العرموطي ينافس الصفدي على رئاسة النواب شبه المحسومة
كتلة نيابية قوامها 75 نائبا لاحزاب الوسط ويسار الوسط تسعى لحصد المقاعد
جبهة العمل الاخواني تبدا الحملة بالتشكيك المبكر؟
سبق لجبهة العمل الاخواني ان تخلت عن رئيس للنواب منهم لحسابات ذاتية
الانباط- خاص
باغت حزب جبهة العمل الاسلامي مؤيديه ومعارضيه والمتخوفين من وجوده, بقراره المنافسة على مقعد , رئيس مجلس النواب بطرح مرشحه صالح العرموطي للمنافسة في الانتخابات التي ستجرى اتونها, عقب القاء الملك لخطاب العرش في 18/11الجاري, وهي خطوة مباغتة ربما تستهدف تحسين شروط التفاوض مع مسننات العمل السياسي, التي انتجت حسب تصريحات مراقبين, كتلة برلمانية ضخمة, قاربت ال 75 نائبا, هي حصيلة نواب الاحزاب الوسطية ويسار الوسط, وحال تأكيد الرقم, فإن الكتلة الحزبية, ستحصد كل المواقع البرلمانية, سواء على مقاعد المكتب الدائم الذي يشمل الرئيس ومساعديه ونائبيه او على صعيد المساعدين, وكذلك اللجان رئاسة ومقررين.
خطوة جبهة العمل الاسلامي وكتلتها, غامضة, فثمة من يراها لتحسن شروط التفاوض, حيث يجري سحب الترشيح, مقابل التوافق على الحصول على مقعد في المكتب الدائم ولجنتين على الاكثر, فيما يراها كثيرين, خطوة تأزيمية, تستهدف اعادة احياء لطمية, شيطنة الاخوان وحزب الجبهة, رغم ان انتخابات رئاسة النواب بالعادة تخضع لموازنات وموائمات سياسية, داخل اروقة الدولة كلها, وليس تحت قبة البرلمان, وسبق لجبهة العمل الاسلامي, ان فاز برئاسة مجلس النواب الحادي عشر-1990الى 1993- من خلال المرحوم عبد اللطيف عربيات, قبل ان يخسر العربيات الانتخابات النيابية التالية في العام 1993, وينضم الى مجلس الاعيان, الغرفة التشريعية الثانية.
جبهة العمل الاسلامي, ذراع جماعة الاخوان غير المرخصة, تعيش هذه اللحظات, حالة من التأرجح بين فكرين وفقهين, احدهما يسعى الى عدم الاصطدام مع الدولة, والاخر يرى انها فرصة لاعادة التموضع عبر الصدام, وسيكون يوم التاسع من هذا الشهر حاسما, حيث سيجرى انتخاب امين عام للحزب, الذي يتنافس عليه ثلاثة مرشحين, الامين العام بالوكالة وائل السقا, وخالد الجهني سكرتير كتلة النواب في الحزب, ورامي العياصرة احد الوجوه الشابة في الحزب, والذي من المتوقع ان ينتج تحالفا مع وائل السقا, لصالح احدهما, حيث ان انصار الطرفين يميلان الى التوافق, ويقود المهمة الحزبي العتيق زكي بني ارشيد.
اعلان المنافسة على مقعد رئيس مجلس النواب, تزامن مع كتابات وتلميحات, من اعضاء في الحزب, يطالبون السلطة بترك الحرية للنواب لاختيار رئيسهم, مسنودة بكتابات من شخصيات متوترة تعيش على هامش الحزب او على حوافه, تحاول ان تخلق ازمة مبكرة, لشكل العلاقة بين النواب انفسهم تحت القبة, او مع السلطة التنفيذية التي يقود رئيسها خطوات انفتاحية غير مسبوقة مع البرلمان, على قاعدة الاستقلالية بين السلطات, لكن لعبة الاستهداف التي يتقنها نشطاء جبهة العمل الاسلامي, بدات مبكرا, رغم يقينهم ان رئاسة المجلس, عندما فاز بها المرحوم عبد اللطيف عربيات كانت نسبة مقاعدهم اقل من 25% من عدد مقاعد البرلمان وهي نفس النسبة حاليا.
لكن المتغير كان الانتفاضة الفلسطينية الاولى, وحرب الخليج الثانية, ولمن يتذكر ذلك الوقت, فقد حاربت الجماعة المرحوم عبد اللطيف عربيات, في الانتخابات التالية, وخسر مقعده لانه مارس رئاسة النواب بمنطق رجل الدولة الاردنية, وليس لحسابات اخوانية ضيقة, اي ان مفهوم الرئاسة البرلمانية عند الاخوان, مفهوم اخواني وليس مفهوما برلمانيا, له استحقاقته الوطنية ومتطلباته السياسية, وهذا ما يعزز فكرة ان الحزب والجماعة يستهدفون, صراعا مبكرا تحت القبة, وانتاج بكائية استهدافية,يحتاجها تيار الازمات, الذي يسعى الى فرض اجندة اقليمية, على المشهد المحلي الوطني.
انتخابات الرئيس والمكتب الدائم في مجلس النواب يبدو انها حُسمت, حسب رأي عضو مطلع في مجلس الاعيان, قال للانباط, ان الرئيس السابق احمد الصفدي هو الاوفر حظا, نظرا لتجربته السابقة وفعالية ادارته للنواب تحت القبة, التي شهد له بها اعضاء جبهة العمل الاسلامي انفسهم وكانوا تحت لافتة كتلة الاصلاح.