البث المباشر
الملكية الأردنية تحتفي بعامها الـ62 وتستعرض أبرز إنجازات 2025 ورؤيتها لعام 2026 واستراتيجية تحديث الأسطول رئيس الوزراء يترأس الاجتماع الأول للجنة إعداد البرنامج التنفيذي للحدّ من الإلقاء العشوائي للنفايات وزير الشباب: العمل التطوعي يحظى باهتمام ملكي الأمير الحسن يزور معهد السياسة والمجتمع "المعونة الوطنية" ومركز تصميم الألبسة يبحثان خطط البرامج التدريبية 50 محاميا يؤدون اليمين القانونية أمام وزير العدل بني مصطفى تلتقي وزيري الشؤون الاجتماعية القطري والتونسي "الاقتصاد النيابية" تشرع بمناقشة "معدل المنافسة" رئيس هيئة الأركان يستقبل نائب قائد قيادة العمليات المشتركة الكندي الجغبير: مجمع العقبة الوطني للتدريب يسهم في توفير العمالة المؤهلة لسوق العمل بحث فرص استثمارية متاحة في الأردن مع شركة هندية الملك يهنئ بالعيد الوطني لدولة قطر "الآثار النيابية" تبحث خطة لتعزيز القطاع السياحي صندوق "نافس" يعقد ورشة تعريفية في غرفة صناعة الزرقاء ويوقّع مذكرة تفاهم مع الجامعة الهاشمية "زين الأردن" تحصد جائزة بيئة العمل الشاملة للمرأة العيسوي ينقل تعازي الملك وولي العهد إلى عشائر أبو سلمى وطاس وهاكوز الملك يهنئ المسيحيين في الأردن وفلسطين والعالم بالأعياد المجيدة القوات المسلحة تبدأ بإجراء الفحوصات الطبية للمكلفين بخدمة العلم الانتهازيون الجدد… حين تزدهر الجيوب ويجوع الوطن رئيس الوزراء يلتقي الأمين العام لجامعة الدول العربية

حسام الحوراني يكتب :الحوسبة الكمية والذكاء الاصطناعي: ثورة في دقة التخدير الجراحي

حسام الحوراني يكتب الحوسبة الكمية والذكاء الاصطناعي ثورة في دقة التخدير الجراحي
الأنباط -
الحوسبة الكمية والذكاء الاصطناعي: ثورة في دقة التخدير الجراحي
حسام الحوراني خبير الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي
الحوسبة الكمية والذكاء الاصطناعي يمثلان قفزة هائلة في العديد من المجالات الطبية، ومن أبرزها التخدير الجراحي. هذا المجال الحساس يتطلب دقة متناهية، حيث إن أي خطأ طفيف قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة للمريض. بفضل التقدم في الذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمية، أصبح بالإمكان تحسين قرارات التخدير بشكل لم يكن ممكناً من قبل.
تعد الحوسبة الكمية بتقديم حلول فريدة من نوعها في معالجة كميات هائلة من البيانات بسرعة هائلة. في التخدير، يتطلب تحديد الجرعة المثالية دراسة دقيقة لعوامل مثل وزن المريض، العمر، التاريخ الطبي، والحالة الصحية الحالية والجينات وخريطة الحمض النووي. الأنظمة التقليدية تقوم بهذه الحسابات باستخدام نماذج محدودة تعتمد على تجارب سابقة، بينما الحوسبة الكمية تتيح تحليل بيانات معقدة بشكل ديناميكي، مما يؤدي إلى قرارات أكثر دقة وتخصيصاً.
الذكاء الاصطناعي يعمل جنباً إلى جنب مع الحوسبة الكمية لتطوير أنظمة تخدير ذكية قادرة على التنبؤ باحتياجات المرضى. هذه الأنظمة تعتمد على خوارزميات التعلم العميق لتحليل بيانات المرضى في الوقت الحقيقي. على سبيل المثال، يمكن للنظام مراقبة استجابة المريض للأدوية أثناء الجراحة، وتعديل الجرعات بشكل فوري لتجنب أي مضاعفات. هذا التفاعل المستمر بين التكنولوجيا والبيانات الحية يضمن أماناً أكبر للمريض وكفاءة أعلى للجراحة.
واحدة من أهم المزايا التي تقدمها هذه التقنيات هي القدرة على تقليل الأخطاء الطبية. الأخطاء في التخدير غالباً ما تكون نتيجة تقديرات غير دقيقة أو استجابة غير متوقعة من المريض. باستخدام الذكاء الاصطناعي، يمكن للنظام التعرف على الأنماط غير الطبيعية في البيانات وتحذير الأطباء قبل وقوع أي مشكلة. على سبيل المثال، يمكن للنظام اكتشاف انخفاض مفاجئ في معدل ضربات القلب أو تغيرات في ضغط الدم وتحليلها بسرعة لتحديد الإجراء اللازم.
الحوسبة الكمية تفتح أيضاً أفقاً جديداً في تطوير أدوية تخدير أكثر أماناً وفعالية. من خلال محاكاة تفاعلات الأدوية مع الجهاز العصبي باستخدام النماذج الكمية، يمكن للعلماء تطوير مركبات جديدة تقلل من الآثار الجانبية وتزيد من استجابة الجسم للتخدير. هذا يعني أن المرضى يمكنهم الاستيقاظ بسرعة أكبر بعد العمليات، مع تقليل خطر الغثيان أو الدوخة التي غالباً ما ترافق التخدير التقليدي.
في الوقت نفسه، تسهم هذه التقنيات في تحسين تدريب أطباء التخدير. باستخدام المحاكاة الافتراضية المعززة بالذكاء الاصطناعي، يمكن للأطباء ممارسة سيناريوهات معقدة في بيئات آمنة قبل التعامل مع المرضى الحقيقيين. هذا التدريب يحسن من مهاراتهم ويزيد من استعدادهم للتعامل مع الحالات الطارئة.
على الرغم من هذه الإمكانيات الواعدة، هناك تحديات تواجه تطبيق هذه التقنيات. من أبرزها التكلفة لتطوير الأنظمة الكمية والذكاء الاصطناعي، والحاجة إلى بنية تحتية متقدمة لدعمها. إضافة إلى ذلك، يتطلب الأمر تدريباً مكثفاً للفرق الطبية على كيفية استخدام هذه الأدوات بفعالية. ومع ذلك، فإن الفوائد المحتملة تجعل الاستثمار في هذه التقنيات ضرورة لا يمكن تجاهلها.
في المستقبل القريب جدا، سشهد تقنيات الحوسبة الكمية والذكاء الاصطناعي تطوراً أكبر في مجال التخدير الجراحي. قد نرى أنظمة تخدير مستقلة قادرة على اتخاذ القرارات بشكل كامل تحت إشراف بشري محدود. هذا التقدم لا يعني استبدال الأطباء، بل دعمهم بتكنولوجيا تعزز من قدرتهم على تقديم الرعاية الأفضل للمرضى.
الحوسبة الكمية والذكاء الاصطناعي اصبحت شركاء حقيقيون في رحلة الطب نحو مستقبل أكثر أماناً وكفاءة. في مجال التخدير الجراحي، يمثلان الأمل في تقليل المخاطر، تحسين النتائج، وضمان تجربة أفضل للمرضى. ومع استمرار الابتكار، يصبح من الواضح أن هذه التقنيات ليست مجرد رفاهية، بل ضرورة في تقديم رعاية صحية عالية الجودة.
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير