تربية معان تنفذ صيانة لمدارسها استعدادًا للعام الدراسي الجديد أيلة تواصل دعمها لقطاع التعليم في العقبة بحملة "العودة إلى المدارس" "حضور مجتمعي لافت… وقطار وحدة التيار الديمقراطي ينطلق" القطبية وضمور الديموقراطية المياه : ضبط اعتداء قطر 8 انش في مناطق جنوب عمان المنطقة العسكرية الشرقية تحبط محاولة تهريب بواسطة بالونات حالة الطقس المتوقعة لاربعة ايام 120 زيارة تفتيشية للتأكد من الإلتزام بقرار وزير العمل بخصوص تنظيم ساعات العمل خلال موجة الحر تقديم طلبات الالتحاق في كليات المجتمع لمرحلة الدبلوم اليوم بقيمة 22 مليون تقريبا... صرف رديات ضريبة الدخل لعام 2023 وما قبل "الجمارك" تضبط نصف مليون حبة كبتاغون في مركز الكرامة الإعلان عن إطلاق مشروع "JoCanB-Safe" لتعزيز السلامة الرقمية وحقوق الطفل في الأردن 12 شهيدا جراء القصف الاسرائيلي المتواصل على قطاع غزة 2298 طنا من الخضار والفواكه ترد للسوق المركزي اليوم بدء تراجع الموجة الحارة الجمعة وانحسارها السبت البنك العربي يطلق حملة ترويجية خاصة لعملاء برنامج "عبر الحدود" فريق طبي مصري يستخرج هاتفا من معدة مريض (صور) الفول السوداني غير المملح.. سلاحك ضد الشيخوخة والأمراض المزمنة قهوتنا الصباحية مع دولة الرئيس الشر في العناوين وليس في التفاصيل.

الهدف شعوراً بالقيمة والإنسان بلا هدف إنسان بلا قيمة....!

الهدف شعوراً بالقيمة والإنسان بلا هدف إنسان بلا قيمة
الأنباط -
بقلم: المحامي محمد أحمد الرشايدة/ مدينة الكرك 
إن الإنسان مخلوق بشري مكرم ربانياً، وبالتالي يملك دائماً طاقة القوة لتحقيق الاشياء بغض النظر عن ماهيتها، سواء أكانت أهداف أو أشياء أخرى، لكن السؤال كيف يتحقق الهدف والنجاح البشري بدعم العرش الرباني....؟
إن كل إنسان يملك محرك طاقة داخلي وهو مصدر طاقة إرادة تحقيق النجاحات البشرية الهائلة التي لا تعد أو تحصى، لكنه في سبيل تشغيله يحتاج إلى مصدر طاقة رئيسي وهي الطاقة الربانية التي تمد المحرك قوة التحقيق فالعبد حين يطلب القوة من الله، فيقول الله أبشر فإنني لعبدي ولعبدي ما طلب فيعطيك الله القوة الربانية من أجل تشغيل المحرك، فيتم تشغيله ومنها تحقق أهدافك في تلك الحياة المؤقتة، ولكن دون الطاقة الإلهية لن تستطيع أن تحقق شيء ولو بمحض البسيطة...!
ثم يأتي النجاح الأول مقروناً بأسباب ربانية فيقوم العبد محاولاً صنع نجاح جديد فيقدم الطلب لرب العالمين بأن يمده بمصدر طاقة إضافية، ومن رحمته يصنع لك محرك جديد معزز لنجاحات جديدة ، فيقول الله لعبده بقدر ما يسعى عبدي أعطيه المزيد من الطاقة، ولكن اطلب دائما مصدر الطاقة ولي ولا تجعله مع غيري لأن لا أحد غيري في الكون لأني أنا الله ولا إله غيري، ومحاولة جعلك طاقتك من إله آخر فأنت خسرت الحياة الدنيا والآخرة لأنك تجعلي لي شريك ولا يوجد لي شريك فأنا الله وحدي، وتستمر عملية الطلب من الله في صورة السعر المستمر، وفي كل نجاح لك يصنع الله لك محرك جديد تسعى به لنجاح جديد سواء مهني أو علمي أو عملي أو اجتماعي أو مالي وكلها محركات ربانيه تملكها بقدر ما تسعى، أما القرآن فله في ذلك دلالات النجاح فيقول الله "إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا" ويقول عز وجل في كتابه: "اجيب دعوة الداعي" لكن لمن آمن بي وجعله أهم أساس تحقيق النجاحات...!
فالهدف شعوراً بالقيمة والإنسان بلا هدف إنسان بلا قيمة فعلى الإنسان أن يدرك أن وقت انشغاله نعمة، وأن تعبه المثمر نعمة، وكل دقيقة يقضيها على نفسك وعقلك وقلبك، هي استثمار مؤجل لو لم يرى النتائج الآن فالنفس تميل لراحتها، ولا تعلم أنها ترتاح بالتعب، حيث كل دفتر يكتب و قلم يجف، وكتاب يقرأ، وحقيبة تحمل، كل هذا يشهد لك، كله ذات يوم يرفعك.
ولذلك على الإنسان أن يتذكر أن الناس لن تقف معكك حين تبدأ عمل جديد، وأنت تدرس، أو تأسس لخططك وأهدافك، لأن الناس تأتي لتهنى وتبارك أو قد تتواسط عندك وتتفاخر بمعرفتك، عليك بتلك النجاح وإثبات نجاحك بينهم حين تكون تلك الطاقة البشرية متصلة بالطاقة الربانية فقط.
ومن هنا أتذكر عندما كنت في مرحلة الثانوية العامة عام 2018 كثير من الناس راهنت على فشلي، وكثير منهم أخبروني شفاهة بأنني لن أن أنجح ولا حتى يمكنني تأسس نفسي ولن أنتج إلا الرسوب والفشل!
فكثيراً ما يمر الإنسان بمحطات تجعله في مواقف لا يعرف أيهما يختار طريق النجاح الصعب، أم طريق الفشل السهل..! وفي عام سابق أنعم الله علينا الثبات بأن دخلنا طريق النجاح وعبثنابه، لكننا بنعيم الخالق وجدنا أنفسنا نسلكه بعناية بواسطة خطة مرسومة منذ براءة الطفولة..! حيث العام التاسع عشر في جامعة مؤته ثم العام الواحد والعشرين سنة تخرجي بثلاث سنوات من جامعة مؤته، وما لبثت العام ذاته إلا أن وجدنا أنفسنا نكمل دراستنا ونتفرع في محيطها الأكاديمي وأبحرنا مع أمواجها..!
ففي العام الثالث والعشرين أنهيت دراسة الماجستير بتفوق أخرجت رسالتي العلمية الإنسانية إلى الوجود والتي بفضل خالق مؤلفها نوقشت دون أن يرد لها تعديلات رغم وقت لم يعبر السنة ونصفها.!
ولأني مؤمن ايمان تام أن الوقت هو أثمن فترة لديك لتصنع عقلاً مختلفاً وشخصية قادرة على إنتاج أهداف نابضة بالفلاح، وأفضل فرصة لتتعلم فن صناعة الإنسان وتلملم شتات شخصيتك وترمم عيوبك لكي لا يعيد التاريخ الخطأ نفسه..! ولأن حياتنا هي مجموعة من قصة كبيرة مكونة من قصص أصغر، وقصصك جميعها، كبيرها وصغيرها، المهم منها والأقل أهمية؛ أن تكون البطل فيها وليس أحد سواك كان علي أن اصنع لإسمي إسماً بين تلك الكفاءات طلابية وعلمية، لامعاً ومتألقاً، وأوصل صوتي للسماوات السبع ليسمعني الرب وأنا ادعوه في ليالي فجرية ماطره...!
حيث هناك في معابد العلم، وفي تجاويف النظريات تصارعت معها وكأنه صراع حياة أو موت أمام قيصر..! كان علي أن اهتف دوماً على أبواب المجد، وأن أرسم خيالي، وانظر من الأعلى لأشاهد ميلادي واستنشق الهواء النقي ليزفر أحلامي وطموحاتي، كان علي أن يكون نشاطي كإعصار لا أمامه حدود ولا تمنعه سدود، مثل بركان لا يستثني سهول ولا صخور، يقول دائماً الفشل والنجاح خيار، الحق والباطل خيار وإلا ما نفع الانبياء! كانت تلك الرغبة المستغلة بأن أقدمت على تلك الخطوة الجريئة بالتعب والاجتهاد طموحاً ورغبة لدراسة الدكتوراه في هارفارد!
وعلى الصعيد الشخصي فإن الله إذا أحب عبداً ابتلاه.. فله الحمد أنني ابتليت لكن بفضله عوفيت من علاقات تحمل سم بشري نثره يعدم إنسانية المجتمعات...! ثم فلسفة الإنسان تأتيني عبثاً بسبق إصرار وترصد لتسألني كيف للكائن للبشري أن يكون إنسان دون أن يقدم للناس إنسانية! فأجبتها بأنني خلال العام السابق قدمت محاولات إنسانية جادة محاولاً لإيجاد اجابات لسؤالها، أما ديسمبر به تنتهي أحلام وتبدأ به أحلام...! فلقد أكرمنا الله بأحلام صغيره بدأت بأول خير العام وأنجزت وانتهت بانتهائه، ثم تبدأ رحلك أحلامك في كل عام.. والسلام على رحلة توفيق من عام لعام...!
نصيحتي لكل شاب لا تتوقف، ولا تخاف، تجاهل، وأكمل حلمك مهما كنت طبيب محامي، معلم، أنجز ما خططت لمشروعك وكمله بواقعك، واياك من الاحباط اياك اياك اياك فاقرأ، وادرس، واتعب لذاتك لا للناس، بل لغاية أن تكون فعال ولك وجودك بالمجتمع وبذات الوقت قدس نفسك، وقدس عملك، آمن بنفسك، ستصل وستكون بالمكان والمكانة التي حلمت يوماً أنك تجلس فيها، يكفي يا عزيزي أن الله معك! وما اقوله لك ليس تنظير، بل لأن تكون حقيقي وستنظر بعينك بعد عدة أسابيع أو أشهر أو سنوات لذلك النجاح ثق تماماً أن عملك شهادتك ستحكى عنك، المهم لا تتوقف ولا تيأس، أو تتردد، ضع نفسك أمام قرار الرقم واحد من صفاتك
عليك اليوم أن تسيطر لنفسك بداية الأحلام بدم الصبر والاجتهاد، وأن تتذكر أن اليوم هو بداية خطوة ألف عام، خطوة الانتصار وعالم الأحلام، لكن عليك أن تتذكر أن الله قد يغلق لك باباً لأنه يعلم أن ليس فيه خير لك، ولكنه سيترك لك باب آخر أفضل وأكثر خيراً منه، فلقد صدق من قال بعض الاحيان ما قد تحبط منه يكون رسالة إلهية، لتجنبك الاحباط الحقيقي! حيث القدرة على تجاهل محيطات الصعاب وإيماني الكبير بقدرة الإنسان على الوصول هو أحد مقومات ومرتكزات تحقيق مطلوبك..!
لأن الإيمان بالله لن يخذلك، بل يرسم لك مفاتيح نجاح خطتك الحقيقية للوصول، والعبرة ليست بالركض بل بالاتجاه والإيمان بالله طريقك لتحقيق أي تريد أن تكون وجهتك، هذا الإيمان من يعزز لك الامكانية وطاقة الوصول، ثم الإيمان يحقق لك صوتك وايمانك الداخلي بقدرتك، فقط عليك أن تحدد ما تريد وأين تريد أن تكون وجهتك، ثم ثق بالله فقط وبقدرتك تأكد أنك ستصل ولو تأخرت لكن العبرة أنك تحقق مطلوبك..!
ولتتذكر أيضاً أنك كلما ارتقيت في سلم المكانة الاجتماعية واقتربت من التميز في حياتك، كلما فقدت عدد من الأصدقاء وأصبحت أكثر عزلة أحيانا يحبك الناس عندما تكون عادياً، لأن ذلك يجعلهم يشعرون بالارتياح. ولكن عندما تسعى وراء التفوق، فإن ذلك يزعجهم، لذا كن مستعداً لفقدان بعض الأشخاص خلال رحلتك في الحياة. صدق نيتشه حين قال: «الجيد لا يكون مستساغاً عندما لا نكون في مستواه» وكل شيء يأتي في الوقت الذي يراه الله مناسبا لنا وهو بحد ذاته الوقت الذي تجهله محدودية بصيرتنا

بقلم: المحامي محمد أحمد الرشايدة/ مدينة الكرك✏️
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير