البث المباشر
رئيس جامعة عمان الأهلية يتسلم راية المهرجان التكنولوجي الوطني لعام 2026 الفيصلي يعين أبو هنطش مدربا عاما لفريق كرة القدم الهيئة الخيرية الهاشمية: يتم التركيز في إرسال المساعدات على مناطق شمال قطاع غزة جيش الاحتلال يُنفذ مُناورة تحاكي تعاملاً مع غزو واسع قادم من سوريا الدكتور المهندس مصطفى عواد الخوالدة مبروك الترقية إلى رتبة أستاذ مشارك "التربية" تنظم ورشة لتعزيز التعليم المهني في الجنوب قرارات مجلس الوزراء "حكاية لونا "يعيد الدراما الأردنية إلى صدارة المشهد العربي تهنئة بمناسبة الترقية الأكاديمية الجامعة الأردنيّة وجامعة كركوك العراقية تبحثان التعاون الأكاديميّ والعلميّ ‏الصين تكمل بناء "طريق سريع للطاقة" حول صحراء شينجيانغ الجنوبية العيسوي: قوة الأردن بقيادته الهاشمية ووحدة شعبه وثبات مواقفه الدفاع المدني يحصل على جائزة القمة العالمية لمجتمع المعلومات (wsis prizes) عن مشروع التيلي ميدسن (telemedicne) "الفوسفات الأردنية" تدشّن مركز إسعاف وطوارئ متطور في المجمع الصناعي بالعقبة ضمن مسؤوليتها المجتمعية رعاية استراتيجية من أورنج الأردن لمعرضي التوظيف في الجامعة الأردنية والهاشمية "التربية" تعلن التقويم الدراسي للعام 2025-2026 وزير المياه والري يستقبل نائب السفير الأمريكي لدى المملكة الضمان الاجتماعي توضح شروط عودة الأردني المتقاعد مبكراً للعمل صندوق دعم البحث العلمي والتطوير في الصناعة يطلق الجولة الثالثة من برنامج الأمن الغذائي لعام 2025 الذكاء الاصطناعي والخصوصية في التطبيقات الحكومية

مَنْ لا يَملِكُ رأسًا، لا يحتاجُ إلى قُبَّعة

مَنْ لا يَملِكُ رأسًا، لا يحتاجُ إلى قُبَّعة
الأنباط -
الدكتور محمود المساد
إن وجود الرأس، يعني بلا شك وجود العقل الذي تراكمت المعرفة به، بما تشتمل عليه من خبرات، ومهارات، واتجاها.ت، وقيم، قادت صاحبها في الغالب إلى قرارات حكيمة، وأشعرته برجولة، وقبول، واعتزاز، بدرجات متفاوتة من شخص لآخر. وفي حال غياب الرأس، يفقد الشخص، أو المجموعة طواعية العقل، والرجولة، والاحترام، مؤثِرًا عليها العار، والخنوع،  وفقدان ماء الوجه؛ مع إيهام الآخرين بأنه يفضّل الموت السريريّ إلى حين.
وللتوضيح، فإن هذه المصطلحات  الاجتماعية مثل:" ماء الوجه " تدل على حالة الفرد، أو المجتمع الانفعالية، ودرجة إحساسه بقيمة الرفعة، والاتساق مع قيم المجتمع الإيجابية التي هو عليها. ووفقا لهذه الدرجة ينتزع من الآخر فردا كان، أو جماعة، الاحترام، والتبجيل، أو عكس ذلك.
 وفي تقاليد بعض المجتمعات وعاداتهم، فإن تعبير «حفظ ماء الوجه» يعني القيام بعمل ما لتصحيح خطأ، أصاب الشخص، أو المجتمع في شرفه، أو في منزلته الاجتماعية.
كما تدل قيمة" العار " على أنها حالة الفرد، أو المجتمع الانفعالية التي يشعر معها بالخزي، أو الإحراج الشديد بسبب فعل، أو  أو صفة معينة يعدّها المجتمع، أو الشخص نفسه سلبية، أو غير مقبولة؛ لشعور بالدونية والضعف، فغالبًا ما يرتبط ذلك بفقدان الاحترام الذاتي، أو احترام الآخرين، وقد يؤدي إلى الانسحاب الاجتماعي، أو محاولة إخفاء الفعل، أو الصفة المسببة للعار.
وحقيقة، فأنا أغرق يوميا في المراجعة الفكرية لهذه المفاهيم، وأتحسس حالتي الانفعالية المخيّبة للآمال، وأستمع لحالة الآخرين في مجتمعي، وأتعجب من حالة التشابه المفزعة، حينها أتذكر مضامين الآية الكريمة،
"حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَىٰ وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ" صدق الله العظيم. حينها أدركت ماذا علينا أن نفعل…."وليس هناك بمقدورنا غير ذلك، فنحن في حالة "الموت السريري"!!! وعندها أيقنت وقلت بصوت خافت من أعماق قلبي: الحمد لله الذي لا يُحمَد على مكروه سواه.
لا تلوموني يا أصدقائي ، فوالله أنني أشعر بالخجل، وأنا أتحدث عن نفسي لنفسي، وأتوارى عن الناس لكي لا يفضحني بَوحي، وبتُّ أميل لوحدتي وهمّي، مع يقيني التام أن كل الصادقين يشعرون، ويعيشون مع أنفسهم مثلي. لكن أيها الصحب دعونا نعتذر من مجتمع النمل الذي احتمى من جنود سليمان عليه السلام، مع رقة أولئك الجنود الذين قد يدوسون النمل من دون أن يشعروا، فكيف بنا ونحن من يُداسون بالبساطير التي  تؤلم رقابنا، وتسدّ أفواهنا عن الكلام،  وتمنع أنوفنا من الشمّ، من دون أن ننبس ببنت شفه. نحن حقا نستحق الشفقة!!!
أيها السادة والسيدات، مَنْ لا يَملِكُ رأسًا، لا يحتاجُ إلى قُبَّعة!!!
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير