الأنباط -
الحكومة .. الحكم على الأداء وليس النتائج !!
محمد حسن التل
جاء عقد جلسة مجلس الوزراء في إربد امتدادا لتطبيق برنامج الحكومة الذي أعلنت عنه في العمل الميداني ، وأكدت عليه من خلال الفعل على الأرض ..
هناك في إربد أعلنت الحكومة عن حزمة مشاريع تنموية تخاطب احتياجات المواطنين التي انتظروها طويلا ، ولم تكن جلسة مجلس الوزراء اليوم مختصرة على قرارات تخص محافظة إربد ، بل فتحت الحكومة أوراقها أمام مختلف الفعاليات وممثلي الشعب بما يخص إجراءات كثيرة على مساحة المملكة ، وأعلنت عن إجراءات مهمة تدفع الاستثمار إلى الأمام وتفتح طرق جديدة له ، لأن رؤية الحكومة الاقتصادية تقوم على أن الاستثمار هو الرافعة الحقيقية للاقتصاد خصوصا في المحافظات ، وإنجاز المشاريع المتأخرة وإقرار مشاريع جديدة سيكون لها دور كما قال رئيس الوزراء جعفر حسان في تعزيز قطاعات الزراعة والصناعة والسياحة وجذب الاستثمارات الضرورية لإيجاد فرص العمل المطلوبة ، وكما قال أيضا أن رؤية التحديث الاقتصادي لا يمكن أن تنجح دون تحقيق التنمية في المحافظات وتعزيز القطاعات الإنتاجية وتمكين المواطن في المدن والقرى والبوادي .
المعلومات الواردة من إربد تفيد أن ارتياحا عاما ساد المحافظة ، نتيجة الحوار الذي دار بين الحكومة والحضور أثناء اللقاء من نواب ورؤساء بلديات ومجالس اللامركزية ناهيك عن الارتياح العام الذي شعر به المواطن في إربد بسبب قرارات مجلس الوزراء الشاملة بما يخص احتياجات المحافظة .
الاتصال المباشر مع الناس يزيل الفجوة بينهم وبين الحكومات الذي ساد لسنوات طويلة ويدفع إلى إعادة ثقة المواطنين بالحكومة خصوصا إذا تمت ترجمة القرارات إلى واقع يلمسه الناس ، وما يطمئن في ذلك أن الحكومة تلزم نفسها بتواريخ محددة ليرى المواطن ترجمة هذه القرارات على الأرض .
أعتقد أنه من العدالة أن نكون غير مستعجلين في الحكم على الحكومة ويجب تجاهل قصة المئة يوم التي تربك الحكومات والتي ابتدعها البعض والتي جعلت الصورة عند المواطنين في كثير من الأحيان مشوشة وجعل البعض يشعر بالإحباط ، وقصة استطلاعات الرأي هذه يجب أن يكون لها وقفة لتبيان أهدافها والغوص في نوايا أصحابها ، وهل هي لمصلحة المواطن والوطن أم لأهداف أخرى !!
المشاكل في الأردن كبيرة ومعقدة ومتراكمة ولا يمكن حلها في شهور أو سنة أو سنتين فمعظمها جاء نتيجة عوامل خارجة عن الإرادة الوطنية بسبب ما يحدث في الجوار وتحمل الأردن نتائج كبيرة لهذا الواقع ، ومن يتحدث بغير ذلك فهو يمارس نوعا من الخيال ، ويجب تقييم الأداء وليس النتائج في هذه الفترة المبكرة ،وللإنصاف فإن الحكومة بدأت منذ الأسبوع الأول تنفيذ ما تعهدت به من أداء وجاء العمل الميداني ترجمة حقيقة لتحويل هذا التعهد لواقع يراه الناس ويتفاعلون معه .
أجريت بعد ظهر اليوم إتصالات عديدة مع فعاليات مختلفة ومتعددة في إربد في محاولة للوصول إلى تقييم ردود الفعل عند الناس على ما قامت به الحكومة اليوم هناك و اتخاذهاقرارات أعلنتها خلال جلسة مجلس الوزراء فكانت الردود في مجملها إيجابية ومتفائلة وتعكس حالة ارتياح جيدة عند الناس، فكما أشرت في البداية الاتصال المباشر مع المواطنين يترك آثارا إيجابية عندهم ويزيد من ثقتهم بالحكومة .
لن يقتصر الأمر على الإجراءات الحكومية التي تهدف إلى تعميق تنمية المحافظات وتشجيع الاستثمار فقط فالإجراءات والقرارات تشمل كافة مناحي الحياة لدى الناس ، ولكن علينا بالصبر وإفساح المجال أمام الحكومة للقيام بواجباتها من خلال منحها الثقة حتى يكون عملها بعيدا عن الضغط لتنجز ما نصبو ونتطلع اليه