‏الحكومة السورية تبدأ مناقشات رسمية مع البنك الدولي حول منحة مالية تبلغ قيمتها 146 مليون دولار انقطاع مؤقت للإنارة خلال تدريبات النشامى في مسقط والأجواء الإيجابية تسيطر على المعسكر اختتام دورة مدربي السباحة “درجة ثالثة” في مدينة الحسين للشباب انتخاب الألمانية بيربوك رئيسة للجمعية العامة للأمم المتحدة "صحة الأعيان" تزور شركة دار الدواء للتنمية والاستثمار معنويات مرتفعة في معسكر المنتخب الوطني في مسقط توقيع مذكرة تفاهم بين القوات المسلحة وهيئة النزاهة انخفاض معدل البطالة بالمملكة في الربع الأول وثيقة نادرة لإعلان وفاة الشريف الحسين بن علي "الريادة النيابية" تزور وحدة مكافحة الجرائم الإلكترونية الملك يتقبل أوراق اعتماد عدد من السفراء انطلاقُ أعمال منتدى بلاد الشام والعراق في الجامعة الأردنيّة: سوريا الجديدة محور النقاش مندوبا عن الملك.. ولي العهد يرعى حفل تخريج دورة مرشحي الطيران شرعية القوة أم قوة الشرعية؟ هيئة تنشيط السياحة تنظّم ورشة عمل متنقلة في العراق لتعزيز التعاون السياحي الكلية الجامعية الوطنية للتكنولوجيا توقع مذكرة تفاهم وتعاون مع جمعية آفاق لدعم الطالب المحتاج والمتعثر التدخين لا يزال الشيء إلا بضده مندوبا عن الملك وولي العهد...العيسوي يعزي آل خزنة كاتبي "الأوقاف" تحدد موعد صلاة العيد وأماكن المصليات الشريدة يؤدي اليمين القانونية أمام الملك سفيرا لدى اليابان

جيلٌ من اللاطموحين .. دقوا نواقيس الخطر

جيلٌ من اللاطموحين  دقوا نواقيس الخطر
الأنباط -

جيلٌ من اللاطموحين .. دقوا نواقيس الخطر

 

بلال الذنيبات

  

 أثارت تصريحاتٌ منسوبة لدولةِ وزيرِ التربيةَ و التعليم الدكتور عُمر الرزاز  ، و التي قال فيها أن طلبتنا يعيشون بلا طموح .. بلا هدف ، زوبعةً في الصحن الإجتماعي المتقلقل دوماً "دائمُ القلق و الإستغراب" بحكم حقيقةٍ إجتماعية صاغها العلامة الدكتور حسين محادين و أسماها "ثقافةُ الفجأة" في المُجتمع.

ولكن إن الناظر لواقع شّبابنا اليوم يجدهم بلا هدف ، لا لشئ إلا لأن المؤسسات البنيوية في المجتمع فشلت في تأطير الشّباب ضمن بوتقات فكرية مربوطة بالواقع ، و تردي الواقع التنموي ، فتجدُ مثلاً شاباً تعلم منذ صغره أن الواسطه تحل كل شيء في طريقه ، أو أن في منطقة ما من هذا الوطن الجميل خيارات العمل و التكسب ضئيلة ، أو على مستوى المدرسة لا زالت ثقافة التنجيح التلقائي و حالات الإحباط المبثوثة إن بصورةٍ مُباشرة أو غير مُباشرة ، و التردي في التعليم و حالة الإنفصام بين التعليم بكافة مناحيه و أدواته و أساليبه و الواقع.

طالبنا اليوم يجد متعة بالتعلم من خلال المسلسل و الفيس بوك في حين لا زالت مدارسنا الحكومية تعلم بالطبشور و التلقين و الحفظ.

جلستُ مع فتاةٍ من الصف السابع و قالت لي أنها تشعر بالملل من الحفظ في حين أن كل العالم اليوم يتجه نحو التحليل و التفكير و تشغيل المخ و الذي لا نتعرض لهفي مدارسنا مع كل اسف.

في جلسةٍ نقاشية ذات يوم خرج علينا الاستاذ الدكتور حسين محادين و كنت حينها طالباً على مقاعد الدراسة الجامعية فوقف متجهماً مبتسماً كعادته و قال لنا فكروا بصوتٍ عالٍ أريد منكم أن تطرحوا سؤالاً غريباً عن شيء ما أي شيء و بعد أن ران الصمت حيناً عاد المحادين بخفي حنين.

إن تلك الحالة تترجم عدة حقائق يجب الوقوف عليها ، إذ أن طلابنا يدرسون كل أنواع الحفظ و يتنشئون على الرعب من الامتحان لأنه إمتحناتنا  "آحادية المصير" شئنا آم أبينا ، و أن طلابنا لا يفكرون و لا يحللون فكيف بهم يحلمون.

إن أبسط ما يحلم به الشاب اليوم خاصة تعيسي الحظ ، الحرية الاقتصادية و العمل الشريف النضيف و الذي لا يتعرض به الشاب للتجريح لكونه ساكن في مكانٍ ما و أن لا يبقى حبيس أفكار من قبيل "القاري و ** كذا واحد " و "مهما رحت وجيت غير رزقك ما بتحوش" ، و كذالك يعيش الطالب في المدرسة حبيسأفكار ثقافية راسخة كتلك التي أشرنا لها.

أو و هذه في المناطق النائية البعيدة عن المراكز السكانية المترفة خدماتياً "على الأقل" ، يعيش الطالب في ظروف معيشية صعبة جداً قد تركز في مخيلته أنه عليه أن يحصل على التوجيهي و لو راسب للعمل في الجيش "مع إحترامنا لكافة المؤسسات العسكرية و لكن نحن هنا بصدد تحليل مشاهدات يومية نراها و نسمعها".

إن تصوير البعض منا لبعض الأعمال و على تعددها كونها حل الاردني الراسب بالتوجيهي و حتي من تخرج من الجامعة "بفوت و بطلع الجامعة بنفس فكر طالب التوجيهي" و هذا حاصل و نراه و عشناه و سمعنا منه كثير.

إن هذه الاطروحات الفكرية بحاجة للوقوف عندها ، خاصة و أنها تعكس كم وافر من الخبر و التجارب لدي أنا إبن الثالثة و العشرين عاما و هذا يعني أنني أقرب "نوعاً ما" للشارع الشبابي.

و في المحصلة فإن تلكؤ المؤسسات البنيوية في المجتمع الاردني بالتعاطي الجاد و البعيد عن الطبطبة و التنظير و التمثيل و النخبوية مع قضايا الشباب سوف لن يحدث فرقاً و على تلك المؤسسات برمتها "إحلال" عقول قادرة على فهم الشّباب و إحداث نقلة نوعية في المجتمع.

وفي طبيعة الحال فإن جهود دولة وزير التربية و التعليم الدكتور عمر الرزاز جهود جيدة و ممتازة ، إلا أنها بحاجةٍ لخطة شمولية ثورية تقاد على مستوى كافة المؤسسات البنيوية إبتدائاً من الأُسرة إلى المدرسة و الجامعة و مراكز الشباب و الاعلام و المجتمع المدني الالكتروني و اللالكتروني.

كنت ذات يوم بحكم عملي لصحيفة الانباط في جلسة عامة و خرج علينا الضيف ، بمصيبة ، إذ قال أنه صادف شاباً بالثلاثين من عمره و ربما أكثر و بعد الكلام    بينهما قال له ذالك الشاب : يا زلمي انا نفسي احس حالي زلمي ، فسأله صاحبنا الضيف  مستغرباً ، فأجابه أنه بحاجة لكي يكون قادراً على توفير دخل خاص به من عمله بعيداً عن الاخذ المصروف من والده ليشعر أنه رجل!!

و يبقى مجتمعنا مستغربا أن شبابنا يعيشون بلا طموح ، الطموح يا سادة كلمة تعبيرية جميلة نكتبها و نقراها  و لكن "كغيرها"  لا نراها للأسف.

و في آخر الحديث ، أقول أن مجرد كلام الرزاز يبعث على الأمل ، إلا أن الكلام وحده يا دولة الوزير الطموح لا يكفي و كم آسعد بتغييرٍ للحال.

© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير