الأنباط -
سِرّ تفجيرات البيجر في لبنان! (أسرار استخباراتية)
السؤال الكبير لماذا قامت اسرائيل الآن وقبل قيامها بشن هجومها الذي تتوعد به لبنان وحزب الله بتفجير أجهزة البيجر ومعظم من يستعمله هو من كوادر حزب الله ومقاتليه ومن فرق الدعم اللوجستي للحزب؟ ولماذا لم تؤخّر هذا الهجوم ليترافق مع هجومها الكبير الموعود على حزب الله لإفقاده الجزء الأكبر من منظومة القيادة والسيطرة وهي مسألة مهمة لإنجاح أي عمل عسكري؟ بل لماذا تفجّر هذه الأجهزة أصلاً وهي عملية من المنظور العسكري لا تلحق الهزيمة بالحزب ويمكنه تجاوزها واستبدال هذه الأجهزة بوسائل إتصال أخرى بديلة؟ ولماذا تقوم بتفجير هذه الأجهزة وهي كنز استخباري لها تتجسس من خلالها على اتصالات حزب الله رغم استخدام الحزب لنظام تشفير الرسائل العسكرية العملياتية؟
الحقيقة أن اسرائيل قامت بهذا العمل مضطرة ولم يكن لها بدّ أن تفعل هذا بوقت مبكر وغير مناسب قبل استكمال استعداداتها لشن حربها على حزب الله في جنوب لبنان والسبب هو أنها من خلال أجهزة البيجر هذه اكتشفت أن الفريق الاستخباري لحزب الله يوشك على إكتشاف إختراق اسرائيل لمنظومة الإتصالات للحزب من خلال هذه الأجهزة فكان لا بدّ من التخلّص منها وبنفس الوقت استغلالها بتوجيه ضربة موجعة لحزب الله.
أما كيف استطاعت استخبارات حزب الله اكتشاف الخرق الأمني للحزب بواسطة هذه الأجهزة رغم أنه من شبه المستحيل أن تثير هذه الأجهزة الشك لدى الحزب كون الحزب يستخدم هذه التقنية الآمنة منذ سنين طويلة ولأنه من الصعب إختراقها كونها لا تستخدم منظومات وشبكات الإنترنت، فإنّ إنكشاف السرّ من قبل استخبارات الحزب يكمن في الضربة الإستباقية التي قامت اسرائيل بتوجيهها للحزب قبل نصف ساعة من موعد ردّ حزب الله على عملية اغتيال القائد في الحزب فؤاد شكر.
فبسبب هذه الضربة الإستباقية الإسرائيلية الفاشلة التي لم تَحُل دون رد حزب الله القوي في عمق اسرائيل قبل أكثر من ثلاثة أسابيع توصلت استخبارات الحزب إلى أن الحزب مخترق استخباراتياً من جانب منظومته للإتصالات بطريقة ما مما دفعه لتشكيل فريق عمل فنّي استخباري للبحث في أمر هذا الإختراق وكيفية حدوثه، واستطاع هذا الفريق الفني تحديد مكمن الإختراق الأمني وحصره في تقنية ما في أجهزة البيجر التي اشتراها الحزب قبل عدة أشهر وأوشك الفريق الفني على وضع يده على اسرار تقنية هذه الأجهزة وربما إكتشاف أن هذه الأجهزة إلى جانب عملها التجسسي هي أيضا قنابل موقوته قد تنفجر بحامليها في أي وقت تريده اسرائيل.
لهذا كان لا بدّ لحكومة إسرائيل بناءً على توصية الموساد من اتخاذ قرار بشأن التخلص من هذه الأجهزة وتفجيرها بإرسال ترددات راديوية مكثّفة من الجوّ تفجّر هذه الأجهزة بأصحابها، واستغلّ نتنياهو عملية التفجير هذه بأخذ قرار مسبق من مجلس وزرائه المصغّر بتوسيع الحرب وإدخال هدف إعادة الإسرائليين المهجّرين من الشمال إلى أهداف حربه البشعة على الفلسطينيين واللبنانيين على حد سواء وليظهر أمام الإسرائليين بمظهر الرجل القوي صاحب المفاجآت والقادر على إيذاء المقاومة في لبنان وتوجيه ضربة موجعة لحزب الله الذي قد يبلغ فيه الاستفزاز والغضب إلى حدّ القيام برد كبير وشامل يستغله نتنياهو لإعلان بدْ حرب شاملة وطويلة على لبنان وحزب الله لضمان أن يبقى نتنياهو في الحكم لشهور أخرى إضافية إلى حين الأنتهاء من الإنتخابات الرئاسية الأمريكية وتجديد تحالفه مع ترامب إذا كان هو الرئيس المقبل للولايات المتحدة الأمريكية.