عين على القدس يرصد تصاعد اقتحامات وزراء الاحتلال والمتطرفين اليهود للأقصى
- تاريخ النشر :
الثلاثاء - am 09:21 | 2024-08-20
الأنباط - رصد برنامج عين على القدس، الذي عرضه التلفزيون الأردني، أمس الاثنين، تصاعد اعتداءات واقتحامات الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة والمتطرفين اليهود بحق المسجد الأقصى المبارك، بهدف تغيير الوضع التاريخي القائم فيه وتهويده.
وعرض تقرير البرنامج المصور في القدس مشاهد من اقتحام وزير الأمن الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير رفقة وزير آخر من حكومة الاحتلال وآلاف المتطرفين اليهود للمسجد الأقصى المبارك قبل بضعة أيام، تحت حماية شرطة الاحتلال.
وأشار التقرير إلى أنه قصد بهذا العمل استفزاز مشاعر المسلمين وتدنيس المسجد، في ما يسمى بـ "ذكرى خراب الهيكل"، ما اعتبره المقدسيون اعتداء خطيرا على أولى القبلتين، وإنذارا بـ"خطر كبير" قادم على المسجد، وبشكل خاص في ظل انشغال الجميع في ما يحدث من قتل وجرائم إبادة ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، ما جعل العالم ينشغل عما يحدث على أرض الواقع في المسجد الأقصى المبارك، لدرجة ان المقدسيين أصبحوا "خائفين من ان يفيق الجميع على حقيقة أن المسجد الأقصى المبارك تم تهويده وتقسيمه زمانيا ومكانيا"، بحسب ما قال المقدسي أسامه برهم.
ولفت التقرير إلى أن بن غفير والآلاف من نشطاء اليمين المتطرف العنصري لم يكتفوا بالاعتداء على الأقصى في ذكرى ما يسمى بـ "خراب الهيكل" فحسب، بل قاموا تحت حماية شرطة الاحتلال بأداء طقوس تلمودية والانبطاح في باحات المسجد، حيث تجاوزت أعداد المقتحمين هذه المرة ثلاثة آلاف متطرف، ما دفع المرجعيات الدينية في بيت المقدس، وعلى رأسها مجلس أوقاف القدس، إلى إصدار بيان أدانت فيه بأشد العبارات هذا الانتهاك، وعبرت عن رفضها لما تقوم به حكومة الاحتلال من اعتداءات متصاعدة وغير مسبوقة بحق المسجد الأقصى المبارك.
وحول هذا البيان، قال مفتي القدس والأراضي الفلسطينية، الشيخ محمد حسين، إن البيان يدين ويرفض بشدة الاقتحامات والاعتداءات ضد المسجد الأقصى، ويبين موقف مجلس الأوقاف والمرجعيات الدينية ودار الإفتاء الفلسطينية ودائرة الأوقاف وقاضي القضاة، لمثل هذه الإجراءات من قبل الاحتلال، مشيرا إلى أنها تهدف إلى تغيير الوضع القانوني القائم في القدس والمسجد الأقصى المبارك.
بدوره، قال المدير التنفيذي للصندوق الهاشمي لإعمار المسجد الأقصى وقبة الصخرة المشرفة، الدكتور وصفي كيلاني، إن المسجد الأقصى المبارك عاش اسبوعا مظلما وحالكا، ويعد من أصعب الأسابيع التي مرت عليه، نتيجة للتصعيد غير المسبوق، وحجم التدنيس والتخريب الذي حدث فيه، وذلك في ذكرى "خراب الهيكل"، الذي يزعمه اليهود.
وأوضح أن اليهود يتحدثون عن ذكرى خراب الهيكل الأول الذي بناه الملك سليمان على يد نبوخذ نصر عام 587 ق.ب، والهيكل الثاني الذي بناه الرومان عام 516 ق. م، وتم هدمه على يد الروماني تيطس عام 70 ميلادي.
وأشار إلى أنه لم يذكر أحد من المؤرخين أن المسلمين وجدوا أي معبد في القدس ليقوموا بهدمه وبناء مسجد مكانه.
ولفت كيلاني إلى أن اليهود يقومون بمحاولات تخريب المسجد الأقصى بسبب كرههم للمسلمين، ومحاولة إحباط الفلسطينيين والنيل من صمودهم، إضافة لاستكبارهم وعربدتهم، ما بدا واضحا بتصريحات بن غفير اثناء اقتحامه للمسجد.
وبين أن أشكال استباحة المسجد متعددة، منها المادية الملموسة، كالاقتحامات والتخريب ودخول النساء شبه عاريات وحصار الأبواب والاعتداء على المصلين والكتابة على جدران المسجد، في حين أن التدنيس الأشق على الإسلام والمسلمين يتمثل في النجاسة المعنوية، عن طريق محاولة فرض عقيدة كفر وشرك بالله تعالى، وتحويل المسجد إلى غير صفته الإسلامية.
وحول اعتراض رئيس الوزراء الإسرائيلي على اقتحام بن غفير للأقصى، أوضح الدكتور كيلاني أن هذا الاعتراض موجه إلى الغرب، حيث أن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قال إن الاقتحام "مخالف للوضع القائم في المسجد الأقصى"، وعزز ذلك بتصاريح من قبل خمسة من كبار الحاخامات، لكن المكتب لم يحدد التزاماته تجاه الأقصى، كما أنه لم يعد تعريف المسجد الأقصى كما هو، لأن آخر تعريف للحكومة الإسرائيلية للمسجد الأقصى كان في عام 2014 عندما عرف رئيس الوزراء الاقصى على أنه "المسجد القبلي الصغير الذي يقع تحت القبة الفضية ومساحته 5 دونمات"، معتبرا أن الباقي هو الهيكل، فيما كان تصريح الحاخامات أسوأ من ذلك، حيث أقروا أن "دخول اليهودي إلى جبل الهيكل هو تدنيس"، أي أنهم لا يعترفون بوجود المسجد الأقصى المبارك.
وأضاف أن الأيام التي تبعت تصريح مكتب رئيس الوزراء، كانت "أصعب" من حيث النجاسة المعنوية والمادية والتدنيس.
وشدد الدكتور كيلاني على شعور المقدسيين بالخذلان نتيجة لعدم اكتراث العالم الإسلامي والمنظمات الأممية لما يتعرض له المسجد الأقصى الذي يعتبر ملكا لأكثر من ملياري مسلم من تدنيس، داعيا الى الوقوف خلف صاحب الوصاية على القدس والمقدسات، جلالة الملك عبدالله الثاني في دفاعه ورعايته للقدس والمقدسات بشكل خاص، والقضية الفلسطينية بشكل عام، الأمر الذي ينادي به جميع المقدسيين والمرجعيات الدينية في القدس.