الأنباط -
لولا منظومةُ العلمِ والتّدريبِ والأهدافِ المتكاملةِ الّتي تنتهجُها كليّةُ الملكِ عبدِ الله الثّاني لتكنولوجيا المعلومات في الجامعة الأردنيّة؛ لما استطاعَ طلبتُها خطفَ الأضواء، واستئثارَ فرصة ذهبيّة، بانفرادهم عن باقي نظرائهم في الجامعات الأردنيّة الأخرى، للمشاركة في ورشةٍ تدريبيّةٍ دوليّةٍ حولَ الأمن السّيبرانيّ، نظّمها مركزُ ليوناردو للأمن السّيبرانيّ في مدينة جنوه في إيطاليا.
ستّةُ طلّابٍ متفوّقين في تخصّص الأمن السّيبرانيّ، وقع عليهم الاختيارُ للسّفر إلى إيطاليا، رافقهم في رحلتِهم رئيسُ قسم الحاسوب في الكليّة، الدكتور محمد العتوم؛ للمشاركةِ في الورشةِ التّدريبيّة الّتي استمرّت مدّةَ أسبوعٍ واحد، بتنسيق من وحدة الشؤون الدولية في الجامعة، سبقَ ذلك أسبوعٌ آخرُ منَ التّدريباتِ المكثّفة الّتي تلقّاها الطّلبةُ عن بعد، على أيدي نخبةٍ من الخبراءِ العاملينَ في المركزِ الإيطاليّ.
لم تأتِ مشاركةُ الطّلبة في الورشة من فراغ، بل كانت نتاجَ جهودٍ بذلتها الجامعة و كوادرُ الكليّة مجتمعة؛ رغبةً في إقامةِ علاقاتِ تعاون مع شركاتٍ ومنظّماتٍ محليّةٍ وعالميّة متخصّصة في مجال علم البيانات، والأمن السّيبرانيّ، وإنترنت الأشياء؛ لدعمِ برامجِها الجديدة، وتوفيرِ فرصِ عمل تدريبيّة لطلبتها؛ وهذا يلبّي احتياجاتِ السّوق المحليّ، والعربيّ، والعالميّ.
ولهذا تم ومن خلال وحدة الشؤون الدولية توقيعِ اتّفاقيّةِ تعاونٍ مع منظّمةِ الميد أور الإيطاليّة، تمخّض عنها توفيرُ فرصةٍ تدريبيّةٍ للطّلبة في مجال الأمن السّيبرانيّ، فكانتِ الكليّةُ بهذا التّعاون الخيارَ الوحيدَ محليًّا أمامَ المنظّمة والمركز، إلى جانب كليّاتٍ وجامعاتٍ عربيّة في العراق، وعالميّة في أوكرانيا؛ للمشاركةِ في فرصةِ التّدريبِ الفريدةِ هذه؛ وهذا يدفعُها إلى أنْ تواكبَ مستجدّاتِ تكنولوجيا المعلومات؛ لتبلغَ أعلى مقاييسِ التّقدّم في عمليّتها التّعليميّة.
وقال رئيسُ قسمِ الحاسوب، الدكتور محمد العتوم، في حديث له إنّ تطلّعاتِ كليّةِ الملكِ عبدِ الله الثاني لتكنولوجيا المعلومات نحوَ التّميّزِ والتّفرّد، لا حدودَ لها، وحرصها على تقديمِ كلِّ جديدٍ ومُبتَكَر يتماشى مع التّطوّرِ السّريع لتلبيةِ متطلّباتِ السّوق؛ وهذا جعلَها في سباقٍ مع الزّمن؛ لمواكبتِه واستثمارِه، سواء أكان في كوادِرِها التّعليميّة، أم كوادرِها الطّلّابيّة، أم برامجِها الأكاديميّة الّتي أحدثت ثورةً في عالم التّكنولوجيا.
وأضافَ أنّ الكليّةَ تحرصُ كلَّ الحرص على إشراكِ طلبتِها في كثير من الدّوراتِ التّدريبيّة، في المجالاتِ المختلفةِ المتخصّصةِ في تكنولوجيا المعلومات؛ لإكسابهم المهاراتِ والتّدريباتِ الّتي تسهم في ترجمةِ علومِهم النّظريّة إلى تطبيقاتٍ عمليّة، تجعلُ منهم أكثرَ تميّزًا وريادةً في عالم تكنولوجيا المعلومات.
وأوضحَ العتوم أن الطّلبة السّتة وهم في السّنة الدّراسيّة الرّابعة، كانوا ضمنَ مجموعِ الطّلبة الذّين تقدّموا لإعلان المشاركةِ في الورشة الّذي صدرَ عن وحدةِ الشّؤونِ الدّوليّة و الّتي جرى بوساطتها توقيعُ الاتّفاقيّةِ مع منظّمة الميد أور الإيطاليّة، وهي إحدى المنظّمات العالميّة المرموقة الّتي ينتسبُ إليها رئيسُ الجامعةِ الأردنيّة الدكتور نذير عبيدات بصفته عضوًا بارزًا فيها.
وتابع قائلا: بالفعلِ سافرَ الطّلبةُ إلى إيطاليا للمشاركة في الورشة الّتي عُقِدَت مطلعَ الشّهر الجاري إلى جانب ثلاثة طلّاب من كردستان العراق، وثلاثة آخرين من أوكرانيا؛ إذ تلقّوا تدريباتٍ مكثّفةً جمعت بين النّظريّة والتّطبيق، وركّزت على آخر ما وصلت إليه التّكنولوجيا في مجال الأمن السّيبرانيّ، والاختراق الأخلاقيّ، من مخاطرِ الأمن، والهجماتِ السّيبرانيّة، وتحليلِ البيانات، وإدارةِ قواعدِها، ومعالجةِ الطوارىء الأمنيّة، والتّعمّقِ في تقنيات الذّكاء الاصطناعيّ، وغيرها من الموضوعات ذاتِ العلاقة.
وحولَ ما تمخّضت عنها المباحثاتُ الّتي جرت على هامش الرّحلة، نوّه العتوم إلى أنّ الاتّفاقيّةَ الموقّعة مع المنظّمة لا تزال ساريةَ المفعول، ونحن نطمحُ بها إلى مزيدٍ من التّعاون؛ للحصول على فرصٍ تدريبيّة للطّلبة، وأعضاءِ الهيئة التّدريسيّة أيضا، مشيرًا إلى أنّ هناك ترحيبًا من قبل الجانب الإيطاليّ للتّعاون في استحداثِ مختبراتٍ علميّة أو أكاديميّة متخصّصة في الأمن السّيبرانيّ داخلَ أروقةِ كليّة الملك عبدِ الله الثّاني لتكنولوجيا المعلومات، لتظلّ الكليّةُ، كما عهدناها، متربّعةً على عرش الإنجاز؛ لما حقّقته من إنجازاتٍ شكّلت علامةً فارقةً في مسيرتها رغمَ حداثة سنِّها مقارنةً بباقي كليّات الجامعة.
وبدورهم، أبدى الطّلبةُ إعجابَهم بالمستوى المُتَقَدِّم للتّدريبات المكثّفة الّتي تلقّوها، وعزّزت من قدراتِهم ومهاراتِهم السّيبرانيّة، معربينَ عن شكرِهم وتقديرِهم لكلّ من كان له دورٌ في مساعدتهم على الحصولِ على هذه الفرصة الفريدة، ومثمّنينَ جهودَ إدارة الجامعة ممثّلةً برئيسها الدكتور نذير عبيدات الّذي كان له الفضلُ الأكبر في تحقيقِ هذا الموضوع على أرضِ الواقع.