استضافت الجمعية الخيرية الشركسية مساء يوم الاثنين الموافق ٢٥-١١-٢٠٢٤ حفل إشهار كتاب "الشراكسة: مسيرة نضال" لمؤلفه الدكتور أيوب أبودية، والذي صدر مؤخرا بدعم من السيد عبد القادر حيدر بسموق، ومراجعة الكاتب المعروف الأستاذ محمد عمر أزوقة، وذلك بحضور جمع غفير من المهتمين.
أدار الدكتور باسل الحج طاس الندوة بكفاءة عالية، حيث قدم الكاتب ومؤلفه، ثم ألقى رئيس المجلس العشائري الشركسي الفريق خيرالدين باشا هاكوز كلمة ترحيبية واستعرض بدوره أهمية الكتاب، خاصة لصدوره عن أردني من خارج ملة الشركس؛ تبعتها مداخلة لرئيس الجمعية المهندس إبراهيم اسحاقات، حيث قدم الكتاب وناقش جوانب تميزه وأهميته.
ثم عرض المؤلف ملخصا عن الكتاب قائلا إنه ليس بحثا اكاديميا في التاريخ، بل رواية عن معاناة الشركس في حرب مع الروس استمرت أكثر من مئة عام، تخللتها المجازر التي ارتكبت بحقهم انتهاء بمجزرة ١٨٦٤ وتهجيرهم إلى مختلف أصقاع الأرض. وقال إن أهمية الكتاب وراهنيته تأتي من تزامنه مع المجازر التي ترتكب في فلسطين اليوم، وفي غزة هاشم تحديدا.
أوضح المؤلف أن هدف الكتاب هو إظهار التاريخ السحيق لحضارة الشركس والتي تعود إلى مستوطنات العصر النحاسي منذ نحو ستة آلاف عام، وأيضا بيان تماثل ثقافة الشركس مع حضارة الهلال الخصيب امتدادا من العراق الى مصر مرورا ببلاد الشام، حيث الأساطير والمعتقدات والتركيبة القبلية متماثلة، وكذلك العادات والتقاليد المتشابهة من حيث إكرام الضيف والشهامة والمروءة والشجاعة وحشمة نسائهم، لذلك فالشراكسة جزء من حضارتنا منذ القدم، ولهذا اندمجوا في المجتمعات العربية أيما اندماج، وفي الوقت نفسه لم ينصهروا فيها، فظلوا يحافظون على تراثهم ولغتهم بعزة وأنفة وكبرياء.
جاء في خاتمة الكتاب ما يلي:
"وبناءً على نتائج الأبحاث في هذا الكتاب، يتضح كيف أن إسهامات الشركس في الأردن، وفي المنطقة العربية والتركية، تعكس قدرتهم الفائقة على التكيف وإحداث تأثير إيجابي في المجتمع الجديد الذي استقروا فيه، عبر مشاركتهم الفعالة في مجالات متعددة مثل السياسة، والاقتصاد، والثقافة، والأدب، والفنون، والأمن. لقد أظهر الشركس قدرة بارزة على تحسين مختلف جوانب الحياة الأردنية وإثرائها. فمن خلال جهودهم العظيمة وصبرهم الهائل على المشقات، ساهموا في تعزيز لحمة النسيج الاجتماعي وتعميق الروابط الثقافية الأخوية بين المجتمعات المتنوعة.
هذا النموذج الشركسي من التكيف والتكامل الثقافي ليس فقط ملهمًا، ولكنه يعزز أيضًا الوعي بعالمية الإنتاج الفني واللغوي والأخلاقي بين البشر. كما يبرز القرابة الروحية بين الثقافات والحضارات، مما يشجع على تقدير التنوع الثقافي والحفاظ على التراث الثقافي الغني في خصوصيته وتميزه. فمن خلال هذه التجربة، يتم تسليط الضوء على أهمية تعزيز التفاهم المتبادل واحترام اختلافات الثقافات، مما يساهم في بناء مجتمعات أكثر شمولية وتسامحًا".
وانتهى إلى القول إن "هذه التجربة التي خضناها في هذه الدراسة أسهمت في فهم أعمق لكيفية تحقيق السلام العالمي والتفاهم الثقافي والاندماج الحضاري في عالم متخم بالصراعات الدامية في أيامنا هذه".
وقد استمع الجمهور إلى كلمة سمو ولي العهد الأمير الحسين الثاني، ومفادها أننا كلنا أردنيون وتحت مظلة الأردن كهوية رئيسية جامعة، ولا ضير من وجود هويات فرعية، سواء كنت شركسيا أم شاميا أم بدويا أم أردنيا من أصول فلسطينية،...وجاءت كلماته تأكيدا على إيجابية التنوع في الهوية الأردنية الجامعة.
كما تداخل الأستاذ الدكتور مجدالدين خمش وناقش الكتاب من جانب تخصصه في علم النفس والاجتماع، وأبدى ملاحظات قيمة عليه، ثم تبعه الأستاذ محمد عمر أزوقه وقدم تداخلات غنية أمام الجمهور، وانتهى الحفل بفتح باب للحوار، تبعه إهداء درع الجمعية الخيرية الشركسية للمؤلف، وتقديم درع آخر لداعم الكتاب السيد عبدالقادر حيدر بسموق.
وقد طالب الحضور المؤلف بتنزيل الكتاب الكترونيا كي يتسنى للشراكسة في الغربة الحصول عليه، لذلك استجبت لطلبهم بكل غبطة وسرور، فيمكن تنزيله، ومجانا، من الموقع التالي:
https://independent.academia.edu/AAbuDayyeh