الأنباط -
بعد أن فقد الكيان المجرم عذريته المصطنعة وفقد بريقه والإعجاب الذي كان يحظى به من غالبية شعوب القارات الأجنبية وظهرت لهم حقيقته نتيجة مايقوم به من جرائم الإباده وتدمير مرافق الحياة والتنكيل وحرق وقتل عشرات الآلاف من الاطفال والنساء وكبار السن والمدنيين والعمل على تجويع وتهجير من بقي منهم على قيد الحياة في قطاع غزة النازف والتي حرَّمت القوانين والمعاهدات الدولية القيام بهذه الأفعال التي تقع تحت مسمى جرائم حرب وفقدانه وخسارته ماكان يُسوَّق له اعلامياً على مدار السنوات السابقة مقولة أنَّ دولتهُ (المزعومة) وجيشه مُتحضِّر لانّ عصاباته المسلحة وإدارة الحرب لديه ظهرت على حقيقتها أمام العالم.
في ظلِّ هذه المعطيات إنتشر البعوض الإلكتروني وزاد عدده من خلال مواقع التوصل الاجتماعي وقنوات إعلامية مُموَّلة بالكامل من مؤسسات هذا الكيان وبإشراف مباشر منهُ ومن خلال أعوانه لمحاولة الإساءة والتشكيك لمواقف أركان الدولة الأردنية بهدف الدفاع عن القضية الفلسطينية.
والمصيبة أن هؤلاء المشككين يقومون بهذه المهام في دول تُعتبر الداعم الرئيس لهذا الكيان المحتل الذي لايعترف ولايتعامل مع أي مصطلح له علاقة بحقوق الإنسان ولا حتى الحيوان ولا يُطبّق المعاهدات التي وقّع عليها بخصوص معاملة المواطنين الذين يررخون تحت ويلات الإحتلال أو التي تتضمن مفاهيم الحروب ومعاملة الأسرى.
قد يقبل المنطق أن يقوم هذا الكيان بتجنيد المئات من مواطنيه للتشويش على الأردن بكل مكوناته من خلال الشبكة العنكبوتية وتحت اسماء عربية مستعاره بسبب مواقف الأردن وقبل الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة في نهاية العام الماضي والذي كان يحذّر من إستمرار غطرسة هذا الكيان الظالم ومخططاته بتهجير المواطنين الشرعيين ومصادرة أراضيهم وإستفزاز أصحاب الديانات السماوية باقتحامه للمقدسات المسيحيه والإسلامية وعدم سعيه لتنفيذ القرارات الدولية المتعلقة بحل الدولتين بالإضافة الي مواجهة الموقف الاردني القوي والصلب والجريء الذي قلم به منفرداً بعد أحداث سبعة أكتوبر من خلال الزيارات المكوكية لملك الأردن الى الدول صاحبة القرار والمؤثرة التي كانت قد أعلنت بصراحة عن دعمها الكامل لهذا الكيان حيث كان هدف هذه الزيارات توضيح مخاطر العدوان على الشعب الفلسطيني لا بل وعلى دول المنطقة ونتائجه المتمثلة بعدم الإستقرار وتَوسُّع دائرة الحرب (وهذا مايحدث) وكيف إستطاعت دبلوماسية ملك الأردن وشجاعته بتغيير توجهات تلك الدول وتراجع غالبيتها عن دعم إدارات القتل لذلك الكيان بالإضافة إلى تغيير مواقفهم التي كانت غير مهتمة بموضوع الصراع الذي طال أمده بين قطبين قطب مجرم محتل يتمتع بكافة وسائل القتل والدعم الدولي وقطب لايملك أبسط مقومات الحياة.. وكيف تم اقناعها بالانضمام إلى الجسر الجوي الأردني لنقل المساعدات الغذائية والطبية لشعب القطاع النازف علماً أن جسر المساعدات هذا أُنشيء بتوجيهات ومتابعة ملكية شارك في بعض انزالاته جلالة الملك عبد الله الثاني المعظم وإبنته سمو الأميرة سلمى حماها الله ليُكوِّن هذا الجسر الجوي المفهوم الواضح المُعلن عنه لكسر الحصار المفروض عن شعبٍ قصَّر العالم بإيقاف المجاعة عنه وما رافق ذلك الجسر من تسير مئات الشاحنات من خلال الأراضي الأردنية المحملة بالمساعدات العاجلة لدعم صمود ذلك الشعب المقهور .
في ظل هذه المواقف الأردنية وللأسف تخرج أبواق لئيمة تحمل الجنسية العربية وافقت بأن تُجَنَّد بوظيفة مرتزقة للقيام بمهام عمل للإساءة والتشكيك بالأردن مقابل مبالغ مالية ملطخة بدماء ضحايا العدوان تُدفَع لهم وحصولهم على إقامة وجنسية الدولة التي يمارسون عملهم القذر فيها .
هذه الفئة الضالة المشككة رضيت بهذه الخيانة بكل مفاهيمها ومعانيها وباعت نفسها للظالم المعتدي لتُكوِّن عنصر مساهم لتصفية القضية الفلسطينية... عندما تستمع بتمعن لتحليل وإنتقاد وتصريحات هؤلاء المشككين اتجاه الأردن 🇯🇴 ومواقفه بسرد مطوَّل والإشارة بعجاله الى جزئية بسيطة الى جرائم الحرب كرفع عتب لمحاولة إقناع البعض انهم يمارسون عملاً إعلامياً بحيادية وهذا طبعا ليس الواقع الحقيقي لوظيفتهم ، يتضح لكل عاقل حجم المؤامرات والمكائد المستمرة التي يتعرض لها هذا البلد الأصيل ، علما أن القاصي والداني حتى الداعمين لأدوات الإجرام يعترف بمواقف وتضحيات الأردن إتجاه القضية الفلسطينية وعدالتها حسب ما أقرته القرارات…فدماء الجيش العربي الباسل كانت ولا زالت شاهداً يشع نوراً من تراب الأراضي الفلسطينية وحجارة أسوار القدس،،، هؤلاء المرتزقه أو تلك الجهات التي تبنت منذ خمسة وعشرون سنه وأكثر فكرة إنشاء كيانات مسلحة في بعض الدول وتحت شعار مساندة الشعب الفلسطيني ساهمت بقصد أو بدون قصد بزيادة أشكال الدعم لهذا الكيان الغاصب من دول لديها كل الإمكانيات وزادت أيضا من وتيرة عدم شجب ورفض المجازر المستمرة بحق الشعب الفلسطيني وتهويد أراضيه...
أن الهدف الرئيسي الذي يسعى اليه المحرضون والمستفيدون بتوسيع دائرة الحرب وإدخال الأردن الى حرب نتائجه كارثية على مقدراته وبنيته التحتيه ومواطنيه معروفه واضحة المعالم .
أن الدول المتزنه والعقلانية ذات السيادة أنشأت جيوش للدفاع عن حدودها وأمنها وليس للدخول في حروب مدمرة بكل المعاني ولايمكنها بفضل وعي وحنكة قيادتها أن تنساق الى المجهول أو أن تكون وسيلة لتنفيذ أجندة لأية جهة أو دولة تريد الحصول على مكاسب طائفية أو سياسية بهدف تبني شعار غير حقيقي لمساندة الدولة الفلسطينية ، والملفت للنظر أن صاحبة هذا الشعار لها تواجد دائم في دول قريبة من هدفهم وإدعائهم المزعوم بأقل تكلفة ووقت اذا صحَّ هذا الوصف المجازي إلا إذا كان هدفهم الحقيقي !! زعزعة إستقرار دولة كانت وما زالت شريان الحياة لفلسطين ولقضايا الأمة وللمتواجد على أراضيها ملايين العرب الذين نزحوا وهُجِّرو من أوطانهم جرّاء ويلات الحروب الأهلية التي عصفت بدولهم .
وبالنتيجه فإنه لايمكن لأي جهة مهما كانت سلطتها وأذرعها الإعلامية من تغيير المواقف الصلبة والمشروعة التي يتمسك بها إتجاه القضية الفلسطينية وشعبها ومحاولة التفكير بالمساس بسيادة الأردن وأمنه وأراضيه وسماءه فالأردن لديه قيادة واعية تحظى بإحترام دولي كبير عربي وجيش عربي باسل وأجهزة أمنية نذروا حياتهم للحافظ على أمن وسيادة وسلامة أراضيه وأجواءه ومواطنيه وشعب واعي لكل مايُحاك في الخفاء وشاهد حيّ على دول إنسياق مواطنيها وتفاعل مع المؤثرات الخارجية والداخلية وساعد بدون قصد في دمار مقدّرات أوطانهم ، ومها حاولت أي جهة أن تستغل المنصات الإعلامية لتوجيه أسهم سامة الى شريان الوطن فإنها ستفشل ، لأن هذه الأرض المباركة خلقت لتظل شامخة عزيزة قوية حتى قيام الساعة ورغم أنف كل متآمر وحاقد وخائن لشرفه وعروبته ودينه .
المستشار الدكتور رضوان ابودامس