافة تنعى الشاعر زياد العناني اختتام دورة تدريب الكوادر البشرية بالمزار الشمالي أمين عمان يلتقي محافظ مدينة واسط العراقية  فصل مبرمج للتيار الكهربائي عن مناطق بلواء بني كنانة غدًا المواصفات والمقاييس تبحث التعاون مع ماليزيا رياديون من أورنج الأردن يطلعون على خبرات تكنولوجية عالمية امين عمان يلتقي محافظ محافظة واسط في العراق غزة: ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 35903 شهداء الاحتلال يحرم آلاف الجرحى ومرضى السرطان في غزة من العلاج نعم لنفتخر بعيد الإستقلال .. ثمانٍ وسبعون عاماً من الحُب والتضحية.. الرئيس الكازاخي يبعث برقية تهنئة لجلالة الملك بمناسبة عيد الاستقلال 78 صحيفة الأنباط تهنئ جلالة الملك والشعب الأردني بمناسبة عيد الإستقلال الاردنيون يبتجهون فرحا احتفالا بالاستقلال واليوبيل الفضي العضايلة يستقبل موفد الرئيس المصري للتهنئة بعيد الاستقلال رياديو أورنج الأردن يطلعون على الخبرات والتجارب الريادية والتكنولوجية العالمية في VivaTech 2024 26 شهيدًا بقصف الاحتلال الإسرائيلي مناطق في قطاع غزة الأونروا: النازحون في غزة أجبروا على الفرار 6 مرات
كتّاب الأنباط

جيلٌ من اللاطموحين .. دقوا نواقيس الخطر

{clean_title}
الأنباط -

جيلٌ من اللاطموحين .. دقوا نواقيس الخطر

 

بلال الذنيبات

  

 أثارت تصريحاتٌ منسوبة لدولةِ وزيرِ التربيةَ و التعليم الدكتور عُمر الرزاز  ، و التي قال فيها أن طلبتنا يعيشون بلا طموح .. بلا هدف ، زوبعةً في الصحن الإجتماعي المتقلقل دوماً "دائمُ القلق و الإستغراب" بحكم حقيقةٍ إجتماعية صاغها العلامة الدكتور حسين محادين و أسماها "ثقافةُ الفجأة" في المُجتمع.

ولكن إن الناظر لواقع شّبابنا اليوم يجدهم بلا هدف ، لا لشئ إلا لأن المؤسسات البنيوية في المجتمع فشلت في تأطير الشّباب ضمن بوتقات فكرية مربوطة بالواقع ، و تردي الواقع التنموي ، فتجدُ مثلاً شاباً تعلم منذ صغره أن الواسطه تحل كل شيء في طريقه ، أو أن في منطقة ما من هذا الوطن الجميل خيارات العمل و التكسب ضئيلة ، أو على مستوى المدرسة لا زالت ثقافة التنجيح التلقائي و حالات الإحباط المبثوثة إن بصورةٍ مُباشرة أو غير مُباشرة ، و التردي في التعليم و حالة الإنفصام بين التعليم بكافة مناحيه و أدواته و أساليبه و الواقع.

طالبنا اليوم يجد متعة بالتعلم من خلال المسلسل و الفيس بوك في حين لا زالت مدارسنا الحكومية تعلم بالطبشور و التلقين و الحفظ.

جلستُ مع فتاةٍ من الصف السابع و قالت لي أنها تشعر بالملل من الحفظ في حين أن كل العالم اليوم يتجه نحو التحليل و التفكير و تشغيل المخ و الذي لا نتعرض لهفي مدارسنا مع كل اسف.

في جلسةٍ نقاشية ذات يوم خرج علينا الاستاذ الدكتور حسين محادين و كنت حينها طالباً على مقاعد الدراسة الجامعية فوقف متجهماً مبتسماً كعادته و قال لنا فكروا بصوتٍ عالٍ أريد منكم أن تطرحوا سؤالاً غريباً عن شيء ما أي شيء و بعد أن ران الصمت حيناً عاد المحادين بخفي حنين.

إن تلك الحالة تترجم عدة حقائق يجب الوقوف عليها ، إذ أن طلابنا يدرسون كل أنواع الحفظ و يتنشئون على الرعب من الامتحان لأنه إمتحناتنا  "آحادية المصير" شئنا آم أبينا ، و أن طلابنا لا يفكرون و لا يحللون فكيف بهم يحلمون.

إن أبسط ما يحلم به الشاب اليوم خاصة تعيسي الحظ ، الحرية الاقتصادية و العمل الشريف النضيف و الذي لا يتعرض به الشاب للتجريح لكونه ساكن في مكانٍ ما و أن لا يبقى حبيس أفكار من قبيل "القاري و ** كذا واحد " و "مهما رحت وجيت غير رزقك ما بتحوش" ، و كذالك يعيش الطالب في المدرسة حبيسأفكار ثقافية راسخة كتلك التي أشرنا لها.

أو و هذه في المناطق النائية البعيدة عن المراكز السكانية المترفة خدماتياً "على الأقل" ، يعيش الطالب في ظروف معيشية صعبة جداً قد تركز في مخيلته أنه عليه أن يحصل على التوجيهي و لو راسب للعمل في الجيش "مع إحترامنا لكافة المؤسسات العسكرية و لكن نحن هنا بصدد تحليل مشاهدات يومية نراها و نسمعها".

إن تصوير البعض منا لبعض الأعمال و على تعددها كونها حل الاردني الراسب بالتوجيهي و حتي من تخرج من الجامعة "بفوت و بطلع الجامعة بنفس فكر طالب التوجيهي" و هذا حاصل و نراه و عشناه و سمعنا منه كثير.

إن هذه الاطروحات الفكرية بحاجة للوقوف عندها ، خاصة و أنها تعكس كم وافر من الخبر و التجارب لدي أنا إبن الثالثة و العشرين عاما و هذا يعني أنني أقرب "نوعاً ما" للشارع الشبابي.

و في المحصلة فإن تلكؤ المؤسسات البنيوية في المجتمع الاردني بالتعاطي الجاد و البعيد عن الطبطبة و التنظير و التمثيل و النخبوية مع قضايا الشباب سوف لن يحدث فرقاً و على تلك المؤسسات برمتها "إحلال" عقول قادرة على فهم الشّباب و إحداث نقلة نوعية في المجتمع.

وفي طبيعة الحال فإن جهود دولة وزير التربية و التعليم الدكتور عمر الرزاز جهود جيدة و ممتازة ، إلا أنها بحاجةٍ لخطة شمولية ثورية تقاد على مستوى كافة المؤسسات البنيوية إبتدائاً من الأُسرة إلى المدرسة و الجامعة و مراكز الشباب و الاعلام و المجتمع المدني الالكتروني و اللالكتروني.

كنت ذات يوم بحكم عملي لصحيفة الانباط في جلسة عامة و خرج علينا الضيف ، بمصيبة ، إذ قال أنه صادف شاباً بالثلاثين من عمره و ربما أكثر و بعد الكلام    بينهما قال له ذالك الشاب : يا زلمي انا نفسي احس حالي زلمي ، فسأله صاحبنا الضيف  مستغرباً ، فأجابه أنه بحاجة لكي يكون قادراً على توفير دخل خاص به من عمله بعيداً عن الاخذ المصروف من والده ليشعر أنه رجل!!

و يبقى مجتمعنا مستغربا أن شبابنا يعيشون بلا طموح ، الطموح يا سادة كلمة تعبيرية جميلة نكتبها و نقراها  و لكن "كغيرها"  لا نراها للأسف.

و في آخر الحديث ، أقول أن مجرد كلام الرزاز يبعث على الأمل ، إلا أن الكلام وحده يا دولة الوزير الطموح لا يكفي و كم آسعد بتغييرٍ للحال.