عمرو خصاونه يكتب: معاداة السامية بدأت في أوروبا و ليس في العالم العربي. اختتام أعمال مؤتمر "الفهم المشترك بين ضفّتيّ المتوسّط: مفاهيم، أفكار، ومدركات"، في "الأردنيّة" لاستعادة زبائنها.. ماكدونالدز تقوم بتغييرات هي الأكبر منذ سنوات ترمب يرشح الأردنية نشيوات لأعلى منصب طبي في الولايات المتحدة 120 شابًا يشاركون في تدريب متخصص للوقاية من العنف ضد النساء والفتيات إبراهيم ابو حويله يكتب :طريق السعادة... العيسوي يلتقي وفدا من أبناء عشيرة السلايطة الحكومة تقرِّر إعفاء السيَّارات الكهربائيَّة بنسبة 50% من الضَّريبة الخاصَّة حتى نهاية العام ولمرَّة واحدة فقط الدكتورة رنا الإمام من "هندسة الأردنيّة" تفوزُ بجائزة "الألكسو" للإبداع والابتكار في مجال الاقتصاد الأخضر على المستوى العربيّ أحمد الضرابعة يكتب :المجلس النيابي العشرون: من العمل الفردي المبعثر إلى العمل الجماعي المنظّم وزارة التعليم العالي والبحث العلمي تثمن جهود هيئة تنشيط السياحة في ملف استقطاب الطلبة الوافدين وزيرة التنمية الاجتماعية تلتقي مجموعة من القيادات الشبابية في الاردن وتونس 120 شهيدا في غزة خلال الساعات الـ48 الماضية زين تنظّم بطولتها للبادل بمشاركة 56 لاعباً ضمن 28 فريق وزيرة التنمية الاجتماعية ترعى افتتاح حملة الـ 16 يوم لجمعية النساء العربيات أورنج الأردن تختتم مشاركتها في النسخة العاشرة لمنتدى الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وزير الزراعة يطلع على تجهيزات مهرجان الزيتون الوطني الـ24 ضمان القروض تقدم ضمانات بقيمة 266 مليون دينار خلال التسعة أشهر الأولى من العام الحالي 1515 طن خضار وفواكه ترد لسوق إربد المركزي اليوم وزير الشباب: تعزيز برامج الريادة والابتكار ومهارات وظائف المستقبل

تيسير سبول.. الطفيلي الذي أتعبنا

تيسير سبول الطفيلي الذي أتعبنا
الأنباط -

 

تيسير سبول.. الطفيلي الذي أتعبنا

وليد حسني

 

نعم.. اتعبنا...

ومن مثل تيسير سبول يمكن ان يتعبنا، ذاك الأردني الجنوبي الذي ولد في الطفيلة سنة 1939 وانهى حياته برصاصة في الرأس في الخامس عشر من شهر تشرين الثاني سنة 1973، بعد مرض وحيرة وتردد ورفض للواقع.

كذا كان سبول منذ بواكيره، يشتد الحزن به حتى يفيض، ولا يجد غير ما يجده المبدع عادة في اللغة والكلام، حتى إذا ما ضاقت اللغة عليه، واحكم الزمان قبضته على تفاصيل حياته آثر "أبو عتبه" النهايات المفجعة، فاختار الإنتحار على الإستمرار في حياة بدت عليه أضيق من ان يحتملها.

حتى اليوم لا يبدو هذا الطفيلي الجنوبي يستكين للنسيان، ثمة حضور يدفع به دفعا كلما حلت ذكراه، وكلما لاح برق جنوبي فلا بد وأن يحمل منه عبقا، أو بضع رائحة، او تذكار كلام..

ولا يبدو نتاج تيسير سبول الأدبي "شعرا وقصة" بالنتاج الضخم الكبير الذي يمكن ان يشكل حصادا كبيرا للغوص فيه تفكيكا وبناء ، إلا ان ما منح سبول كل هذا الحضور هو مصداقيته المطلقة، وتماهيه  المفتوح بين كونه اديبا وبين كونه إنسانا، فقد زاوج سبول بين ما كتبه وما عاشه، وهذه الخاصية إن توافرت في كاتب فعليك تصديقه واتباعه إلى آخر مدى يذهب بك اليه.

إن السر في إستمرار تيسير سبول بيننا هو كونه لم يتزور، ولم يعش بوجهين، ولم يمارس حياته الطبيعية البسيطة وكأنه يعيشها في دور تمثيلي على مسرح أمام المتفرجين، بل على خلاف ذلك كله ظل تيسير سبول وفيا تماما ليومه المعاشي البسيط ولمواقفه السياسية والوطنية والثقافية والفكرية، ولذلك ظل حيا بوجه واحد، وبهوية واحدة، لم يكذب ولم يعش حالة الإنفصام الثقافي والحياتي التي يصاب فيها بعض مثقفينا هذا الأوان.

ذهب تيسير سبول الى بيروت ملتحقا بالجامعة الأمريكية إلا ان جو الجامعة وتفاصيلها لم ترق له، فتركها الى جامعة دمشق ليتخصص في دراسة القانون ويتخرج منها، بدا وكأنه ينحو نحو أبناء جيله بدراسة القانون في جامعة دمشق لأنها الطريقة الأسهل لتأمين وظيفة حكومية حين عودته. الى عمان.

لم يبن تيسير سبول أية علاقة ايجابية مع هزيمة 1967 بدا من اكثر المثقفين الأردنيين تأثرا بتلك الهزيمة الفاجعة، حاول هضم نتائجها، وحاول التوافق مع ما تلتها من أيام وسنوات، ولم يستطع" هزيمة.. ليست هزيمة بل شيء آخر"، كذا قال عربي في "أنت منذ اليوم"، وظل سبول يعيش في قلب تداعيات حرب حزيران، وظل خلالها  يخسر امنه النفسي وامنه الصحي، حتى إذا ما تكشفت حرب تشرين اكتوبر سنة 1973 عما تكشفت عنه وجلوس المصريين مع الإسرائيلين في خيمة الكيلو 101 حتى كان تيسير سبول قد وصل الى حد الإشباع من كل ما كان يغرق فيه، فانهى حياته وكأن "عربي" بطل روايته "أنت منذ اليوم" لا يزال يسأل" شعب نحن ام حشية قش؟؟" ويغرق في البكاء، بينما آثر سبول الخروج من حالة " عربي" ووضع نهاية لكل تلك العذابات..

هذه العجالة لإستذكار هذا الطفيلي الذي اتعبنا حبا وفقدا فقط، ولا أريد التأشير إلى واجب رابطة الكتاب الأردنيين في استذكار الرجل، ولا وزارة الثقافة ولا  تذكير أنفسنا، فقصة الراحل تيسير سبول هذا الأردني المبدع لم تفتح على مصراعيها بعد بالرغم من مرور 44 سنة على رحيله..

نعم هذا الطفيلي أتعبنا...//

© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير