البث المباشر
شي وماكرون يلتقيان الصحافة بشكل مشترك "مساواة" تطلق رؤية رقمية لتمكين الحرفيات العربيات من قلب المغرب غرف الصناعة تهنىء بفوز "الصناعة والتجارة والتموين" بجائزة أفضل وزارة عربية المنطقة العسكرية الشمالية تحبط محاولة تسلل على إحدى واجهاتها الحدودية المنطقة العسكرية الجنوبية تحبط محاولة تهريب مواد مخدرة بواسطة طائرة مسيرة الجيش يطبق قواعد الاشتباك ويُحبط محاولة تسلل ندوة في اتحاد الكتّاب الأردنيين تعاين ظاهرة العنف ضد المرأة وتطرح رؤى وسياسات جديدة لحمايتها بيان صادر عن المؤسسة العامة للغذاء والدواء الأرصاد تحذر: تقلبات في الطقس نهاية الأسبوع.. التفاصيل استقرار أسعار الذهب عالميا أجواء لطيفة اليوم وغير مستقرة غدا مؤتمر قادة الشرطة والأمن العرب يدعو إلى تحديث تشريعات مكافحة المخدرات التصنيعية الفيصلي يفوز على الرمثا ويبتعد بصدارة الدرع جريدة الأنباط … ذاكرة وطن وصوت الحقيقة الأرصاد العالمية: العام الماضي كان الأكثر حرارة على الإطلاق في الوطن العربي الاتحاد الأردني للكراتيه يكرّم المهندس أمجد عطية تقديرًا لدعم شركة محمد حسين عطية وشركاه لمسيرة اللعبة جنوب إفريقيا تنظم فعالية للترويج للمجلد الخامس من كتاب "شي جين بينغ: حوكمة الصين" العيسوي ينقل تمنيات الملك وولي العهد للنائب الخلايلة والمهندس الطراونة بالشفاء الشواربة يتسلم جائزة أفضل مدير بلدية في المدن العربية ضمن جائزة التميز الحكومي العربي 2025 شركة زين تطلق دليل إمكانية الوصول الشامل لتهيئة مبانيها ومرافقها للأشخاص ذوي الإعاقة

حسام الحوراني يكتب :قطاع الصناعات الغذائية والتموينية وثورة الذكاء

حسام الحوراني يكتب قطاع الصناعات الغذائية والتموينية وثورة الذكاء
الأنباط -
قطاع الصناعات الغذائية والتموينية وثورة الذكاء الاصطناعي وحواسيب الكم
حسام الحوراني خبير الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي
اليوم، أصبح من الممكن التنبؤ باحتياجات السوق بدقة غير مسبوقة، تقليل الهدر الغذائي إلى أدنى حد، وتصميم منتجات غذائية مخصصة لتلبية الاحتياجات الصحية والغذائية لكل فرد. الابتكارات التكنولوجية باتت شريكاً أساسياً في تحقيق استدامة الإنتاج الغذائي، وضمان أعلى معايير الجودة، وخفض التكاليف بشكل ملحوظ.
هذا ليس خيالاً أو طموحاً بعيداً، بل هو واقع يعيشه قطاع الصناعات الغذائية والتموينية في الدول المتقدمة الآن، بفضل تقنيات الذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمية. هذه التقنيات ليست مجرد أدوات إضافية، بل هي محركات أساسية لإعادة تشكيل الصناعة بأكملها، مما يجعلها أكثر كفاءة واستدامة وقادرة على تلبية متطلبات المستقبل.
قطاع الصناعات الغذائية والتموينية الأردني، الذي يشكل ركيزة اقتصادية حيوية ويوفر منتجاته لملايين المستهلكين محلياً وإقليمياً، أمام فرصة ذهبية لإحداث تحول جذري يجعله في طليعة الأسواق العالمية. الذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمية ليسا مجرد تقنيات، بل أدوات ثورية يمكن أن تعيد تعريف أساليب الإنتاج، التوزيع، وتسويق الأغذية بما يلبي تطلعات المستهلكين ويتفوق على المنافسة.
الذكاء الاصطناعي يمتلك القدرة على تحليل كميات ضخمة من البيانات، مثل اتجاهات المستهلكين، أنماط الشراء الموسمية، ومعدلات استهلاك المواد الخام. من خلال هذه التحليلات، يمكن للشركات اتخاذ قرارات أكثر دقة وسرعة، مثل توقع الطلب على المنتجات، تحسين خطوط الإنتاج، وضمان توفر السلع في الأسواق في الوقت المناسب. على سبيل المثال، يمكن لأنظمة الذكاء الاصطناعي أن تساعد في تصميم وصفات جديدة للمنتجات الغذائية، تراعي القيمة الغذائية والجودة العالية، مع تلبية متطلبات السوق المتغيرة باستمرار.
أما الحوسبة الكمية، فهي تفتح أبواباً لم يكن من الممكن تصورها من قبل. هذه التقنية تستطيع تحليل التفاعلات الكيميائية في المكونات الغذائية على مستوى غير مسبوق من التفاصيل، مما يساعد الشركات على تحسين طعم المنتجات وقيمتها الغذائية بشكل علمي. تخيل إمكانية تطوير مواد حافظة طبيعية جديدة تزيد من عمر المنتجات الغذائية دون التأثير على جودتها. أو تصور ابتكار بدائل غذائية أكثر استدامة، مثل البروتين النباتي أو المنتجات الخالية من مسببات الحساسية، باستخدام المحاكاة الكمية.
ولكن الابتكار في قطاع الصناعات الغذائية لا يعني فقط تحسين الكفاءة أو إطلاق منتجات جديدة، بل يعني أيضاً مواجهة التحديات المتزايدة، مثل الاستدامة وتقليل الهدر الغذائي. في الوقت الذي تتفاقم فيه مشكلة الهدر الغذائي على مستوى العالم، يمكن لتقنيات الذكاء الاصطناعي أن تقدم حلولاً ذكية، مثل تحسين إدارة المخزون وتقليل الفائض من الإنتاج. كما يمكن للحوسبة الكمية أن تسهم في تطوير تقنيات تخزين جديدة تزيد من فترة صلاحية المنتجات مع الحفاظ على جودتها.
على الشركات الأردنية أن تدرك أن النجاح في السوق لم يعد يقتصر على خفض التكاليف أو تقديم المنتجات التقليدية. المنافسة اليوم هي في الإبداع والابتكار. المستهلكون يبحثون عن منتجات مبتكرة وصحية ومستدامة، ومن لا يستطيع تلبية هذه التطلعات سيجد نفسه متأخراً عن الركب.
لتنفيذ هذا التحول، تحتاج الشركات إلى الاستثمار في البحث والتطوير، وبناء شراكات استراتيجية مع الجامعات ومراكز البحث، والاستفادة من خبرات الشركات التكنولوجية العالمية. كما أن تدريب الكوادر المحلية على استخدام هذه التقنيات المتقدمة يمثل خطوة أساسية لضمان نجاح هذه المسيرة.
ولكن يجب أن يكون هذا التوجه مصحوباً برؤية واضحة وأخلاقيات عمل راسخة. الذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمية ليسا مجرد أدوات لتحسين العمليات، بل مسؤولية تجاه المجتمع والبيئة. الشركات التي تضع الاستدامة والشفافية في صميم استراتيجياتها ستكون الأكثر قدرة على بناء ثقة المستهلكين والنجاح على المدى البعيد.
اخيرا، القطار يتحرك بسرعة. أصحاب الشركات في قطاع الصناعات الغذائية والتموينية الأردني لديهم فرصة لا تعوض لركوب هذا القطار وإحداث نقلة نوعية تجعلهم قادة في هذا المجال. الانتظار لم يعد خياراً، ومن يتأخر في تبني هذه التقنيات قد يجد نفسه خارج دائرة المنافسة في سوق يزداد تطلباً كل يوم.الذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمية هما مفتاح المستقبل. من يمتلك الشجاعة لاستثمار هذه التقنيات اليوم، سيحصد النجاح غداً. لا تتركوا الفرصة تمر دون أن تكونوا في طليعة التغيير، فالمستقبل ينتظر من يجرؤ على الإبداع.
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير