الأنباط -
انطلقت، اليوم الثلاثاء، أعمال الملتقى السنوي لهيئة تنسيق مؤسسات المجتمع المدني "همم"، في العاصمة عمّان، تحت عنوان "حقوق الإنسان على المحك"، بمشاركة عدد من الخبراء المحليين والأجانب المعنيين بشؤون حقوق الإنسان في الأردن، بالإضافة لعدد من مؤسسات المجتمع المدني المحلية والمنظمات الدولية.
وقالت منسقة "همم" هديل عبد العزيز في كلمتها الافتتاحية لأعمال الملتقى إن الملتقى هذا العام يختلف عن الأعوام السابقة، في ظل وجود إبادة جماعية مستمرة في قطاع غزة تُبث أمام أعين العالم.
وأوضحت عبد العزيز أنه في كل يوم تتوالى مشاهد الدمار، والقتل وصور الأطفال، الذين يفقدون حياتهم والعائلات التي تُشرد، وتُحارب بالجوع
وتساءلت في كلمتها التي تسبق ثلاث جلسات رئيسية للملتقى وتتضمن 16 محوراً متنوعاً: "هل حقوق الإنسان عالمية حقا؟ وهل القانون الدولي أُنشئ لحماية الجميع دون استثناء، أم أنه مجرد هيكل فارغ تتحكم فيه المصالح الاستعمارية للدول الكبرى؟".
وأشارت عبد العزيز إلى أن القانون الدولي أصبح يُستخدم ضد الفئات الأكثر ضعفا، بدلا من حمايتهم، مؤكدة أن حقوق الإنسان ليست ملكا للغرب أو للقوى الكبرى، وإنما هي جهد إنساني عالمي ساهمنا جميعا في بنائه.
وأكدت أن "همم" والمجتمع المدني، لن يستسلم لهذا العجز، وسيواصل ممارسة "دبلوماسية المجتمع المدني" و"الدبلوماسية المساندة"، ويبذل جهده لتوظيف كل الأدوات للدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، وحقه في تقرير مصيره.
ويشارك في الجلسة الأولى وزير الخارجية ونائب رئيس الوزراء الأسبق، الدكتور مروان المعشر، ورئيس وحدة الحقوق الأساسية للمركز الوطني لحقوق الإنسان، عيسى الهواوشة، ومدير مركز القدس للدراسات السياسية، عريب الرنتاوي.
وتركز الجلسة على تحليل الأدوات الدبلوماسية والقانونية المتاحة أمام الدول، للتصدي لانتهاكات حقوق الإنسان في الحرب على غزة بشكل خاص، وفلسطين، بشكل عام، بالإضافة للبنان، من خلال تحديد الآليات التي يمكن استخدامها لفرض العقوبات على الاحتلال الإسرائيلي وتقديم الدعاوى أمام المحاكم الدولية.
أما الجلسة الثانية تناقش جرائم الإبادة الجماعية وظاهرة الإفلات من العقاب، والتركيز على غياب المساءلة القانونية تجاه هذه الانتهاكات، كما تسلط الضوء على دور المجتمع الدولي في مواجهة هذه الجرائم والتعامل معها.
ويشارك في الجلسة المقرر المعني بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967 فرانشيسكا ألبانيزي، ومستشارة الحقوق الاقتصادية والاجتماعية، والثقافية في المكتب الإقليمي للشرق الأوسط، وشمال إفريقيا في منظمة العفو الدولية، كريستين بيكرلي، المدير السابق لمكتب نيويورك للمفوضية السامية لحقوق الإنسان كريغ مخيبر.
وتبحث الجلسة الأخيرة، التحديات،والمخاطر التي تواجه منظمات المجتمع المدني، في ظل الحروب المستعرة، في فلسطين، والشرق الأوسط، وتناقشة الاستراتيجيات التي يمكن اعتمادها للتصدي لهذه المخاطر وتعزيز فعاليتها.
ويشارك في الجلسة رئيس شبكة المنظمات الأهلية في فلسطين – قطاع غزة، أمجد الشوا، ومدير شبكة المنظمات العربية غير الحكومية للتنمية في لبنان، زياد عبد الصمد، ومديرة جمعية نساء ضد العنف في فلسطين، نائلة عواد، ومدير مركز الفينيق للدراسات الاقتصادية والمعلوماتية أحمد عوض.
وتأسست هيئة تنسيق مؤسسات المجتمع المدني "همم" عام 2015، هي تحالفٌ لمؤسسات المجتمع المدني الأردنية التي تتلاقى قيماً في الرؤى والأهداف، وتلتقي بشكل دوري لتنسيق مواقفها وتحركاتها لإعلاء قيم الديمقراطية وحقوق الإنسان في المجتمع، ودفع دفة التنمية المستدامة إلى الأمام ورفع قدرات المؤسسات المدنية ودعمها