الأنباط -
أضحت جمهورية فلندا أوّل دول اسكندنافيا إيجابية في التعاطي مع مستجدات قضية الصحراء والتي تصبّ جلّها في تأكيد سيادة المغرب على صحرائه، حيث قالت خارجيتها اليوم إنّها تدعم مقترح الحكم الذاتي.
فمعلوم أن دول شمال أوربا شهدت في سنوات مضت اختراقا للأطروحة لانفصالية عبر جمعيات المجتمع المدني التي انطلت عليها ادعاءات جبهة البوليساريو الانفصالية وبراعتها في تسويق الوضع الإنساني الكارثي الذي ترزح تحته ساكنة مخيمات تيندوف بالجزائر على أنّه مسؤولية المغرب.
لكنّ، فلندا ظلت مستمسكة بتغليب المنطق الحيادي في دعم مسلسل الحلحلة وهو ما ساعدها على مراجعة موقفها المتّسم بالجمود نوعا ما، إذ أن دعمها الجديد للحكم الذاتي تحت السيادة المغربية يتماهى بشكل تامّ مع الإطار العامّ المقترح أمميا والذي ينصّ على حلّ عادل تقبله جميع الأطراف، كما أنه ينحى نحو الإيجابية في تحريك الملف ودفعه إلى منطقة الممكنات السياسية وهو ما تصبو إليه الجهود الدولية المعبّر عنها بدعم الحكم تحت السيادة المغربية عكس الأطراف الحريصة على الجمود ومنطق التأزيم.
ويشكلّ دعم فنلندا لمقترح الحكم الذاتي_والذي تمّ التعبير عنه في هلنسكي يومه الثلاثاء عقب لقاء بين وزيري خارجتي المغرب وفنلندا_انعطافة جديدة في الموقف الأوربّي المساند لمغربية الصحراء والذي تعزّز مؤخّرا بدعم فرنسا له وهي عضو بمجلس الأمن.
ومن شأنه موقف فنلندا كذلك أن يبعث دينامية جديدة وسط الفضاء الجيوسياسي الذي تشكّله دول الشمال الأوربي باعتبار المصالح المتشابكة بين هذه البلدان وسعيها المتواصل إلى تنويع شراكاتها خارج النطاق الأوربي المحدود ممّا يفرض عليها تعاملا جدّيا ومواقف رصينة اتجاه قضايا الشركاء المحتملين وعلى رأسهم المملكة المغربية التي أضحت لاعبا محوريا في القارة الأفريقية وتحظى بمكانة خاصة لدى بلدانها.