ترامب: أشكر إيران على إخطارنا مبكرًا .. وتهانينا للعالم تجربة الميليشيا في صراع المشاريع: بين إسرائيل والعرب إنهم يرقصون على ضفاف أزماتنا! عن المحافظين وتعبيرهم السياسي تعديلات قانون العقوبات.. تعزيز للعدالة التصالحية وحماية لحقوق الإنسان "ورقة النار الإيرانية" بإغلاق مضيق هرمز.. ما مصير الاقتصاد العالمي؟ سوريا بين نيران الحرب الإيرانية الإسرائيلية وفرص الاستفادة السياسية: خريطة التحوّل الإقليمي بعد الضربة الأميركية.. المنطقة العربية بين كفتي التفاوض والاحتدام الغذاء والدواء: ضبط مستلزمات طبية تجميلية وأدوية مخالفة في مكتب تجاري اتحاد المبارزة يوقع اتفاقية تعاون مع النادي الأرثوذكسي لإطلاق أكاديمية للمبارزة داخل النادي الملك للشيخ تميم: نقف إلى جانب قطر في الحفاظ على أمنها وسيادة أراضيها الجامعة العربية تدين الهجمات الإيرانية على دولة قطر حليمة احمد الحسن ابورمان في ذمة الله البرلمان العربي يدين العدوان الإيراني على دولة قطر في قلب التصعيد ... النفط يتراجع والأسهم تصعد! الأردن يدين العدوان الإيراني الشديد على قطر الأمن العام يوضّح سبب حجز مركبة الشخص الذي ظهر يبكي سند و فهد الجبور نجما سباقات التحمل و القدرة ومستقبل رياضة الفروسية في الاردن .. الإعلان عن فعاليات الدورة الـ (39) لمهرجان جرش للثقافة والفنون 2025 مندوبا عن الملك وولي العهد.. العيسوي عشائر بني خالد

عقيدة ترامب في السياسة الخارجية الأمريكية

عقيدة ترامب في السياسة الخارجية الأمريكية
الأنباط -

عقيدة ترامب في السياسة الخارجية الأمريكية

عمرو خصاونه 


لكل رئيس أمريكي سابق غالبا عقيدة معينة تحدد اهم المعالم للسياسة الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية تجاه الدول الأخرى، هذه العقيدة تمثل مجموعة من المبادئ تشخص أهم المشاكل التي تواجه مصالح الولايات المتحدة الأمريكية خارجيا، و تحدد كيف سيتعامل معها الرئيس المقبل، أول هذه العقائد في السياسة الخارجية الأمريكية كانت عقيدة الرئيس الأمريكي جيمس مونرو، و التي نصت بشكل رئيس على رفض الولايات المتحدة الأمريكية تدخل القوى الإستعمارية الأوروبية في ذلك الوقت في شؤونها و أن الولايات المتحدة الأمريكية لن تتدخل بشؤون القوى الإستعمارية الأوروبية أيضا، يذكر أن الرئيس جيمس مونرو كان قد حكم الولايات المتحدة الأمريكية منذ عام 1817 حتى عام 1825. 

لحقها بعد ذلك ما يسمى ب "عقيدة سياسة خارجية" لرؤساء أخرين مثل عقيدة الرئيس روزفلت و عقيدة الرئيس ترومان و عقيدة الرئيس أيزنهاور، بوش، و أخرين أما بالنسبة لأوباما لم يقرر عقيدة سياسة خارجية خاصة به لكن المراقبين لتلك الإدارة إشتقوا عقيدة سياسة خارجية من أفعال إدارته فيما يتعلق بالسياسة الخارجية. 

عقيدة ترامب نظريا تعتمد على التقليل من المواقف و الحالات التي يتم فيها إستخدام القوة العسكرية خارج حدود الولايات المتحدة الأمريكية و بدلا من ذلك الإشتباك مع أعداء الولايات المتحدة الأمريكية في سياسة إقتصادية عدوانية، هذه النظرية تفرضها مجموعة من المحددات و الظروف الموضوعية الواقعية على ترامب و على كل رئيس للولايات المتحدة الأمريكية، فمثلا لو أردنا أن نفهم لماذا يتخذ ترامب لنفسه هذه السياسة أو العقيدة فسنجد السبب أن الولايات المتحدة الأمريكية تشتبك في أنحاء العالم بالعديد من النزاعات المسلحة و أن حدوث حرب شاملة في جبهة من الجبهات سيضعف قدرة الولايات المتحدة العسكرية الشاملة و من الممكن أن تخسر إحدى معاركها أو حروبها.  

لذلك فإن الإبقاء على الولايات المتحدة الأمريكية في وضع المتأهب دائما لشن حروب عسكرية مكلف بشريا و ماديا حسب ترامب و أمر غير مستدام و يجب تغييره بالإنتقال إلى دائرة الحلول الإقتصادية و الدبلوماسية. 

و الدليل على سياسة ترامب بإبقاء الولايات المتحدة الأمريكية خارج دائرة النزاعات المسلحة و الميل لإستعمال ورقة الإقتصاد مثلا هو أن ترامب واحد من رؤساء أمريكيين أخرين لم يأخذ الولايات المتحدة الأمريكية إلى حرب جديدة منذ عام 1945.  أما إقتصاديا فقد عمل على تأمين 400 مليار دولار إضافية في تمويل حلف الشمال الأطلسي من حلفاء الولايات المتحدة الأمريكية، العمل على إصلاح نظام الأمم المتحدة و تخفيف نفقات الولايات المتحدة الأمريكية بمقدار 1.3 مليار دولار، زيادة تقاسم أعباء الدفاع مع حلفاء الولايات المتحدة الأمريكية مثل اليابان و كوريا الجنوبية، زيادة مقدار العقوبات الإقتصادية على دول مثل إيران و محاولة إيصال صادراتها من النفط و الغاز إلى ما مقداره صفر دولار بالإضافة إلى رفع الرسوم الجمركية على الصين و التي تعتبر العدو الأول للولايات المتحدة إستراتيجيا مقارنة بالإتحاد السوفييتي في حقبة الحرب الباردة.  

إذا هل سيبقي ترامب على نفس النهج فيما يتعلق بولايته الثانية و يستمر في ممارسة الضغوط الإقتصادية على خصوم الولايات المتحدة مع الإبتعاد عن الدخول في مواجهات عسكرية، هذا ما يهتم بمراقبته الكثير من المحللين و الصحفيين و الأهم من ذلك المتأثرين بالقرارات المتخذة من ترامب بشكل مباشر و غير مباشر، في أماكن كثيرة من العالم، لننتظر و نرى ما ستقرره عقيدة الولايات المتحدة في السياسة الخارجية في عهد ترامب خلال ولايته الثانية.


© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير