البث المباشر
مذكرة تفاهم مع صندوق الأمان لمستقبل الأيتام والعقبة الخاصة رئيس الديوان الملكي يلتقي وفدًا من أكاديمية القادة الدولية لجنة السينما في "شومان" تعرض الفيلم الإيطالي "الطريق" غدا "مجلس العقبة وصندوق حياة يقدمان نموذجًا رائدًا في دعم التعليم الجامعي ل 60 طالب جامعي" افتتاح محطة تكرير الزيوت في شركة العقبة لإدارة وتشغيل الموانىء وزير الثقافة يزور الفنان يوسف الجمل ويطمئن على صحته ولي العهد يهنئ الأميرة رجوة بعيد ميلادها العين الكلالدة يشارك بندوة متوسطية في تركيا القضاة يرعى حفل مشروع لمواجهة التغير المناخي واستنزاف الموارد الطبيعية" Green forward" "النواب" يقر 7 مواد بـ"التعاونيات" ويحول "مُعدل العقوبات" للقانونية النيابية وزير الزراعة: الأمن الغذائي أصبح أولوية سيادية تتطلب متابعة عليا اختتام مشروع "بيليف" لتعزيز التمكين الاقتصادي ‏الصين تطلق بنجاح قمرا اصطناعيا جديدا لنقل البيانات ما قالت الريح لليّل ٠٠ للشاعرة لهيب عبد الخالق ريادة الأعمال الإلكترونية: كيف غيّر الإنترنت قواعد اللعبة الاقتصادية الشلبي يفتتح مهرجان خيرات معان ومعرض المنتجات الريفية عندما يحتاج الوطن إلى ماء الحياة!! الأراضي: لا ارتفاع على القيم الإدارية والاعتراض متاح إصابات بالاختناق جراء اعتداء الاحتلال على طلبة مدارس الخضر جنوبي بيت لحم الخارجية الفلسطينية تطالب بفرض عقوبات دولية رادعة على المستوطنين

سياسيون يعرضون تجاربهم: الفخر بأخطاء الماضي أم الاعتراف بها ؟

سياسيون يعرضون تجاربهم الفخر بأخطاء الماضي أم الاعتراف بها
الأنباط -

أحمد الضرابعة

يُطلّ علينا بين الحين والآخر، "سياسيّون" يُشاركوننا تجاربهم في الحقل السياسي، ويعرضون سِيرَهم التاريخية لاستخلاص الدروس والعبر منها، وهذا أمر مهم؛ كونه يُسهم في بناء ذاكرة أرشيفية وطنية، لكن بعضهم وهو يقوم بذلك، يُفصح عن جزء من تاريخه الشخصي، بداعي الفخر والتباهي، لا الاعتراف بالخطأ والتعلم منه، وهذا في أي مقياس وطني، لا يُعد سوى لطخة يصعُب محوها، تُشوّه سمعة صاحبها، وتحط من مكانته، ومن المفارقات، أن هؤلاء رغم ذلك، تقلَّدوا أعلى المناصب السياسية، بعد أن كانت سيوفهم، قبل أقلامهم مُوجّهة ضد الدولة الأردنية التي استوعبتهم رغم شدة عدائهم لها، وهذا ما يُثير استياء وغضب أولئك الذين دفعوا أثمانًا وطنية باهظة في مواجهة الأفكار والمشاريع المُعادية، وهُمِّشوا فيما بعد، أو فوجئوا بأنهم يجلسون مع الذين ادّعوا تخليّهم عن الانتماءات الأيديولوجية والتنظيمية التي لا تحترم بلدنا، على طاولة وطنية واحدة، بل إنهم عندما غادروا مناصبهم، يبدو أنهم حنّوا إلى ماضيهم المُلطّخ بالسواد، ونزواتهم وانحرافاتهم السياسية، وصاروا يحدّثون الناس عنها، وكأنها إنجازات يُفتخر بها، وهذا يطرح سؤالان، أولهما يتعلق بمدى التزامهم بالمبادئ الوطنية والقيم الأخلاقية التي يُفترض أنهم اكتسبوها في فترات احتضانهم، وثانيهما، حول مدى نجاعة سياسة الاستيعاب والترويض في ضمان حدوث تحولات فكرية وسياسية حقيقية ودائمة، لا مؤقتة تنتهي بانتهاء موسم المكاسب والتنفيعات.

إن نقل البندقية من كتف إلى آخر في ميادين السياسة، أمرٌ مفهوم ويمكن تقبّله، ولكن أن تظل ذخيرتها "حيّة" ومُصوّبة نحو الأهداف ذاتها، فهذا يعني أن نقلها كان شكّليًا ومؤقتًا، ويُراد منه شراء الوقت وإنهاء موسم "الصيد" بأعلى المكاسب، وفي أكبر قدر من الراحة، وهذا يُثير النقاش حول أسباب السماح لصيادي الفُرص بالاستمرار في ممارسة هذه الهواية، رغم إثباتهم أنهم لا يملكون أي تاريخ وطنية يؤهلهم لذلك.

إن استعراض التجارب السياسية، يجب أن يكون بهدف التعلم والتحسين، وليس للتباهي والفخر بأخطاء الماضي أو تجميلها، ويجدر بأولئك الذين زيّفوا اليسار الأردني، واستغلوا الفكر القومي، وأفقدوه قاعدته الاجتماعية، أن يدركوا عند مراجعة تجاربهم السياسية، أنهم كانوا عبئًا عليه، وجعلوا لونه باهتًا، وغير مفضل بالنسبة للكثير من الأردنيين، وبالتالي، فإن إصرارهم على إنكار ما ارتكبوه من أخطاء جسيمة أدت إلى ذلك، يُضيف إلى تاريخهم المزيد من اللطخات، ويُسوّد صورتهم في ختام حياتهم السياسية.
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير