احذر .. 4 أطعمة تُظهر علامات الكِبَر و"تجعلك تتقدم في السن بشكل أسرع"! كيف تحمي خصوصيتك من تطبيقات التجسس؟ بنك الإسكان يقيم جلسة حوارية للموظفات المؤهلات لتولي مناصب قيادية انخفاض مؤشرات الأسهم الأميركية وزير الخارجية يستقبل القائم بأعمال نائب وزير الخارجية الأمريكي للشؤون السياسية حالة الطقس المتوقعة في المملكة للأيام الأربعة المقبلة معتقل اردني من الاخوان المسلمين كان مسجون من زمن جمال عبد الناصر في سجون سويا خبير أمريكي: ثروات سوريا تكفي لعيش 80 مليون برفاهية تفوق الدول الأوروبية حسين الجغبير يكتب : الملك في السلط... هوية الأردن الحقيقية حلف عمّان أحمد الضرابعة يكتب: جولة في عقل اليسار الأردني المزيف السياح العرب يسندون القطاع السياحي ويعوضون تراجع الأجانب "أمواج العقبة".. فعاليات ثقافية وفنية تروج "ثغر الأردن الباسم" سياحيا عودة "كورونا".. نسبة الإيجابي تصل ل3% رئيس "غرب اربد": البلدية تسير بمشاريعها وفق الخطط المرسومة "النواب" يحيل مشروع قانون موازنة 2025 للجنة المالية "كريف".. الجدارة الائتمانية حماية للبنوك والمقترضين الحنيطي يتفقد واجهتي المنطقتين العسكريتين الشمالية والوسطى معدات عسكرية من القوات المسلحة الأردنية تصل للجيش اللبناني قوات المعارضة السورية تمهل ضباط وعناصر سجن صيدنايا 12 ساعه

علاء كنعان يكتب :هدنة الشمال : هل ستكون لغزة " نافذة النجاة " ؟

علاء كنعان يكتب هدنة الشمال  هل ستكون لغزة  نافذة النجاة
الأنباط -
هدنة الشمال : هل ستكون لغزة " نافذة النجاة " ؟ 

بقلم علاء كنعان

كثر الحديث مؤخرا عن احتمالية التوصل إلى وقف إطلاق النار بين لبنان و" إسرائيل " وانتشرت تسريبات عن موافقة حزب الله على فصل جبهة لبنان عن جبهة قطاع غزة . ومن هنا ، يتساءل كثيرون عن مدى تأثير هذه المفاوضات على الحرب في قطاع غزة وعلى حركة حماس.

تواجه حركة حماس وقيادتها في الخارج  فرصة مواتية من أجل لعب دور استراتيجي في وقف الحرب على القطاع والبدء في إعادة الإعمار ، حيث أمامها  فرصة ضيقة لاستغلال التطورات الجارية لتحقيق صفقة تضمن بقاءها، وهو ما يتطلب منها مرونة أكبر وقدرة على المناورة السياسية لإبرام صفقة أو اتفاق  قد يمنح غزة نوعا من الاستقرار الذي افتقدته، ويؤمن لحماس ديمومتها ضمن صيغة تحفظ مصالحها.

في عالم السياسة، الذي تتغير فيه التوازنات باستمرار، يتضح أن الفرصة محدودة أمام حماس لاستثمار ما يحدث في لبنان. فالوقت عامل حاسم، خاصة في ظل حديث رئيس حكومة لبنان عن تقدم المفاوضات نحو وقف إطلاق النار، مما يجعل المنطقة مهيأة لتحولات كبيرة قد تغيّر توازنات القوى .

وبينما ينصب تركيز المفاوضات الدولية على تهدئة الحدود الشمالية لإسرائيل، فمن الضروري تذكير العالم بمأساة غزة. فهناك 2.3 مليون إنسان فيها يتطلعون إلى حياة آمنة ومستقرة، دون أن يجدوا لها سبيلاً . و الحديث عن وقف إطلاق النار بين لبنان و " إسرائيل"  يشير إلى اتجاه إقليمي نحو تهدئة محدودة، قد يكون لها  أثر إيجابي على الوضع في غزة ، إلا أن ذلك قد يحمل ضغوطا إضافية على حماس لمواءمة دورها إقليميا، وتحقيق توازن استراتيجي يضمن بقاءها دون إضعاف قدرتها كقوة فاعلة في المنطقة.

ومع تسارع وتيرة التفاوض شمالاً، تبقى المخاوف من أن يفوت القطار غزة، لتبقى مرة أخرى خارج أي مسار للسلام والهدوء، وسط توتر مستمر. وهذا ما يجعل الوقت حاسما؛ فاستجابة العالم الآن قد تكون العامل الأبرز لمنح سكان غزة فرصة الخروج من عزلتهم وتحقيق الاستقرار المنشود.

ومع تزايد الاعتراف الدولي بأن الاستقرار في الشرق الأوسط له أهمية استراتيجية على المدى البعيد،  يمكن للعالم أن يدعم جهدا حقيقيا لاستقرار غزة التي تمثل حالة فريدة و أحد أبرز التحديات، و يمكن للعالم، إن أراد، أن يدعم جهود التهدئة فيها. وهنا تأتي أهمية هذه اللحظة في التوصل إلى اتفاق يحدّ من معاناة غزة ، كما أن حماس قد تنظر في اتباع خيار "المقاومة الشعبية السلمية"، وفقا لتصريحات سابقة لقادتها، مما قد يفتح المجال أمامها .

إن المعاناة اليومية التي يعيشها الغزيون ليست مجرد عناوين عابرة؛ إنها واقع حياة يومية لملايين الرجال والنساء والأطفال، يوجد جيل كامل لم يعرف سوى الحرب والحصار ،  حيث  يعيش أهالي غزة في ظروف بائسة وسط انهيارٍ كامل للخدمات الأساسية.

إن صور القتل والدمار والحرب والمجازر  تستدعي العالم للتحرك لمساندة غزة، حيث يتمتع الغرب بقدرة على التأثير في المفاوضات ودعم الجهود الرامية إلى تحقيق هدنة شاملة تعيد بعض الحياة إلى القطاع. ومن الضروري إدراك أن السلام في غزة جزء لا يتجزأ من سلام المنطقة ككل، وأن دعم العالم لمبادرات تخفيف المعاناة الإنسانية يمثل خطوة مهمة نحو استقرار أوسع.

إن غزة تستحق أكثر من مجرد وقف مؤقت لإطلاق النار؛ تستحق حلاً دائماً يجعل الحياة فيها ممكنة، ويمكّن أهلها من استعادة حقوقهم الأساسية بعيداً عن حصار قاسٍ ومستقبل غامض ، وقد يكون وقف إطلاق النار في لبنان فرصة سانحة، لكن إن لم تمتد آثاره إلى غزة، فإن المجتمع الدولي سيفوت على نفسه دعم قضية إنسانية بحتة.

إن أطفال غزة، ونساؤها وشيوخها، يستحقون اهتماما من العالم، ورغبة حقيقية في دعم حقوقهم الأساسية كبشر، مثل أي إنسان على وجه هذه الأرض.
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير