الأنباط -
وداعاً يا عماااه…
رحلتَ دون أن أقبّل جبينك الطاهر، وغربتي زادت وجعا بفراقك الأبدي،،،
فأنت ذلك الفلاح الطيب الذي كان كما الأرض التي عاش عليها ،،، عزيزا نزيها، ومقاتلا في صموده كجذور الزيتون المتشبثة بتربة الوطن.
طيبه من طيب التين والعنب الذي اعتنى بهما طوال حياته، وروحه من سلام الزيتون الذي زرعه بيديه في كروم جرش وبساتينها،،،،
رائحته زكية كرائحة تراب تلك الكروم، خلف رجالا صابرين، أبناء عمومتي الشجعان والكرماء، الذين ورثوا عنه الشهامة والعزة، وعمق الإخلاص والعفة، في كل منهم أرى جزءاً من عمي، ذلك المقاتل النبيل الصنديد.
لطالما جالستني يا عمااااه،،، وعلّمتني معنى الحكمة والصبر، كنت مرآتي التي أرى فيها تجارب الحياة، وتروي لي قصص صبرك الطويل على مشاق الحياة، تلك القصص التي تشهد على قوة تحملك وإيمانك، والتي باتت دروساً في حياتي أستند إليها في مواجهة التحديات.
لقد كنت يا أبو زيد تجسيداً للبساطة والعمق الأصيل،، فأنت من علّمني كيف أن الحكمة لا تأتي إلا لمن يعبر صعاب الحياة بصبر وشجاعة.
أرثيك يا عماه الوحيد وأنا في بلاد الغربة وحيدا،،،،،،،
لقد رحلتَ دون أن أودعك حتى الوداع الأخير، ودون أن أتمكن من تقبيل جبينك الطاهر العفيف، ولكم كان صعباً على قلبي وعقلي أن أسمع خبر رحيلك وأنا بعيد،،،،
عماه الوحيد،،، قلبي معك،،، وروحي تبكي شوقاً لوداعك،،،، وستظل في قلبي حياً، حاضراً في ذكرياتي، فقد كنت الأب والأخ والعم والصديق، وملجأ الحكمة والقوة في حياتنا، وعزاؤنا في فقدانك إرثك الطاهر الذي تركته فينا.
رحمك الله يا عمّي الغالي الحكيم، وجعل مثواك الجنة بقدر طيبتك وصبرك وإخلاصك، لن أنساك أبدا،، وستظلّ حيّا بداخلي ما دامت أشجار الزيتون والتين التي زرعتها بسواعدك تعانق سماءنا،،،